يحسب للمهذب هادى خشبة، قدرته على استضافة مشاهير على كل المستويات ببرنامجه، لكن مشكلته الرئيسية عدم قدرته على التفاعل مع ضيوفه أو محاورتهم بما يخرج كل ما بجبعتهم، وهو شأن كل من يتصدى لعمل يبعد كل البعد عن تخصصه. لكن مع مرور الوقت، سوف يتطور أداء هادى للأفضل، خاصة أنه يتمتع باحترام وحب من الجميع بدليل تفضيل الكابتن حسن حمدى لخشبة دون عن غيره من مقدمى البرامج الذين جفت حلوقهم من كثرة المحايلة على رئيس الأهلى للإطلالة على الجماهير من خلال برامجهم. لكنى لم أكن أتخيل أن يأتى أول لقاء تليفزيونى يظهر فيه الكابتن حسن حمدى بمثل هذه السطحية والاضمحلال الفكرى.. رئيس الأهلى الذى لا يخرج على الناس إعلاميًا ربما تكبرًا على عباد الله الغلابة سكت دهورًا وعندما نطق شعرنا جميعًا أنه مازال على صمته المعتاد، حينها تأكدت أن للصمت أحيانًا فوائد جمة لا نشعر بها إلا عندما نلمس بأيدينا العكس. الكابتن حسن حمدى أكد بكل وضوح فى برنامج هادى خشبة أن ناديه قرر التخلى عن تصديه لبند الثمانِ سنوات لمنح الفرصة للأجيال القادمة لتتبوأ مناصبها. بالطبع تراجع الأهلى عن محاربة بند الثمان سنوات الذى يقضى بقوة على الديكتاتورية الرياضية ليس تفضلاً منه ولا تكرمًا على الرياضة المصرية، فالأهلى مجرد نادٍ من ضمن مئات الأندية المصرية، نعم هو تاريخ وقلعة كبيرة وقيمة وغيرها الكثير، لكن القانون يساوى بين الجميع أو أنه المفترض كذلك. وما كان يبتغيه الأهلى قبل التراجع، وتصديه للأفكار التى تهدف لإصلاح الرياضة، لم يكن موقفًا حصيفًا من إدارة النادى الكبير، والشعور بالتعاظم أمام قوانين الدولة أمر لا يمكن تقبله. ومن ضمن تلك المواقف أيضًا التى لا يمكن فهمها أو تقبلها بدورها هو موقف الإعلاميين المنتمين للأحمر خاصة المنتسبين للصحافة منهم، هم أول من بدأ الهجوم على مؤسسات الدولة ممثلة فى المجلس القومى للرياضة فور تشريع بند الثمان سنوات، طبعًا بإشارة من رجالات الأهلى، وهم أول من هلل لقرار التراجع بصورة لا تدعو للدهشة فقط بل للامتعاض أيضًا.. فلول الإعلام ليسوا فقط ممن يخرب عن عمد فى السياسة، لكن هناك منهم أكثرية تعيش وتنمو وتنتفخ كروشها من رضائها القيام بدور المحلل للأندية الكبرى مثل الأهلى والزمالك، وهو دور لو تعلمون عظيم. لكن الغريب أنه بعد تصريح رئيس الأهلى على الهواء أمام الملايين بأربع وعشرين ساعة، تخرج الأخبار من قلعة الجزيرة أنهم مستمرون فى طريقهم ولن يتراجعوا عن موقفهم بل قرروا التصعيد بصورة غير مسبوقة بمحاولة عرض قانون الهيئات الرياضية الجديد ككل على مجلس الشعب لتعديله بعيدًا عن محاكم القضاء الإدارى التى لا ينفذ لها حكم فى الواقع..!! وهى أول مرة تحدث أن يصرح رئيس النادى بتمسكه بموقف ما.. ثم يخرج بعد ذلك باقى أعضاء مجلس الإدارة ليشيروا إلى العكس تمامًا، فهل هو انقلاب سلمى على السلطة فى القلعة الحمراء..؟؟ مجلس الشعب هو الآخر مطالب حال عرض القانون عليه إقراره فورًا، فمن صالح مصر رياضيًا تجديد الدماء بصورة دورية، وعدم الخضوع لرغبات نادٍ واحد فقط بتعديل بعض فقراته، حتى لو كان أشهر وأكبر أندية إفريقيا. مصر لابد أن تتغير، والتغيير لا يعرف مراكز القوى، فمراكز القوى هى أولى اللبنات التى ترسخ للديكتاتورية، التى تتسرب بدورها لتطال كل جزء فى مصر، لا فارق بين مؤسسة كروية رياضية وبين أخرى سياسية، هذا لو كنا حقا جادين فيما ننتوى، أما لو كنا نبحث عن الهزل فى موضع الجد، فليفعل الأهلى ما يشاء ولا معقب على أفعاله حينها. [email protected]