قرية بنى وركان إحدى قرى محافظة المنيا، والتى تتميز بالطابع الدينى، فالداخل إلى القرية لا يرى إلا كل مظاهر الالتزام بين جميع أهالى القرية من شباب وشيوخ ونساء. الأمر الذى لم يَرُقْ لزبانية "أمن الدولة" الذين بدءوا فى استهداف القرية وحصارها والتضييق عليها ومداهمة المساجد والمنازل ومطاردة الشباب فى كل مكان، حتى أن الشباب كانوا لا يستطيعون السفر إلى أى مكان على مستوى الجمهورية، ففى أى كمين إذا نظر أحد الضباط إلى بِطاقة أحد أهالى القرية وعلم أنه من بنى وركان كان مصيره الاعتقال فورًا دون ذنب أو جريرة! كما قامت الأجهزة الأمنية باعتقال ما يقرب من 220 من أبنائها، وقتل 17 شابًا، بالإضافة إلى أن وجود مفقودين لم يُعرف مكانهم حتى الآن يقدر عددهم بخمسة أفراد. كما استخدم جهاز أمن الدولة فيها كل وسائل وأنواع وصنوف العذاب والتنكيل بالأسر والعائلات وأصبح لا يوجد منزل بالقرية إلا وبه معتقل أو شهيد أو مفقود بالقرية، بالإضافة إلى أن هناك بيوتًا وعائلات تم اعتقال جميع أفرادها، ومن أشهر هذه العائلات "عائلة عبد المولى" واستكمالاً لهذا الملف الهام الذى فتحته "المصريون" من أجل رد المظالم إلى أهلها كان لنا هذه الجولة بقرية بنى وركان. عائلة عبد المَوْلى (صالح وحسين ومحمد وربيع ورمضان وشعبان وحسن) تم اعتقال تسعة أفراد من هذه العائلة ووفاة ثلاثة وهم المحامى صالح عبد المولى من أشهر محامى الجماعات الإسلامية وحسين عبد المولى ومحمد عبد المولى وربيع عبد المولى ورمضان عبد المولى وشعبان عبد المولى وزوج شقيقته ياسين عبد الخالق وابن شقيقتهم الأخرى محمد حسنى عبد العظيم . وقد عانت هذه العائلة الأمرين من قِبَل مباحث أمن الدولة بسبب انتمائهم للجماعة الإسلامية، وكان على الأب الطاعن فى السن والمريض أن يلف "كعْب دايِر" على مختلف سجون مصر لزيارة المعتقلين من أبنائه ودفن الموتى منهم! بدأت المأساة فى يوم 21 /3/1993 ؛ حيث كان حسين عبد المولى الذى يعمل موظفًا بمدرسة بنى وركان الإعدادية، ذاهبًا لشراء بعض الاحتياجات المنزلية من مركز مغاغة التابع لمحافظة المنيا، وفوجئ بضباط أمن الدولة يستوقفونه ويقومون بتفتيشه ويلقون القبض عليه، ولما سألهم عن سبب القبض عليه قالوا له "عاوزينك شوية"، وتم ترحيله إلى سجن أبى زعبل تاركًا خلفه زوجة وثلاث أولاد هم: يحيى وشيماء ودعاء، وظل معتقلاً تمارس عليه كل أنواع العذاب والقهر حتى أُصيب بمرض الكبد الوبائى (الاستسقاء)، ونتيجة للإهمال الطبى وعدم وجود أدوية داخل سجون "مبارك" والمعاملة السيئة للمعتقلين وحرمانهم من أبسط حقوقهم تُوفى المواطن حسين عبد المولى فى 28/6/1999، وصعدت روحه إلى السماء تشكو إلى الله ظلم وجبروت مبارك وزبانيته، وترك خلفه زوجته وأولاده بدون عائل سوى الرجل الطاعن فى السن المريض الحاج عبد المولى الذى أصبح وحيدًا فى بيته بعد موت ابنه الأكبر وسجن باقى أولاده الذين تم القبض عليهم واحدًا وراء الآخر. وفى 30/5/1994 تم القبض على محمد عبد المولى الذى يعمل فلاحًا، وذلك أثناء ذهابه إلى الحقل ومعه المواشى فى الصباح الباكر، وكان ذلك أثناء حصار قد فرضته قوات الأمن حول القرية ولم يتم التحقيق معه وتم ترحيله إلى سجون طرة. كما تم القبض على ربيع عبد المولى فى 23/4/1995 الحاصل على دبلوم التجارة، أثناء جلوسه على المقهى فى مدخل القرية، وكان قد أنهى الخدمة العسكرية وفى انتظار فرصة تعيين أو السفر للعمل فى إحدى الدول العربية. وألقت أجهزة الأمن القبض على الطفل رمضان عبد المولى أثناء ذهابه إلى المدرسة، حيث كان يدرس فى مدرسة الجهاد الثانوية الزراعية، ويبلغ من العمر 16 عامًا، كما تم القبض أيضًا على ابن أخته الكبرى محمد حسنى عبد العظيم، وهو فى نفس سن خاله ومعه فى نفس المدرسة. وبينما كان شعبان عبد المولى يلعب الكرة مع زملائه فى ملعب مدرسة القرية، إذ بالكرة تخرج عن طريق الخطأ وتصطدم بالعربة المصفحة التابعة للقوات المحاصِرة للقرية، فأمر الضابط بالقبض عليه وتم اعتقاله فى 23/10/ 1995 دون ذنب أو جريرة. أما المحامى صالح عبد المولى وهو من أبرز محامى الجماعات الإسلامية، ونظرًا لأنه كان دائمًا ما يقوم بعمل التظلمات لإخوته حتى يتم الإفراج عنهم، إلى جانب البلاغات التى قدمها للنائب العام والجهات العليا؛ الأمر الذى جعل جهاز مباحث أمن الدولة يأمر باقتحام شقته ومكتبه والقبض عليه فى29/4/1996، وظل فى المعتقل لمدة 8 سنوات من المعاناة والعذاب تاركًا خلفه زوجته وأولاده. يقول صالح عبد المولى المحامى عن رحلته هو وإخوته داخل سجون مبارك إن الحياة فى سجن أبو زعبل لا توصف ابتداءً من الطعام الذى لا يصلح بأى حال للاستعمال الآدمى، والله حتى الحيوانات لا تستطيع الاقتراب منه وتعافه. ويوضح انه كباقى زملائه المعتقلين أصيب داخل المعتقل بالكبد والسكر والضغط ونظرًا لأن حبسه كان فى أغلب الأوقات انفراديًا، فقد ضعف بصره ومكث فى السجن 9 سنوات، مما أدى ذلك إلى إغلاق مكتب المحاماة الخاص به، والذى كان يعتبر مصدر رزقه هو وأولاده. ويضيف أن المياه فى منطقة سجون أبى زعبل كانت تأتى من تُرعة الإسماعيلية مباشرة دون تنقية، على الرغم من أن أهالى المنطقة كانوا يلقون فيها بمخلفاتهم، مما نتج عنه أن الماء الذى كان يُضَخ للمعتقلين فى الزنازين كان ملوثًا، وبه أسماك صغيرة وديدان وتفوح منه رائحة الحيوانات النافقة؛ مما أدى إلى إصابة العديد من المعتقلين السياسيين من أبناء الحركة الإسلامية بكثير من الأمراض، التى أدت إلى وفاة الكثير منهم. كما يؤكد أن الزنازين كانت ضيقة للغاية، فالزنزانة مساحتها (أربعة أمتار فى متر)، كان يتم زج أكثر من 36 فردًا بها، مما يجعل الحياة مستحيلة، ناهيك عن وجود دورة مياه واحدة، لا تكفى لهذا العدد، إلى جانب انقطاع الماء بصفة مستمرة، وكل ذلك كان هينًا بجانب الإهانة والسباب والشتائم التى لا تنتهى، مثل الأمر بوقوف جميع المعتقلين ووجوههم إلى الحائط مجرَّدين من ملابسهم، وينهال عليهم ضباط وعساكر السجن ضربًا بغير وعى، وهذا الوضع كان مستمرًا بصورة يومية بعيدًا عن أعين منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدنى والرأى العام. ويشير إلى أن الزيارة كانت عبارة عن قطعة من العذاب؛ فقد كانت من خلال أسلاك متعددة بين المعتقل وأهله، بينها ممر (طُرقة) يتمشى فيها أفراد أمن الدولة، ومن كثرة العدد وارتفاع الأصوات لا يسمع أحد صوت أحد إلا بالإشارة فقط، ولمدة ثلاث دقائق فقط، وتنتهى الزيارة، ثم تبدأ رحلة العذاب للمعتقل داخل السجن، فيقوم ضباط وعساكر السجن بناءً على أوامر أمن الدولة بإتلاف طعام الزيارات بأرجلهم، ووضع منظفات "الربسو والإريال" على اللحوم والعسل والأرز والمكرونة والمعلبات، ويقومون بدهسها بأرجلهم أمام المعتقلين كنوع من الذل والقهر، ويستولون على الملابس الثمينة والمأكولات الشهية لهم فى حالة لم تحدث فى أسوأ سجون العالم، ولم تعرفها المعتقلات على مر العصور. أما من ناحية الأهالى فكانت الزيارة لهم هى العذاب بذاته، وكان الله فى عونهم، فمثلاً فى حالة الحاج عبد المولى عندما كان يريد زيارة أولاده هو وأمهم الكبيرة المريضة أيضًا كانوا يذهبون يوم السبت إلى سجن وادى النطرون "1" لزيارة شعبان ورمضان، ثم يذهبون يوم الأحد إلى سجن النطرون "2" لزيارة ربيع ويوم الاثنين يذهبون إلى سجن ليمان طرة لزيارة ابنهما الأكبر حسين، الذى تُوفى فى سجنه كما ذكرنا ويوم الثلاثاء يذهبون إلى سجن أبى زعبل لزيارة صالح المحامى ويوم الأربعاء يذهبون إلى سجن الوادى الجديد لزيارة ابنهم محمد، وظلت هذه المعاناة مستمرة لمدة 12 عامًا وأول مَن أُفرج عنه من أبنائه خرج ميْتًا محمولاً على الأعناق، تلفه الأكفان!، وهو حسين عبد المولى، الذى تم تسلمه جثة هامدة، وتم دفنه بمدافن القرية وبعده بأيام معدودة. ونظرًا لاعتقال كل الرجال بالبيت لم يتبقَّ سوى أخيهم حسن الذى كان لا ينام بالمنزل خوفًا من القبض عليه وفى أثناء إحدى الغارات الأمنية على القرية تم إطلاق النار عليه، واستُشهد فى الحال ودفنه الحاج عبد المولى مع شقيقه حسين، وبعد ذلك بشهور، بينما كانت شقيقتهم فى زيارة مع أبيها لأشقائها وزوجها المعتقل ياسين عبد الخالق، مدرس، تعرض الأهالى لحادث أليم توفيت فى إثْره أختهم فاطمة عبد المولى ودُفنت مع أشقائها، وبعد خروج ابن أختهم الأخرى محمد حسنى من اعتقال استمر 12 عامًا، بينما هو ذاهب لأداء امتحانه فى كلية الآداب بجامعة المنيا، تعرض أيضًا لحادث وتوفى على الفور ودفن مع أخواله. وأصبح الحاج عبد المولى الرجل المسن المريض، لا حول له ولا قوة، هو العائل الوحيد لأبناء أولاده، سواء أكانوا المعتقلين أو المتوفين، هذا بالإضافة إلى زيارته لأبنائه، وهو لا يملك من حُطام الدنيا شيئًا سِوَى قراريط زراعية يسيرة، وفضل الله فوق كل شىء، ولم يرِقّ قلب زبانية أمن الدولة لحال هذا الرجل المظلوم، الذى حُرم من فلذات كبده ومقلة عينه، أولاده الذين راحت زهرة شبابهم خلف جدران السجون. وتم الإفراج عنهم جميعًا بعد 12 عامًا من العذاب مصابين بمختلف الأمراض، ولا يجدون أى عمل أو مصدر رزق أو حتى إكمال تعليمهم وفوق كل ذلك ترفض الداخلية تعويضهم عن سنوات عمرهم التى ضاعت خلف الجدران . عائلة إبراهيم داود فى مواجهة الجبروت ومن العائلات التى عانت بطش وجبروت جهاز مباحث أمن الدولة بالمنيا عائلة إبراهيم داود، ذلك الرجل الطيب المشهود له بحسن العِشرة ودماثة الأخلاق، كما يشهد أهل قرية بنى وركان لأولاده الأربعة، إنهم من أحسن شباب القرية خلقًا وتدينًا وعلمًا، حيث جمع محمد إبراهيم شباب القرية من حوله، وأخذ يعلمهم القرآن والسنة والآداب العامة للشريعة الإسلامية إلى جانب مكارم الأخلاق والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، فالتف حوله الشباب وجعله الله سببًا فى هداية الكثير منهم، ولكن نظام مبارك لم يكن يعجبه ذلك. فقامت أجهزة الأمن بملاحقة محمد إبراهيم أمنيًا ومطاردته والتضييق عليه حتى أطلقوا عليه الرصاص، واستشهد فى الحال عام 1996، كما توفى شقيقه خالد إبراهيم داود فى إحدى المطاردات الأمنية لأبناء القرية، وتم القبض على والده الحاج إبراهيم داود المريض، وتم تعذيبه بمقر أمن الدولة بالمنيا، وأيضًا تم القبض على شقيقه ممدوح إبراهيم داود، الذى يعمل مدرسًا بمدرسة القرية، وتم ترحيله إلى سجون طرة، وعانى فيها الأمرّين، وأصيب بالعديد من الأمراض، أبرزها الكبد، وتم الإفراج عنه بعد 12 عامًا من الاعتقال دون وجه حق. كما قامت أجهزة الأمن بالقبض على شقيقهم الأصغر الطفل حمدى إبراهيم وهو فى سن 15 عامًا، وكان طالبًا فى المدرسة الثانوية الزراعية، وظل معتقلاً 12 عامًا أيضًا داخل سجون مبارك، وتم الإفراج عنه مؤخرًا بعد أن فقد أجمل سنوات عمره فى المعتقلات. وقد عانى الحاج إبراهيم داود بعد وفاة ولديه محمدًا وخالدًا واعتقال ممدوح وحمدى بسبب كثرة استدعائه من قبل أمن الدولة، وهو مريض مما أدى ذلك إلى وفاته، وترك خلفه زوجته المسنة المريضة التى كانت رغم كبر سنها، تذهب لزيارة أبنائها المعتقلين فى سجون مختلفة. مظلومون يبحثون عن القصاص 1- أحمد متولى أبو رواش، تم اعتقاله فى سنة 1994 (كان عمره 27 سنة)، وله ثلاثة أولاد، ويقيم بورّاق العرب بالجيزة، والاعتقال لمدة سنة كاملة. توجهت قوة من القوات الخاصة لمنزله وقام الضابط بتوجيه الرشاش لصدر أبيه (55 سنة) مع سِبابه وضرْبه، حتى أُصيب بأمراض عديدة، منها التبول اللاإرادى، واعتقلوا حماته وتم ضربها وخلع ملابسها وكسر أسنانها وتعذيبها بكل وسائل التعذيب فى أماكن حساسة من الجسم لمدة أسبوع كامل، وكذلك أخت زوجته، ثم اصطحبوه لمقر مباحث أمن الدولة بجابر بن حيان بالدقى بتهمة قلب نظام الحكم وانتمائه للجماعة الإسلامية، فيما سمى بقضية "الفراخ البيضاء". تعرض أبو رواش هناك لأشد ألوان العذاب من ضرب وصعق وتقييد بالسلاسل والحبس الانفرادى، وتم إجباره على السجود لصورة الرئيس المخلوع حسنى مبارك. يروى أبو رواش مأساته قائلاً ل"المصريون" : كان من أبرز الضباط الذين شاركوا فى حفلات التعذيب العقيد محمود حسنى ، والرائد إبراهيم منير (اسمه الحركى شهاب الدين) الذى كان أشدهم شراسة وإجرامًا، وكان يعذب الرجال والنساء بنفسه بالكهرباء فى أماكن حساسة بعد أمرهم بخلع ملابسهم، وأطلق النار على أحد المواطنين ويُدعى "محمد السيد" فأرداه قتيلاً، وكذلك أطلق النار على عينى شاب فأصابه بالعمى. ويضيف: هناك أيضًا الضابط وليد الدجوى، ووائل نور (اسمه الأصلى أشرف قُدّوس)، الذى قتل أحد الشباب واسمه "فرج" فى إمبابة فى شارع السوق أمام الناس. 2- عمرو عبد العزيز الروبى، مقيم بعزبة دار الكتب بالقناطر الخيرية بالقليوبية، وتم اعتقاله عام 1996 من بيته (كان عمره وقتها 22 عامًا) بعد ولادة ابنه الأول عبد الله وكان عمره سنة ونصفًا، وترك زوجته وهى حامل فى (معاذ) ستة أشهر، الذى وُلد بعد اعتقاله بثلاثة أشهر. وقد اقتحمت قوة من المباحث منزله فى الساعة الثالثة صباحًا، بعد طرق الباب بشدة، حتى فزع مَن فى البيت جميعًا، ومنهم ابنه الطفل الذى ظل يستيقظ فزعًا من نومه كل يوم فى نفس توقيت اقتحام المباحث لعدة أشهر. وقد اقتادوه لمقرهم فى شبرا الخيمة، ثم قاموا بتعذيبه بكل صنوف العذاب، ثم نقلوه إلى المقر الرئيس بلاظوغلى، واستمر الاعتقال تسع سنوات. 3- طارق محمد مرسى (مواليد 4/4/1964 ، القناطر الخيرية بالقليوبية)، بكالوريوس التجارة، تم اعتقاله من 1998-2007 ، لديه ولد كان عمره 4 سنوات، وبنت سنة، وطفلة "جنين" فى بداية الاعتقال. يروى قصته قائلاً: إنه سافر إلى أفغانستان 1990-1991 ، وكثيرًا ما كان يستدعيه ضباط المباحث ويتم تعذيبه وإهانته، وكانت أطول مدة قضاها عشرين يومًا فى سنة 1993 ، منها عشرة أيام بلاظوغلى - الدور الرابع (الضابط يُدعى "عمار") ، والباقى بشبرا الخيمة (الضابطان: عادل دسوقى الطحلاوى وعبد المطلب يوسف). ويضيف: تم إلقاء القبض علىَّ مع عبد المنعم أبو سريع وكمال شعيب، وتم اعتقالنا 9 سنوات، فضلاً عن حملات التشويه من وسائل الإعلام التى زعمت أننى الذراع اليمنى للشيخ أسامة بن لادن زعيم تنظيم "القاعدة"، ومدير شركاته بجنوب إفريقيا. ويتابع روايته: مكثت فى مقر المخابرات العامة أسبوعًا وتعرضت خلالها لجميع أنواع التعذيب من صعق بالكهرباء ووقوف فى الماء إلى الفخذين والتعليق فى السقف وتقييد اليدين وخلع الملابس فى الشتاء، وبعدها تم ترحيلى إلى لاظوغلى ومكثت أقل من شهر مع التعذيب الشديد والحبس بزنزانة (1.5متر فى 70 سم) والتقييد بالكلبش من الخلف. ثم رُحلت إلى سجن الاستقبال بطرة، وتم اتهامى بالقضية رقم 718 ، تنظيم طلائع الفتح (الجهاد)، ثم إخلاء سبيلى فى 1999، ولكن تم اعتقالى بعد ذلك فى سجن الاستقبال ثم وادى النطرون 2، ومكثت حتى سبتمبر 2007. تقرير المنظمة المصرية لحقوق الإنسان وكانت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان أول مَن أعدت سجلاً خاصًا بحالات الاختفاء القسرى داخل جمهورية مصر العربية منذ عام 1992 وحتى الآن ، لتقديمه لكل الجهات المعنية، حيث يتضمن نحو 57 حالة اختفاء منهم: 1- المواطن رمضان محمدين فتح الباب: والذى تم إلقاء القبض عليه عام 1995 من قِبَل قوة تابعة لجهاز مباحث أمن الدولة للاشتباه فى عضويته بالجماعة الإسلامية، وأُلقى القبض عليه من بلدته "قرية بنى وركان بمحافظة المنيا"، ومنذ ذلك الحين لم تستطع أسرته التوصل لأية معلومات بشأن مكان تواجُده أو الإجراءات المتَّخذة بحقه، وقامت أسرته بالتقدم بالعديد من الشكاوى والبلاغات لمعرفة مصيره إلا أنها لم تتلقَّ أية ردود. 2- المواطن أحمد يحيى أحمد عبد الله: وهو يبلغ من العمر 25 سنة واختفى بتاريخ 8/10/2010 بعد قيامه بأداء إحدى الصلوات بمسجد أبو بكر الصديق بجوار مستشفى أم المصريين، حيث كان يرافق والدته المريضة بمستشفى أم المصريين وفور اختفائه قامت الأسرة بسؤال المتواجدين بالمسجد، وأفاد بعض المتواجدين بالمسجد بأن قوة من مباحث أمن الدولة، قامت بإلقاء القبض عليه مع مجموعه أخرى من المتواجدين بالمسجد، ولم تتمكن الأسرة من التوصل لأية معلومات بشأن مكان احتجازه أو سبب احتجازه، على الرغم من تحرير المحضر رقم 11505 لسنة 2011 إدارى قسم الجيزة، وتقديم العديد من الشكاوى والبلاغات إلى الجهات المختصة. 3- المواطن عبد الفتاح محمد عبد الفتاح: والذى يبلغ من العمر 36 عامًا ومتزوج ويعول طفلين ويعمل كسائق سيارة أجرة، وقد اختفى بتاريخ 26/8/2006، ولم تستطع الأسرة التوصل منذ ذلك الحين إلى أى معلومات بشأنه، وقد تلقت الأسرة اتصالاً هاتفياً من أحد الأشخاص فى غضون شهر ديسمبر 2010 ، أفادهم بوجود المذكور بسجن الأبعدية بدمنهور، إلا أن الأسرة لم تستطع التوصل إليه أو زيارته. وقد تقدَّمت الأسرة عبر تلك السنوات بالعديد من الشكاوى والبلاغات للعديد من الجهات المسئولة، ومنها البلاغ رقم 8282 لسنة 2006 إدارى حدائق القبة، إلا أنها لم تتلقَّ أية ردود حتى الآن. 4- المواطن سمير أبو المعاطى: اختفى منذ 11/1/1996 أثناء إجازته من وحدته العسكرية (التى كان مجنَّدًا بها منذ 13/7/1995)، وفى أثر ذلك قامت الأسرة بتحرير العديد من الشكاوى والبلاغات من أجل الوقوف على مصير المذكور، منها البلاغ رقم 33 لسنة 96 أحوال قسم شرطة قنا. وقد فوجئت أسرته فى أعقاب حادث الدير البحرى بالأقصر فى عام 1997 بتحقيق منشور فى جريدة "الوفد" بتاريخ 19/1/1997 جاء فيه: "أن منفذى العملية وُجد معهم ورقة، يُهدون فيها العملية لروح المذكور الذى تُوفى نتيجة للتعذيب من رجال الأمن"، وهو الأمر الذى ردت عليه أجهزة الأمن فى حينه وذلك فى الخبر الذى نُشر فى جريدة "الجمهورية" فى العدد الصادر بتاريخ 21/1/1997 على لسان مصدر أمنى، ينفى فيه وفاة المذكور، ويؤكد أنه قد تم استدعاؤه فقط للتحقيق، وتم إخلاء سبيله فى أعقاب ذلك، وعلى مدار السنوات الماضية تقدمت الأسرة بالعديد من البلاغات والشكاوى، غير أنها لم تتلقَّ أية ردود حتى الآن . 4- المواطن محمد سيد عبد البر شابيب: ويبلغ من العمر 20 عامًا وقد اختفى بتاريخ 7/10/2008 من محل إقامته بأسيوط، حيث كان يدرس بمعهد الرى والمساحة، ولم تستطع الأسرة التوصل منذ ذلك الحين إلى أى معلومات بشأنه، والأسرة لديها شكوك قوية حول أن يكون من ضمن المعتقلين الذين لم يتم الإعلان عن أسمائهم مطلقًا، وقد تقدمت الأسرة عبر تلك السنوات بالعديد من الشكاوى والبلاغات للعديد من الجهات المسئولة منها البلاغ رقم 16693 لسنة 2008 إدارى حلوان، إلا أنها لم تتلقَّ أية ردود حتى الآن.