اكد الدكتور شاكر عبد الحميد وزير الثقافه أن الراحل ثروت عكاشة بدر لن يغيب ، وهو أحد البنائين العظام للنهضة الثقافية والفنية المصرية الحديثة ، ومؤسس معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي افتتحه عام 1969 . وقال إن عكاشة أسس متحف الفن الإسلامي وفرقة الموسيقي العربية وأوركسترا القاهرة السيمفوني ، وأكاديمية الفنون ، ومتحف الفن الحديث ، ومتحف النسجيات ، وقام بتطوير الثقافة الجماهيرية ودار الكتب الجديدة ورمم معبد الكرنك ، والدير البحري ، وأنقذ آثار النوبة ، وألف حوالي 30 كتابا أحاطت بفنون الموسيقي والتصوير والنحت والعمارة والأدب والتاريخ ، كما ترجم حوالي 30 كتابا. جاء ذلك أثناء احتفالية كبري أقامتها دار الأوبرا المصرية برئاسة د . ايناس عبد الدايم مع سفارة التشيك بالقاهرة بعنوان " تحية الي د . ثروت عكاشة " ،أحيتها أوركسترا القاهرة السيمفوني بقيادة المايسترو ييري بتردليك ،الليله الماضية علي المسرح الكبير بدار الأوبرا والتى قام وزير الثقافة خلالها ، بتكريم اسم الدكتور الراحل ثروت عكاشة وزير الثقافة الأسبق ، بإهداء كريمته نورا ثروت عكاشة درع الأوبرا وأضاف شاكر فى كلمته مستعرضا مشوار حياة المفكر الكبير أن ثروت عكاشة كتب وترجم عدة كتب عن الموسيقي ، وكان مؤمنا أشد الإيمان بوحدة الفنون ، وكان يعتبر فاجنر أبرز المعبرين عن هذه الوحدة ، كما التقي عام 1965 مع الرسام الروسي الشهير مارك شاجال في باريس ، وقال له أن لوحاتك قد ارتبطت بالموسيقي ارتباطا عضويا ، حتي لم يعد من الممكن فصل أحداها عن الأخري ، وتابع قائلا ومثلما دعا ثروت عكاشة خاتشادوريان لقيادة أوركسترا القاهرة السيمفوني في حفلتين شهيرتين عام 1962 ، فكذلك دعا في أكتوبر عام 1966 كارل أورف كي يعزف عمله الشهير كارمينيا بورانا مع أوركسترا القاهرة السيمفوني ، ويولع ثروت عكاشة بالحديث عن أورف ، فيقارن بين أسلوبه المتسم بالبساطة والرشاقة وأساليب فاجنر وريتشارد شتراوس المتسمة بالتركيب ، كما تحدث عن خصائص أورف الموسيقية وعن استفادته من موسيقي مونتيفري الأوبرالية ، ولا يكتفي عكاشة بالتحليل للأسلوب الموسيقي المميز لكارل أورف فقط ، بل أنه يترجم الأشعار المصاحبة لكارمينيا بورانا. وقال الدكتور شاكر عبد الحميد وزير الثقافه في كلمته في حفل تكريم إسم الراحل ثروت عكاشة إن ثروت عكاشة لا ينسي وهو بصدد الحديث عن موسيقي القرن العشرين أن يتحدث عن كيف اسهم الموسيقي التشيكي " ليوسن يناتشيك " بمبتكراته الاسلوبية في تكوين التراث الموسيقي العالمي بلون تشيكوسلوفاكيا خلال القرن العشرين . هذا قليل من كثير ، وقطرة من بحر ما قدمه ثروت عكاشة للفن ولمصروالعرب والانسانية والثقافة والموسيقي في الليالي المظلمة يُفتقد البدر ، وثروت عكاشة بدر لن يغيب . من جانبه قال الدكتور أحمد عكاشة شقيق الراحل الكبير خلال الاحتفاليه ، إن ثروت عكاشة لم يكن مثقفا فقط ، بل كان ينظر أيضا الي الفن نظرة كلية ، كان لديه الأسلوب الرفيع ودقة التعبير ورشاقة الكلمة وأناقة العبارة ، كان أرستقراطي اللهجة ولديه أيضا سلامة اللغة ، كان يجمع بين الفصين العالم والفنان ، فهو شخصية مركبة، فهو الرجل العسكري الذي حارب في 48 وقام بثورة 52 . وأضاف وفي نفس الوقت كان عكاشة لديه الحس الرومانسي في كتاباته والانضباط والاتقان ، كان لديه نوع من الصراحة الشديدة والمرونة في تذوق الفنون ، كان متجهم وفي نفس الوقت يحب الضحك ، كان دائما يقسو علي ذاته ، ولكن كان لديه الرحمة علي الآخرين ، كان مدمن للمعرفة والثقافة ، وبعيد عن الاعلام ، كانت لديه الرغبة لتعلم الأورج ، وأراد أن يتعلم الفارسية عندما بلغ عمره 84 عاما، وعندما كان عمره 22 عاما ترجم كتاب اسمه " التربية النفسية للطفل " كما قام بترجمة كتاب " العودة الي الايمان " وهو في عمر 25 عاما ،مضيفا بأنه ترجم النفس البشرية . وأعرب بافل كافكا سفير جمهورية التشيك بالقاهرة فى كلمته عن عكاشة خلال الاحتفاليه عن سعادته بهذا اللقاء للاحتفال بالدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة الأسبق للإشادة بمجهوداته الثقافية ، لافتا إلى أن عكاشة كان يحب الموسيقي الكلاسيكية ، وكان مولعا بموسيقي المؤلف التشيكي أنطونين دفورجاك ويعتبره واحدا من أفضل المؤلفين المحببين الي قلبه ، لذلك كان اختيارهم لمؤلفة حفل الليلة كان أختيارا مناسبا لذوقه ، وقال سفير التشيك إن الموسيقي تقاليد ممتدة في القدم في جمهورية التشيك ، موضحا أن الموسيقي هي الشئ الذي يجمع الناس مع بعضها البعض ولقاء اليوم مثال جيد للاتصال الثقافي بين مصر وجمهورية التشيك. وأشار الي أن ثروت عكاشة عمل علي إنقاذ آثار النوبة المهددة بالانقراض بسبب بناء السد العالي ، وأن المعهد التشيكوسلوفاكي لعلم الآثار المصرية قد بدأ عمله الناجح في الحفاظ واكتشاف القطع الأثرية الفرعونية القديمة ، وأن هذا الفريق كان يعمل في القاهرة منذ اكثر من 50 عاما . واضاف أن كورال اكابيلا سيؤدي مقطوعة الأم الحزينة " ستاتب ماتر " أوراتوريو لصوليست الغناء للمؤلف التشيكي المشهور أنطونين دفورجاك تكريما لعكاشه ، كما قام بتوجيه الشكر لييري بتردليك القائد الأساسي لأوركسترا القاهرة السيمفوني علي مجهوداته وأتاحة الفرصة في إحضار 45 عضوا من كورال براج المختلط للحضور الي القاهرة والمشاركة في نشاط دار الأوبرا . من جانبها قالت الدكتورة ايناس عبد الدايم في كلمة لها بمناسبة حفل تكريم إسم الراحل الدكتور ثروت عكاشة إنه لشرف كبير لدار الأوبرا المصرية الاحتفاء بذكري شخصية شامخة كانت لها أياد بيضاء علي الثقافة في مصر منذ اكثر من 50 عاما وحتي اليوم . وأضافت إن اسم عكاشة كان يتردد صداه علي امتداد الوطن العربي الكبير ، وفي عواصم الثقافة في أوروبا وفي أروقة اليونسكو وقاعاتها الواسعة ، يتحدث عارفوه عن تواضعه الذي لا نجده الا عند الرجل الكبير في خلقه العالي في منزلته وعلمه وعن شعوره العميق بالمسئولية، وردا لجميل د . ثروت عكاشة هو عزف عمل من الأعمال الكلاسيكية المحببة الي نفسة . وكانت الاحتفاليه قد تضمنت عرض فيلم تسجيلي عن حياة الراحل د . ثروت عكاشة و أهم انجازاته ومشوار حياته وعلاقته بعبد الناصر وعبد الحكيم عامر وحرب 48 وعلاقته بالعلماء والمفكرين ، كما تضمن الفيلم وضعه لحجر الأساس لمدينة الفنون والسينما ، وأهتم بإنشاء لجنة لرعاية السينما، وكان راعي للمسرح عام 1959 ، وساهم في إنشاء السيرك القومي، وأول معرض دولي للكتاب وترجم فن الهوي وحديقة النبي ، أعقب ذلك حفل فني لأوركسترا القاهرة السيمفوني الذي أشتمل علي سيمفونية الأم الحزينة " ستابت ماتر " لأنطونين دفورجاك .