قد يكون أوليغ إيروفينكن الرئيس السابق للجنة أمن الدولة الروسية (الكي جي بي)، والمتهم بمساعدة الجاسوس السابق في جهاز الاستخبارات البريطانية الخارجي "إم آي 6" كريستوفر ستيل في تجميع ملف الوثائق الخاصة بدونالد ترامب، قد قُتل بواسطة الكرملين وتم إخفاء الأسباب الحقيقية لوفاته، وفقاً لبعض المزاعم. وعُثر على إيروفينكن، الجنرال السابق في لجنة أمن الدولة الروسية وفي الجهاز اللاحق له المعروف باسم خدمة الأمن الاتحادية، متوفياً في المقعد الخلفي بسيارته في موسكو بعطلة عيد الميلاد وسط ظروفٍ غامضةٍ، وفقاً لما جاء بصحيفة التلغراف البريطانية. كان إيروفينكن مساعداً هاماً لإيغور سيتشين، نائب رئيس الوزراء السابق والذي يشغل حالياً منصب رئيس شركة روسنفت وهي شركة نفط حكومية. وقد تكرر ذكر اسم إيروفينكن في ملف وثائق ترامب. وُصف إيروفينكن بأنه حلقة وصل هامة بين سيتشين والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقد كتب ستيل في تقرير استخباراتي بتاريخ 19 يوليو أن لديه مصدراً مقرباً من سيتشين، وأن هذا المصدر كشف له عن وجود صلات مزعومة بين مؤيدي ترامب وموسكو. وقد ثارت تكهنات بأن موت إيروفينكن له علاقة بملف وثائق ستيل، الذي أحدث دوياً عندما نُشر في بداية الشهر الحالي. أنكر ترامب ملف الوثائق ووصفه ب"الأخبار المزيفة" ولم تظهر أية أدلة لدعم المزاعم الصارخة لملف الوثائق. وقالت وكالة أنباء نوفوستي الحكومية الروسية إن جثة إيروفينكن "عُثر عليها في سيارة ليكزس سوداء اللون وإن تحقيقات موسعة قد بدأت في محيط الحادث. وأُرسلت جثة إيروفينكن إلى مشرحة خدمة الأمن الاتحادية". لم يتم تأكيد أسباب وفاته وتستأنف خدمة الأمن الاتحادية تحقيقاتها. فيما تشير التقارير الإعلامية إلى وجود دوافع جنائية وراء وفاته. صندوق أسرار انتشرت مزاعم لاحقة أنه توفي بسبب أزمة قلبية. يعتقد كريستوف غروزيف، الخبير في شؤون المخاطر الأمنية المرتبطة بروسيا، أن إيروفينكن هو المصدر المهم الذي أشار إليه ستيل في ملف الوثائق. كتب غروزيف في مدونة: "وصف لي أشخاص مُطلعون إيروفينكن بأنه أمين صندوق سيتشين وهمزة الوصل بين بوتين وسيتشين. هناك أمر واحد يبدو أن الجميع متفق عليه -سواء كانت مصادر معلنة أو خاصة- وهو أن إيروفينكن كان أقرب مساعدٍ لسيتشين". وقال غروزيف، الذي يعمل في مختبر إدارة المخاطر وهو مركز بحثي في بلغاريا: "ليس لدي أدنى شك أنه عندما توفي إيروفينكن، كان ملف وثائق ترامب موضوعاً على مكتب بوتين. ويمكننا القول إنه عرف حينها ما إذا كانت القصة المزعومة حقيقة أم خيالاً". وأضاف: "أيما كانت الحقيقة، فقد كان لدى بوتين دافع للبحث عن الجاسوس وإيجاده. وكان سيتوصل إلى أن إيروفينكن شخص مثير للاهتمام على الأقل". في المقابل، شكك خبراء في مصداقية هذه النظرية، إذ قال مارك غليوتي، الخبير في خدمات الأمن الروسية: "تقول القاعدة إن أشخاصاً مثل الجنرال إيروفينكن لا يتم قتلهم في جرائم مثيرة كالتي تجري في المطارات". وما زال سيتل، البالغ من العمر 52 عاماً خريج جامعة كامبريدج، مختبئاً بعد الكشف عن هويته ككاتب ملف وثائق ترامب.