قرار فصل المهندس نجيب ساويرس، نهائيًا من حزب المصريين الأحرار، كان بمثابة صدمة للساسة المصريين خاصة أنه من أسس الحزب وأدار معركته الانتخابية بأمواله حتى احتل المركز الأول تحت قبة البرلمان، الأمر الذي مما أثار حالة من الغضب على الساحة السياسية، حول كيفية قيادة الحزب خلال الفترة القادمة بدون ساويرس الممول الرئيسي للحزب والعمود الفقري له؟ وطرح سياسيون، 4 سيناريوهات سيلجأ لها ساويرس للرد على قرار الفصل من حزبه، موضحين أن هناك علامات استفهام حول تفاقم الصراع الداخلي لحزب المصريين الأحرار، الذي أدى إلى فصل ساويرس من حزبه. وصف راجي سليمان، وكيل مجلس أمناء حزب المصريين الأحرار، فصل المهندس نجيب ساويرس من الحزب، بأنه حلقة جديدة من مسلسل هزلي لم تنته حلقاته من مجموعة لديها رؤية قاصرة للأمور. وقال سليمان، في بيان له، اليوم، إن الحديث عن فصل مؤسس حزب المصريين الأحرار، غير مستغرب من أشخاص تفتقد كل تصرفاتهم لأي منطق ولا تتسق مع لائحة الحزب المعترف بها في لجنة شئون الأحزاب. وأضاف أن ساويرس لا يزال عضواً في حزب المصريين الأحرار ومجلس الأمناء، ومعه كل الشرفاء من أعضاء الحزب وقياداته ممن تم تجميد عضويتهم أو أحيلوا لما أسموه هؤلاء بلجنة الانضباط الحزبي غير اللائحية، أو تعنتوا في تجديد عضوياتهم لتشكيل مؤتمر عام يدين لهم بالولاء للسيطرة على الانتخابات الداخلية دون منافسة. وتابع: "هؤلاء جمعتهم المصلحة وتجلت في تصرفاتهم الميكافيلية السياسية في أبشع صورها، ولا نتشرف بوجودهم معنا في كيان واحد"، موجهًا حديثه لجبهة رئيس الحزب عصام خليل: "سنسترد حزبنا بالقانون، وسوف ننتصر لمبادئنا ونثق في موقفنا القانوني تماما، ونثق في القضاء المصري بأنه سيعيد الأمور لنصابها، وستكشف الأيام خواء وزيف كل من تصور أن المصريين الأحرار صيد سهل يمكن اختطافه أو تغيير مساره الذي اختاره مؤسسيه ومؤيديه ومحبيه". وقال وكيل مجلس الأمناء: "كل هذه الممارسات تزيد مجلس الأمناء وباقي أعضاء الحزب المؤمنين بالمصريين الأحرار إصرارا ويقيناً أننا على الطريق الصحيح لاسترداد حزب المصريين الأحرار، ليكون معبراً عن مبادئ وأفكار كل الشرفاء الذين تعبوا من أجل تأسيس حزب ليبرالي يؤمن بالديمقراطية شكلاً وموضوعاً، يشارك في صناعة القرار ومراقبة تنفيذ البرامج والسياسات التي تخدم مصر والمصريين جميعاً". وبدوره، يرى الدكتور يسري العزباوي، الخبير السياسي بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أن تصفية الحسابات أدت إلى فصل ساويرس من حزبه الذي أسسه وموله خلال الفترات الماضية، وخاصة خلال معركته الانتخابية للبرلمان، مؤكدًا أن الفصل كان متوقعًا، خاصة أن ترتيبات الفصل كانت مجهزة تقريبًا من قبل رئيس الحزب عصام خليل وفريقه. وأضاف العزباوي ل" المصريون"، أن هناك 4 سيناريوهات مطروحة أمام ساويرس للرد على قرار الفصل، أولها: "أن ساويرس سيلجأ إلى المحاكم لاسترداد حزبه وفقا للقانون"، ثانيا: "أنه سيقوم باستقطاب مجموعة من أعضاء الحزب لمساندته فى حربه ضد من قام بفصله من الحزب". وتابع: "أن ساويرس هو الممول الوحيد للحزب صاحب الأغلبية بالبرلمان الحالي، وبالتالي فإن فصل ساويرس سيؤدي إلى انقسام داخل الحزب قبل اقتراب الانتخابات المحلية أو البرلمانية في الأعوام القادمة، وهو السيناريو الثالث". وأكمل الخبير السياسي: السيناريو الرابع الأقرب إلى الواقع، حيث سيلجأ ساويرس لتأسيس حزب جديد يتمتع بالاستراتيجية جديدة يختلف عن حزب المصريين الأحرار حاليًا. واتفق معه الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية ل "المصريون"، أنه سيلجأ إلى تشكيل حزب جديد يضم كل حلفائه وهو السيناريو الوحيد أمام نجيب ساويرس بعد قرار الفصل، موضحا أن هناك علامات الاستفهام حول الصراعات الداخلية للحزب والتي أدت إلى إصدار قرار بفصله من الحزب، متسائلاً "كيف سيسير هذا الحزب بدون ساويرس الذي يعتبر العمود الفقري للحزب؟". وقال نصر القفاص، أمين لجنة الإعلام بحزب المصريين الأحرار والمتحدث الإعلامي باسمه ، إن لجنة الانضباط الحزبي أصدرت قرارًا بفصل المهندس نجيب ساويرس نهائيًا من الحزب. وأضاف القفاص في تصريحات صحفية أن "ساويرس" كان مُطالبًا بالحضور أمام لجنة الانضباط الحزبي اليوم للتحقيق معه بشأن الاتهامات الموجهة إليه؛ لكنه لم يحضر، لافتًا إلى أن الحزب راسله تليفونيًا ولكنه حظر الأرقام الخاصة بالحزب، كما أن اللجنة أرسلت له بريدًا إلكترونيًا وخطابًا بالبريد لإعلامه بموعد التحقيق؛ إلا أن المهندس نجيب ساويرس تجاهل اللجنة. وأشار القفاص إلى أن اللجنة انتظرت المهندس نجيب ساويرس لمدة ساعة كاملة، لكنه لم يحضر؛ وبناءً عليه تم اتخاذ قرار بفصله من الحزب نهائيًا بسبب الاتهامات الموجهة إليه والمتعلقة بالتشهير بالحزب وقياداته وأعضاء هيئته البرلمانية ورئيس الحزب الدكتور عصام خليل والنائب علاء عابد رئيس الهيئة البرلمانية، لافتًا إلى أن ساويرس لم تعد له أي علاقة حاليًا بحزب المصريين الأحرار.