فيما تتواصل الإدانات في أنحاء العالم لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منع دخول رعايا سبع دول مسلمة، صرح النائب في البرلمان البريطاني نديم زاهاوي, وهو عراقي الأصل، بأن هذا القرار ينال منه شخصيا, وأنه لأول مرة يشعر بالاضطهاد. ونقلت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية في 29 يناير عن زاهاوي, قوله :" إن العراق من الدول المسلمة التي منع ترامب دخول مواطنيها الولاياتالمتحدة, ولذا فإن هذا القرار يستهدفه أيضا هو وغيره من البريطانيين, الذين يحملون جنسيات البلاد التي حظرها ترامب. كما أشارت بيانات رسمية بريطانية إلى أن أعداد حاملي الجنسية البريطانية الذين ولدوا في العراق أو إيران أو الصومال تتجاوز 250 ألف شخص, في حين لم تتوافر إحصائيات عن ذوي الأصول اليمنية أو الليبية أو السورية أو السودان, ولذا فإن هؤلاء لن يسمح لهم بدخول الولاياتالمتحدة، رغم حملهم لجوازات بريطانية. ومن جانبهم, أعرب نواب بريطانيون أيضا عن قلقهم حيال تأثير الإجراءات الأمريكية الجديدة على رحلات العمل والإجازات. وفي 29 يناير, تواصلت في الولاياتالمتحدة المظاهرات المنددة بقرارات ترامب بشأن الهجرة، ويزداد انضمام حكام الولايات والنواب والمسئولين إلى دائرة الاحتجاج ضد تلك القرارات. وحسب "الجزيرة", شهدت مدينة لوس أنجلوس تجمعا لمئات الناشطين والحقوقيين للتنديد بقرار ترمب، الذي أسفر عن توقيف سبعة أشخاص في مطار المدينة، وطالبوا بإطلاق سراحهم فورا، كما أطلقوا هتافات مرحبة باللاجئين. وفي مدينة سان فرانسيسكو, تجمع نحو مائة ناشط وحقوقي في مظاهرة مماثلة، وعرض الحقوقيون على أسر الموقوفين المساعدة القانونية لتخليص أقاربهم، كما قالت مديرة مكتب حقوق اللاجئين في كاليفورنيا جيني باسكواريلا إنهم يعملون على "إلغاء قرار منع مواطني بعض الدول الإسلامية من دخول الأراضي الأميركية". ومن المقرر خروج مظاهرات عديدة في أنحاء الولاياتالمتحدة بعد ليلة من المظاهرات في المطارات في 28 يناير دعما للاجئين والمهاجرين، فيما يتزايد التلاحم الشعبي من غير المسلمين مع المتضررين من قرارات ترامب، وشهدت المظاهرات حضورا لافتا لحكام ولايات ومشرعين ومسئولين منددين بالقرارات. ونظم ناشطون مظاهرة أمام مطار جون كنيدي الدولي في نيويورك في 28 يناير احتجاجا على توقيف 12 عراقيا، وأشرف على المظاهرة أعضاء في الكونجرس من الحزب الديمقراطي وحقوقيون، حيث رددوا هتافات ترحب باللاجئين، وتطالب "بإقالة ترامب وترحيل عقيلته" ميلانيا ترامب خارج البلاد. وحسب "رويترز", عارض معظم الأعضاء الديمقراطيين بمجلسي الشيوخ والنواب قرار ترامب بشأن حظر الهجرة والسفر على مواطني سبع دول مسلمة، هي العراقوإيران وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن، وانضم خمسة جمهوريين إليهم في معارضة القرار. كما تعهد نائبان ديمقراطيان عن ولاية نيويورك بمواجهة قرارات ترمب في المحاكم والشوارع الأميركية، وقالت النائبة نيديا فيلاسكيس في مؤتمر صحفي في نيويورك إن قرار ترامب يتناقض مع القيم الأمريكية. وكان ترامب وقع الجمعة الموافق 27 يناير قرارا تنفيذيا يحظر دخول اللاجئين السوريين إلى الأراضي الأمريكية، ويمنع إصدار تأشيرات دخول لمواطني ست دول إسلامية أخرى، وهو ما عدّه حقوقيون تمييزا ضد المسلمين ومخالفا للدستور الأمريكي. وقال ترامب عقب التوقيع، إن القرار يمنع دخول من وصفهم ب"إرهابيي الإسلام المتطرف"، وأضاف "نريد فقط أن نقبل في بلادنا هؤلاء الذين يدعمون بلادنا ويحبون شعبنا بعمق". وينص القرار, الذي جاء تحت عنوان "حماية الأمة من دخول إرهابيين أجانب إلى الولاياتالمتحدة", على تعليق برنامج دخول اللاجئين بالكامل أربعة أشهر على الأقل، حتى يتم اتخاذ إجراءات تدقيق جديدة أكثر صرامة. كما يمنع القرار اللاجئين السوريين تحديدا من دخول الولاياتالمتحدة إلى أجل غير مسمى، أو إلى أن يقرر الرئيس أنهم لم يعودوا يشكلون أي خطر، مستثنيا بذلك "الأقليات الدينية"، في إشارة إلى المسيحيين السوريين. وتضمن البند السادس من القرار تقديم وزيري الدفاع والخارجية بعد تسعين يوما من توقيع القرار خطة لإقامة مناطق آمنة للسوريين داخل سوريا وفي مناطق حدودية، إلى أن تتم إعادة توطينهم أو ترحيلهم إلى دولة ثالثة. ويحظر القرار التنفيذي دخول الزوار من سبع دول إسلامية لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، وأعلن البيت الأبيض أن الدول هي سورياوإيرانوالعراق وليبيا والصومال والسودان واليمن. ونددت جماعات حقوقية بإجراءات ترامب التي تصنف ضحايا النزاعات في الخانة نفسها مع من يوصفون بالمتطرفين. وفي 29 يناير, قررت محكمة اتحادية في مدينة نيويورك، تعليق الأمر التنفيذي الصادر عن ترامب، والقاضي بحظر دخول مواطني سبع دول ذات أغلبية مسلمة إلى الولاياتالمتحدة. وكانت السلطات الأمريكية أوقفت لاجئين عراقيين اثنين بمطار "جون كينيدي الدولي" في نيويورك، في أول تطبيق لقرار ترامب، منع استقبال لاجئين لمدة 120 يوماً. وعلى إثر ذلك، رفع محامون من الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية دعوى قضائية لإطلاق سراح اللاجئين العراقيين، ووقف تنفيذ قرار ترامب. وحكمت القاضية "آن دونلي" من محكمة بروكلين الاتحادية في نيويورك بمنح الإقامة المؤقتة في البلاد لمواطني دول يشملهم الأمر التنفيذي، معتبرة أن قرار الترحيل من شأنه أن يُلحق ضررًا يستحيل إصلاحه.