سلطت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية، الضوء على الشعبية الجارفة التي يحظى بها المحامي الحقوقي ومرشح الرئاسة السابق خالد علي، في أعقاب فوزه بالطعن على الحكومة وإصدار محكمة القضاء الإداري حكمًا نهائيًا بمصرية الجزيرتين، مشيرةً إلى أن الأخير أصبح يمثل بارقة أمل للثوار، متصدرًا المشهد السياسي في مصر. وفسرت الوكالة في تقرير لها القفزة الواسعة إلى الأمام التي حظى بها "علي" ليصبح حديث الساعة، على الرغم من كونه خفيًا خارج دائرة معارفه اليسارية بيد حصوله على نسبة ضئيلة جدًا من الأصوات عند ترشحه للانتخابات الرئاسية التي تلت ثورة يناير، مشيرةً إلى أن رجل الشارع العادي وجد فيه الرمز الذي قاوم محاولة النظام للتخلي عن جزء من أرضه. وأضاف التقرير، أن ما صَب في مصلحة "علي" أيضًا هو عدم تمكن الرئيس عبد الفتاح السيسي من الإيفاء بوعوده للملكة العربية السعودية، ليظهر "علي" بثوب الفارس المقدام الذي حمى كرامة بلاده رغم أنف المعارضين الراغبين في التسليم، مشيرًا إلى أن الأحداث الأخيرة أعطت "علي" دفعة ليفكر في الترشح للرئاسة مرة ثانية، قوله: "أعلم أن فوزي احتمال يبدو بعيدًا، ولكنني أعلم أن ترشحي سيعطي اليسار بشكل عام والثوار بشكل خاص بارقة أمل في إمكانية تحطيم قيود القمع، ومتابعًا: أن الأهم هو الحفاظ على مصداقية ودستورية عملية التصويت في الانتخابات القادمة". وشدد "علي"، على أن الخطأ الذي وقعت فيه النخبة بعد نجاحها في الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك في ثورة يناير هو عدم الحفاظ على القوة السياسية متماسكة، علاوة على أن الوتيرة السريعة للأحداث التي تلت الثورة جعلت من الصعب الوقوف للحظة والتفكير في الخطوة المنطقية التالية، مشيرًا إلى حالة القمع الممنهجة التي تشهدها مصر مؤخرًا، وليس فقط على جماعة الإخوان المسلمين كما يصرح النظام مبررًا بأن الأولوية هي استقرار اقتصاد مصر حاليًا وإنما أيضًا على منظمات المجتمع المدني. ووصف التقرير، خطوة إقرار المحكمة بالسيادة المصرية لجزيرتي تيران وصنافير بأنها مفترق طرق في الحياة السياسية لمصر، ودفعة أمل واضحة للأجيال القادمة في مسار الديمقراطية وإمكانية جني ثمار العمل الجاد، إضافة إلى أن انتخابات 2018 ستكون حجر أساس للاستمرار في هذا الطريق.
وأوضح التقرير، أن مصر ما زال أمامها الكثير، خاصةً أن الأحزاب السياسية في مصر غاية في الضعف، وغياب وجود رموز قوية للمعارضة، مشيرةً إلى أنه على الرغم من عدم تصريح "السيسي" رسميًا بترشحه لفترة أخرى إلا أن الاحتمال قائمًا وبقوة، مسجلًا طموح قطاع كبير من الشباب وهو العيش في دولة تقوم على الحوار بين الخصوم السياسيين.