تعد قصص صحابة رسول الله، كتابًا سطرت بين طيات صفحاته أمجادهم, بطولاتهم, شجاعتهم وإيمانهم الصادق فى حب الله ورفعة الدين الإسلامي حتى وإن كانوا يتوقعون الغدر من أعدائهم فكان كل منهم يقوم بعمله المنوط من أجله ويجيده ويتقنه ومن بين هؤلاء الصحابة كان الصحابي الجليل عاصم بن ثابت الذي أنذر إلى الله أن لا يمس مشركًا ولا يمسه مشرك. وكان عاصم بن ثابت مؤمنًا عميق الإيمان صادقًا وكان يبغض الشرك وأهله أشد ما يكون البغض وأبلغه حتى أنه نذر إلى الله أن لا يمس مشركًا ولا يمسه مشرك. وكان من الرماة المشهود لهم بإجادة الرمي وقد كان يوم أحد يرمي المشركين فلا تخيب له رمية, رمى يوم أحد بسهم فأصاب من المشركين شابًا يقال له مسافع بن طلحه فهرع مسافع إلى أمه والدم يتدفق منه فوضعته أمه سلافه بنت سعد على فخذها وهو يجود بأنفاسه وسألته : يابني... من أصابك ؟؟ قال أصابني رجل وقال : خذها وأنا أبن أبي الأقلح. امتلأ قلب سلافه حقدًا وفاض .. فقالت : علي أن أمكنني الله من عاصم بن أبي الأقلح أن أشرب في قحف رأسه الخمر. ولم يمض على يوم أحد سوى عام أو دونه حتى أتى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) رهط من عضل والقارة فقالوا : يارسول الله ان فينا اسلامًا فأبعث معنا نفرا من أصحابك يفقهوننا في الدين ويقرئوننا القران ويعلموننا شرائع الأسلام.. فبعث معهم رسول الله ستة نفر منهم عاصم فلما وصلوا الى ماء لهذيل يقال له الرجيع غدر بهم القوم وأحاطوا بهم وسيوفهم مشرعة فأسرع المسلمون الستة الى سيوفهم فاستلوها فقال لهم الغادرون : انا لانريد قتلكم ولكنا نريد أن نصيب بكم شيئا من أهل مكة.. فأبى عاصم وثلاثة اخرون الأستسلام فقاتلوا حتى أستشهدوا.. وأراد الغادرون أن يأخذوا رأس عاصم ليبيعوه من سلافة بنت سعد لعلمهم بمانذرت عند مقتل ولدها يوم أحد فلما أقتربوا منه أرسل الله النحل فأخذت تدور حول رأسه فقال القوم : دعوه حتى يمسي وتذهب الدبر (النحل ) عنه.. فلما أمسى القوم أرسل الله مطرا غزيرًا أسال الوادي بالماء فاحتمل جثة عاصم فلما أصبحوا لم يجدوا لها أثرا.. وعندما بلغ المسلمين في المدينة أن النحل منعت عاصما قال عمر بن الخطاب : كان عاصم نذر أن لا يمسه مشركاً أبدا في حياته فمنعه الله بعد وفاته كما أمتنع منه في حياته. الصحابي الجليل هو: عاصم بن ثابت بن قيس بن أبي الأقلح رضي الله عنه ،أستشهد يوم الرجيع في شهر صفرمن السنة الثالثة للهجرة ،وكان قد قتل يوم أحد رجلا من المشركين فنذرت أمه إن مكنها الله أن تشرب في قحف رأسه الخمر وقدحماه الله عند أستشهادة فلم يمكن المشركين من قطع رأسه بأن أرسل عليه الدبر (جماعة النحل) ، فحمته ، ثم بعث الله تعالى في الليل سيلا جارفااحتمل جثته بعيدا عن أعداء الله واشتهر بعد ذلك بأنه حمي الدبر .