تكرم دار الأوبرا المصرية بالتعاون مع سفارة التشيك بالقاهرة، اسم الدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة الأسبق، وأحد رموز النهضة الثقافية المصرية في احتفالية فنية، تحمل عنوان (تحية إلى الدكتور ثروت عكاشة) يحييها أوركسترا القاهرة السيمفوني، بقيادة المايسترو ييرى بيتردليك ومشاركة كل من السوبرانو إيمان مصطفى، التو سوبرانو اديتا ادلروفا، التينور اوندرى سوتشا، الباص باريتون رضا الوكيل مع كورالي براج المختلط واكابيلا، وذلك في الثامنة من مساء السبت 21 إبريل على المسرح الكبير بالأوبرا. صرحت بذلك إيناس عبد الدايم رئيس دار الأوبرا، وقالت إن الاحتفالية تبدأ بعرض فيلم وثائقي يتناول حياة واهم إنجازات الدكتور ثروت عكاشة على مدار مشواره الثقافي، بعدها يلقى الدكتور شاكر عبد الحميد وزير الثقافة كلمة حول الراحل الكبير ومكانته الثقافية والسياسية، يعقبها الحفل الفني للأوركسترا ويتضمن سيمفونية الأم الثكلى ل دفورجاك والتي تعد أحد المؤلفات الكلاسيكية العالمية الأقرب إلى قلبه والتي كان يعشق سماعها الدكتور ثروت عكاشة.
وأشارت رئيسة الأوبرا أنها وجهت الدعوة لأسرة الراحل الدكتور ثروت عكاشة وعددا من الأدباء والمثقفين وممثلي سفارات الدول العربية والأجنبية بالقاهرة للمشاركة فى احتفالية تكريم المفكر الكبير.
يذكر أن الدكتور ثروت عكاشة أحد المثقفين العظام، ولد عام 1921، بدأ حياته السياسية بتولي منصب رئيس تحرير مجلة التحرير الناطقة باسم الثورة، عين ملحقاً عسكرياً بالسفارات المصرية في كل من ألمانيا وفرنسا وأسبانيا على التوالي ثم سفيراً لمصر في إيطاليا حتى عام 1962 بعدها عين وزيراً للثقافة والإرشاد القومي ثم رئيساً للمجلس الأعلى للفنون والآداب والعلوم الاجتماعية في مصر ثم نائباً لرئيس مجلس الوزراء قبل أن يتولى منصب مساعد رئيس الجمهورية للشئون الثقافية ما بين عامي (1970 - 1972 ).
وحصل عكاشه على جوائز عديدة منها وسام الفنون والآداب الفرنسي لعام 1965، وسام جوقة الشرف الفرنسى بدرجة قائد، جائزة الدولة التقديرية في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة لعام 1987، الميدالية الفضية من منظمة اليونسكو لجهوده في إنقاذ معبدي أبو سمبل وآثار النوبة، الميدالية الذهبية من نفس المنظمة لجهوده في إنقاذ معبد فيلة، له الكثير من المؤلَّفات التي ساهمت في إثراء المكتبة العربية والإسلامية أبرزها ''مذكراتي في السياسة والثقافة'' والذي صدر في ثلاثة أجزاء هي ''الفن والحياة''، ''إعصار من الشرق''، و''القيم الجمالية في العمارة الإسلامية"، وبرحيله تفقد مصر أحد رموز الثقافة التي قلما تتكرر.