كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، عن أن إدارة الرئيس دونالد ترامب قررت تأجيل خطوة نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس, بناء على نصيحة دول عربية كبيرة. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 11 فبراير, أن دولا عربية كبيرة, كانت حذرت إدارة ترامب من أن خطوة نقل السفارة إلى القدس, ستؤدي إلى احتجاجات واسعة في العالم الإسلامي. وتابعت الصحيفة أن هناك تطورا في موقف ترامب إزاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي, بعد أن أظهر دعما غير محدود لإسرائيل, منذ ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة الأمريكية. وأشارت "نيويورك تايمز" إلى مفاجأة مفادها أن ترامب بدأ يفكر جديا في الاستعانة بعدد من الدول العربية, على رأسهم مصر, للمساعدة في التوصل إلى اتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين, موضحة أنه يكرر ما فعله الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن, الذي لجأ إلى دول عربية لإيجاد تسوية للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي, قبل وبعد الغزو الأمريكي للعراق. وكان موقع "نيوز وان" الإخباري العبري، كشف أيضا أن هناك تحركات مصرية هادئة وغير معلنة, للحيلولة دون تنفيذ قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول نقل سفارة بلاده في تل أبيب إلى القدس. وأضاف الموقع في تقرير له في 29 يناير الماضي, أن موقف القاهرة فيما يتعلق بنقل السفارة الأمريكية للقدس سيكون هو المؤثر, بسبب التقارب الواضح بين ترامب ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي, بالإضافة إلى وجود اتفاقية سلام بين مصر وإسرائيل". وحذر "نيوز وان" من احتمال نجاح مصر في عرقلة خطوة ترامب, قائلا :" إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هو القائد العربي الأول, الذي اتصل به ترامب بعد دخوله البيت الأبيض, حيث وجه له الدعوة للقائه في واشنطن". واستطرد الموقع " ترامب يعول أيضا كثيرا على مصر في الحرب على تنظيم الدولة (داعش), ولذا يجب على إسرائيل التعامل بجدية مع التحركات المصرية, وعدم التقليل من شأنها". وكانت شبكة "سى إن إن" الإخبارية الأمريكية, قالت إن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس, يتصدر أولويات إدارة دونالد ترامب, وإنها لا تعتزم التراجع عن هذه الخطوة, مهما كانت التداعيات. ونقلت الشبكة في تقرير لها في 23 يناير عن مسئول بارز فى إدارة ترامب, قوله :"إن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس يظل أولوية لنا". وتابع "إجراءات تنفيذ هذه الخطوة سيكون من أولى المهام, التي تنتظر جارد كوشنر، صهر الرئيس ترامب وكبير مستشاريه". وأضافت "سى إن إن" ان هناك تحذيرات عربية وأوروبية واسعة لإدارة ترامب من عواقب الإقدام على هذه الخطوة, التي ستفجر دوامة جديدة من العنف في الشرق الأوسط، وستعرّض الأمريكيين للخطر. وكانت جهات فلسطينية عدة حذرت من عواقب نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، بينما رأت الرئاسة الفلسطينية ذلك انحيازا لليمين الإسرائيلي. ونقلت "الجزيرة" عن مصادر في البيت الأبيض قولها إن إجراءات نقل السفارة إلى القدس بدأت فعلا, بينما قالت الرئاسة الفلسطينية إن القرار في حال تنفيذه سيكون انحيازا إلى اليمين الإسرائيلي والمستوطنين المتطرفين, وحذرت من مغبة تنصل الإدارة الأمريكية الجديدة من قرار مجلس الأمن الأخير المندد بالاستيطان، والداعي إلى إقامة دولة فلسطين عاصمتها القدسالشرقية. ومن جهته، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه إن عملية نقل السفارة الأمريكية إلى القدس بدأت بالفعل عمليا من خلال الانتقال التدريجي للسفارة. وأضاف عبد ربه في تصريح له أن هناك مخططا ليصبح مقر القنصلية الأمريكية في القدس مقرا للسفير، وهي خطوات متدرجة تقوم بها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء القطرية. ولفت عبد ربه إلى أن الهدف من هذا التدرج هو امتصاص أي رد فعل عربي أو دولي تدريجيا، وفرض أمر واقع خطوة بخطوة ليصبح هناك نقل للسفارة إلى القدس. وكان المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر أكد في بيان في 22 يناير أن أمريكا في "المراحل المبكرة جدا" لمناقشة نقل السفارة إلى القدس. ومن جانبه، قال موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسة لحركة حماس في 22 يناير إن "نقل سفارة الولاياتالمتحدة إلى القدس لن يخدم الاستقرار في المنطقة"، وأضاف أن توجهات ترامب بشأن فلسطين تغري الإسرائيليين بمزيد من التطرف. ومنذ تبني الكونجرس الأمريكي قرارا عام 1995 بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، دأب رؤساء الولاياتالمتحدة على توقيع قرارات كل ستة شهور بتأجيل تنفيذ النقل من "أجل حماية المصالح القومية للولايات المتحدة"، وفق ما تنص عليه تلك القرارات. وفي ديسمبر الماضي, وقع الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما قرارا بتعليق نقل السفارة إلى القدس لمدة ستة شهور جديدة.