كلما تقدمنا في العمر، تشيخ أيضاً بالتبعية الخلايا بجسم الإنسان ومن ثم تموت، وإذا عكسنا القول فإن شيخوخة خلايانا تعني شيخوختنا، وعموماً تختلف تختلف شيخوخة الخلايا من شخص لآخر حيث تتأثر بعوامل عدة منها طبيعة وأسلوب معيشة الإنسان lifestyle، مثل شرب الكحول والسمنة والتدخين والضغوط المعيشية ومعظم الإضطرابات النفسية والتي تؤثر بالسلب علي عمر الإنسان وتُعجل بشيخوخته. تتفاعل الخلايا وتتأثر بصورة طبيعية مع المؤثرات سواء الخارجية أو الداخلية لجسم الإنسان مستخدمة لأجل ذلك مسارات أو آليات بيولوجية متنوعة، من ضمنها التنظيم الوراثي genetic regulation. تحتوي الخلايا علي أنوية والتي بدورها تحتوي علي كروموسومات، ويحتوي كل كروموسوم في نهايته علي جزء طرفي دقيق يسمي "تيلومير telomere" يقوم بحماية الكروموسوم من التلف ويعمل علي ثباته، بصورة تشبه إلي حد كبير الجزء البلاستيكي في نهايتي رباط الحذاء والذي يحمي الرباط من التفري أو الخلل. يرتبط طول التيلومير بالتقدم في العمر والمرض، بمعني أنه كلما تقدم الإنسان في العمر قصر طوله تباعاً الي أن ينتهي ومن ثم في النهاية تموت الخلايا، أو قد تتحول إلي خلايا سرطانية، حيث أثبتت الأبحاث إرتباط التيلوميرات القصيرة في الخلايا بأمراض مزمنة مثل السرطان والسكر وأمراض القلب والإكتئاب والإضطرابات النفسية وإدمان المخدرات.
في دراسة نشرت في 18 يناير 2017بالمجلة الامريكية لعلم الوبائيات American Journal of Epidemiology، رأس فريق البحث علاء الدين شادياب من قسم طب العائلة والصحة العامة بجامعة كاليفورنيا-ساندييجو UCSD" تناولت الدراسة تأثير طبيعة معيشة حياة 1481 من النساء-من الامريكيات البيض أوالسود من أصول إفريقية- تتراوح أعمارهم 64-95 سنة بمتوسط أعمارهم 79 سنة والتي ترتبط معيشتهم بالجلوس فترة طويلة خلال يومهم، كان المقياس في تلك الدراسة هو طول التيلومير في خلايا كرات الدم البيضاء leukocyte ويسمي إختصاراً ""LTL لأؤلئك النساء ودراسة العوامل المحددة للأمراض المزمنة المرتبطة بسن اليأس وإنقطاع الطمث عندهم، حيث تم حساب ساعات الجلوس بسؤالهم والإستبيانات وإستخدام عداد accelerometer موضوع في الفخذ الأيمن لهن.
بحثت الدراسة أيضاً تأثير الحركة أو المجهود العادي أو المجهود الزائد للمشاركات في البحث بمتابعة يومية، ثم قياس النتائج مع متغيرات أخري كعوامل الصحة العامة بالإضافة إلي وضعهن السكاني والمعيشي demographics مع مؤشر كتلة الجسم، أوضحت النتائج أن النساء اللائي بذلن مجهود وحركة 40 دقيقة ثم جلسن لأكثر من عشر ساعات يومياً تقدم عمرهن البيولوجي أي شيخوخة متسارعة وبدت أكبر عمراً 8 سنوات عن اللائي كن أقل جلوساً وأكثر نشاطاً وحركة ومجهود، لذا إستنتج الباحثون ان الجلوس طويلاً يُعجل بالشيخوخة، بدليل ظل طول التيلومير محتفظاً بطوله العادي بخلايا النساء اللاتي نشطن وتحركن كثيرا وبذلن من النشاط الكثيرً، بما يعكس اهمية النشاط والحركة اليومي لحيوية لصحة والشباب الدائم للناس خاصة مع الصغر وحتي تقدم الإنسان في العمر حتي وصوله لسن الثمانين.
يقترح الباحثون أن تشمل الدراسات المستقبلية التغييرات التي تطرأ علي قوة وحيوية الجهاز التنفسي والقلب وعلاقاتها بوقت الجلوس والمجهود الذي يبذلونه من خلال أسلوب حياة صغار السن والرجال وتأثير ذلك علي طول التيلومير في خلاياهم ومن ثم قياس الشيخوخة المتسارعة.