سلط تقرير لمجلة «بلومبيرج» الأمريكية، الضوء على حجم الاستثمارات القطرية الكبرى في مختلف أنحاء العالم . وقال التقرير إنه بعد عدة صفقات كبرى فقد تمكنت هيئة الاستثمار القطرية ومستثمرون قطريون آخرون من إتمامها، ،و تضمنت ممتلكات في هوليوود، ومكتبًا في نيويورك، وعقارات سكنية في لندن، وصولًا لمجال الأزياء وشراء نادي كرة قدم في إيطاليا. وفي الوقت الذي تستعيد فيه قطر شهيتها للاستثمار وعقد الصفقات من جديد، إذ استثمرت البلاد من خلال جهاز قطر للاستثمار في أكبر شركة لإنتاج الدواجن في تركيا، وعملاقة النفط الروسية Rosneft PJSC، بالإضافة إلى شركة الغاز الوطنية في بريطانيا مؤخرًا. وفي التقرير الذي تناوله الكاتب محمد سيرجي أفاد أن أوروبا مقصدًا مهمًا للأموال القطرية، إذ تستثمر البلاد مليارات الدولارات في مناطق مختلفة، من بينها صناعة السيارات في ألمانيا، وصناعة الموضة، وأندية كرة القدم في إيطاليا. وأضاف التقرير أن قطر دخلت باستثمارات كبرى في بنكي باركليز، وكريدي سويس خلال فترة الأزمة الاقتصادية العالمية في 2008، كما ضخ رئيس الوزراء السابق حامد بن جاسم آل ثاني 1.75 مليار يورو (1.85 مليار دولار) في بنك دويتشه الألماني عام 2014، عندما اتجه البنك لبيع نسبة من أسهمه لحصد دعم مالي. ويشير التقرير أيضًا إلى أن جهاز قطر للاستثمار هو أكبر مساهم في شركة فولكس فاجن الألمانية الكبرى لصناعة السيارات، إلى جانب صفقة استحواذ كبرى لشركة جلينكور على شركة إكستراتا عام 2012، وهي الصفقة التي بلغت قيمتها 29 مليار دولار. وفي المقابل، استثمرت قطر رياضيًّا في نادي باريس سان الفرنسي عام 2011، والذي تمكن من الفوز بأربعة ألقاب للدوري المحلي فيما بعد، بعدما ضم كبار نجوم كرة القدم عالميًّا. ويضاف إلى ذلك استثمارات في علامة Valentino الإيطالية للموضة، والتي استحوذت عليها Mayhoola للاستثمارات المدعومة من مستثمرين قطريين، في صفقة تجاوزت 700 مليون يورو. أشار التقرير أيضًا إلى شراء رئيس الوزراء الأسبق حمد بن جاسم ل10% من شركة إل كورت أنجليس، والتي تعد أكبر سلسلة متاجر في إسبانيا. وتستثمر قطر في السوق الروسي بصفقة كبرى بلغت 11 مليار دولار، بالتعاون مع شركة جلينكور في ديسمبر الماضي من خلال شراء حصة من شركة روسنفت الروسية، كما اشترت البلاد 24.9% من مطار سانت بطرسبرغ في يوليو الماضي، إلى جانب استثمار مباشر بقيمة ملياري دولار تديره الدولة الروسية عام 2014. الولاياتالمتحدة وعلى الرغم من أن أكبر الاستثمارات القطرية هي بالأساس في أوروبا، توجه البلاد أنظارها حاليًا نحو الولاياتالمتحدة، إذ افتتحت هيئة الاستثمار مكتبًا في نيويورك عام 2015، ووضعت خططًا لاستثمار 35 مليار دولار في الولاياتالمتحدة بحلول عام 2020 لتنويع مصادر اقتصادها. بحسب التقرير، استحوذت مجموعة بي إن سبورت الرياضية القطرية العام الماضي على شركة ميراماكس للإنتاج السينمائي والواقعة في كاليفورنيا، والتي أنتجت أفلامًا حصلت على جائزة الأوسكار، وأبرزها فيلم Pulp Fiction. في 2016، كان جهاز قطر للاستثمار رابع أكبر مستثمر في المساحات المكتبية في الولاياتالمتحدة، وتتركز أغلب الاستثمارات في نيويورك ولوس أنجلوس، بحسب شركة Real Capital Analytics للإحصاءات. واستحوذت الهيئة أيضًا على 10% من شركة Empire State Realty Trust المالكة لمبنى إمباير ستيت الشهير، كما عقدت شراكة مع شركة Brookfield Property Partners في مشروع بنيويورك بلغت قيمته 8.6 مليار دولار. وكان للغاز القطري الذي يُصدر لآسيا أثرٌ كبيرٌ في خلق استثمارات قطرية جديدة في هونج كونج، واليابان، وكوريا الجنوبية وتايوان. تستوعب الأسواق الآسيوية نصف إنتاج قطر من الغاز المسال في 2015، إلا أنها فشلت في جذب استثمارات كبرى من هذه الدول حتى الآن. وتسعى قطر لزيادة استثماراتها في آسيا بشكل عام، إذ أعلن جهاز قطر للاستثمار في 2014 عن نيته لاستثمار 20 مليار دولار في آسيا على مدار 6 سنوات، والتوسع في بكين ونيوديلهي. في يونيو الماضي، أكمل جهاز الاستثمار صفقة شراء برج سكوير في سنغافورة من شركة BlackRock في صفقة بلغت 2.5 مليار دولار، بالإضافة لصفقات كبرى متعددة في هونج كونج. يشير التقرير أيضًا إلى تطلع قطر لاستثمارات مستقبلية في الصين بقيمة 10 مليارات دولار.