اعتبرت صحيفة ميدل إيست آي البريطانية، أن التسربيات الأخيرة التي كشفتها وسائل الإعلام المعارضة للدائرة المقربة للرئيس عبد الفتاح السيسي تمثل مصدر إزعاج ومعاناة للأخير، مشيرةً إلى أن تلك التسربيات تطرح شكوكًا جدية في صدق دائرة أمن المقربين من الرئيس. وتابعت الصحيفة في تقرير لها، أن التسريبات التي عرضتها القناة المعارضة للنظام "مكملين" يوم الثلاثاء الماضي، ادعت كشف حجم المعارضة الموجودة لدى مسئولي الدرجة الأولى تجاه سياسات الرئيس عبد الفتاح السيسي، مضيفةً أن التسريبات التي احتوت على أصوات تنسي ل"السيسي" نفسه ووزير خارجيته سامح شكري ارتبطت بالأحداث الجارية مثل تفجير ديسمبر 2016، لقاء "شكري" بنائي الرئيس الأمريكي مايك بنس، والضغوط التي مارستها إيران على الولاياتالمتحدةالأمريكية لضم مصر في محادثات القضية السورية. وعرض التقرير إدعاءات تلك التسريبات كونها تكشف حجم تورط الإمارات العربية المتحدة في سياسات مصر، إضافة إلى أبعاد سيطرة "السيسي" على وسائل الإعلام المحلية، مشيرة إلى أن تلك التسريبات استهدفت مدير مكتب "السيسي" عباس كامل، وأن الخبراء الجنائيين الذين فحصوا تلك التسريبات اكتشفوا وجود تقنيات حديثة مستخدمة، وهو ما يجعل احتمالية اكتشاف تسريبات جديدة فور حدوثها أمر بعيد. ونقل التقرير صورة كلية لما دار في تلك التسريبات، مشيرًا إلى أن أول 5 تسجيلات تضمنت حديث "شكري" عن اللقاء الذي جمعه بالنائب الأمريكي "بنس"، ومن ثم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإيصال تهنئة "السيسي" الرسمية له ورغبته في خلق علاقات استراتيجية مشتركة على المدى القريب. وأشار التقرير، إلى أن واشنطن طالما رأت في مصر حليفًا قويًا إلا أن العلاقات بين البلدين مرت بتقلبات واضحة منذ مجيء "السيسي" إلى السلطة، مسجلةً انتقادات الرئيس السابق باراك أوباما المستمرة إلى ملف النظام مع حقوق الإنسان، في المقال وصف شكري خلال التسريب "بنس" بالمجامل والودود جدًا، مؤكدًا على دعمه ودعم "ترامب" لسياسات "السيسي" في محاربته للإرهاب. وتابع: أن "شكري" أوضح في تسريب ظهر في أكتوبر الماضي أن مساعدة مرشحة الرئاسة السابقة هيلاري كلينتون أبدت علاقات أكثر ودًا مع السيسي على الرغم من انتقاد "كلينتون" سجل مصر الحقوقي علنًا، ليؤكد أن مقاربة الأخيرة ستكون أكثر إيجابية من سلفها ولن تعتمد الضغط في تعاملها مع مصر، ليشير أيضًا "شكري" في التسريب إلى أزمة مصر السابقة مع إثيوبيا بظهور فيديو يدعم فيه مصري جبهة الأورومو المعارضة للنظام الإثيوبي.
وأضاف التقرير، أن "شكري" اشتكى خلال التسريب من السعودية ومحاولاتها المستمرة لإفساد العلاقات مع مصر، ودور الكويت في التوسط ومحاولة تهدئة العلاقات بين البلدين، لتعرض في التسريب الأخير وساطة الكويت لإعادة علاقات مصر الجيدة ببنك التعاون الخليجي و تهدئة التوتر المتزايد بسبب علاقتها مع تركياوالإمارات، وقرار السعودية بوقف الإمدادات البترولية، ليشير التقرير إلى أن الحكومة وقفت صامتة تجاه تلك التسريبات، فقط قدم رئيس الوزراء إبراهيم محلب تصريحًا وحيدًا ليشكك في مصداقية تلك التسريبات بقوله :" لا أحد يصدق ما تعرضه قنوات الإخوان على أي حال".