أثار قرار جماعة الإخوان المسلمين بالدفع بالمهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام للجماعة فى انتخابات الرئاسة القادمة جدلاً واسعاً فى أوساط القوى السياسية أنه جاء على خلاف تعهدات الجماعة السابقة بعدم خوض معركة الرئاسة وعدم تقديم الدعم لأيٍ من أعضائها الخارجين على هذا القرار. واعتبر إسلاميون أن هذه الخطوة جاءت متأخرة وتكرس نوعا من الارتباك في المشهد السياسي، الأمر الذي قد يسمح لرموز من فلول النظام السابق بالوصول للسلطة. وأبدى عبود الزمر عضو مجلس شوري "الجماعة الإسلامية" تحفظه بشدة على إقدام "الإخوان" على ترشيح الشاطر، على الرغم من دفاعه عن حق الجماعة في تقديم مرشح رئاسي بعد سقوط نظام حسني مبارك, مؤكدًا أن الخطوة جاءت متأخرة وغير مقنعة بعد أن قطع عدد من المرشحين خطوات واسعة في حملاتهم الانتخابية. وحذر الزمر من تداعيات الخطوة علة فرص عدد من المرشحين الإسلاميين في ظل تفتيت متوقع لأصوات الكتلة التصويتية للإسلاميين بين ما يقرب من خمسة مرشحين، الأمر الذي قد يستغله أحد المرشحين الفلول في الوصول إلى منصب الرئاسة ويقود البلاد لنفق مظلم ويفرغ الثورة من مضمونها. واقترح ضرورة دخول أطراف إسلامية على خط الأزمة بين كافة المرشحين الإسلاميين لإقناع أغلبهم بالتنازل وتزكية من يقع عليه الاختيار لخوض الانتخابات متمتعا بدعم الجميع. بدوره، انتقد عصام سلطان نائب رئيس حزب "الوسط" ترشيح الشاطر لانتخابات الرئاسة، مرجحا أن تؤدي هذه الخطوة إلى مزيد من الاستعداء السياسي للإخوان من القوى الداخلية والإقليمية، وقال إن الجماعة لن تجني من وراءها فائدة، ولم يستبعد وجود رد فعل قوي من المجلس الأعلى للقوات المسلحة على هذه الخطوة بالتنسيق مع القوى المدنية، مرجحا في ذات الوقت أن يحظى الشاطر بدعم حزب "النور" السلفي". في غضون ذلك كشفت مصادر مقربة من الكتلة الليبرالية عن قلقها البالغ إزاء دفع جماعة الإخوان المسلمين بالمهندس خيرت الشاطر مرشحًا لرئاسة الجمهورية، وما زاد من مخاوفهم التأييد الكبير الذى حاز عليه الشاطر فى ظل تراجع عدد كبير من مؤيدى الدكتور أبو الفتوح لصالحه. وقال أحمد خيرى، عضو المكتب السياسى لحزب "المصريين الأحرار" ل"المصريون"، إن هناك نية لطرح مرشح رئاسى يتم التوافق عليه من القوى المدنية والليبرالية لمواجهة ترشح الشاطر، خاصة أن الأخير لن يكون له أى نصيب من أصوات القوى الليبرالية. واعتبر أن فرصة طرح مرشح مدنى لا يمت بصلة للتيار الإسلامى وتدعيمه من كل القوى الليبرالية ستكون كبيرة للغاية، خاصة أن التيار الإسلامى سيشهد تفتيتًا للأصوات بداخلهم ما بين خيرت الشاطر وأبو الفتوح وحازم أبو إسماعيل، الأمر الذى سيصب فى صالح المرشح الليبرالى. وأوضح أن المشاورات تجرى للتوافق على طرح مرشح يحوذ على إجماع القوى السياسية الليبرالية. واعتبر أن رغبة الإخوان فى السيطرة على كل مقاليد الأمور بداية من مجلس الشعب والشورى واللجنة التأسيسية، وأخيرًا مرشح الرئاسة سوف يجعل قوى التيار الليبرالى تكثف من نشاطها للوقوف أمام تيار الإخوان الجارف، على حد وصفه. من جانبه، أكد الدكتور على عبد العزيز، رئيس "حكومة شباب ظل الثورة"، أن فرصة تأييد عدد من القوى والحركات الثورية باتت كبيرة، وهو الأمر الذى لن يكون فى صالح أى مرشح ليبرالى تدعمه القوى الليبرالية التى تحاول أن تلتف حول مرشح بعينه لتدعمه فى انتخابات الرئاسة. يأتي هذا فيما كشف الدكتور بهاء أبو شقة، نائب رئيس حزب الوفد، أن الحزب سيدفع بمرشح من داخله لخوض سباق الرئاسة وسيكون مفاجأة للجميع، مشيراً إلى أن الهيئة العليا هى صاحبة القرار النهائى بهذا الشأن ولا يملك أى فرد قراراً منفرداً. وذكرت مصادر مطلعة أن من بين الأسماء المقترحة من داخل حزب الوفد لترشيحها، حال عدم الاتفاق على دعم عمرو موسى، الدكتور بهاء أبو شقة، والدكتور محمود السقا، رئيس الكتلة البرلمانية للوفد فى مجلس الشعب، وذلك بعد إعلان البدوى عدم وجود نية لديه للترشح. ومن المنتظر أن يتم حسم المرشح الذى سيدعمه الحزب فى الرئاسة خلال اجتماع الهيئة العليا للحزب يوم الخميس المقبل، فى الوقت الذى يحاول فيه النائب محمد العمدة إقناع الدكتور السيد البدوى، رئيس الحزب وقياداته بترشيحه كممثل عن الوفد فى الرئاسة، إلا أن هذا الأمر مستبعد حسب قيادات بالحزب. من جانبه، استبعد المهندس حسام الخولى، القيادى بالوفد دعم الحزب لخيرت الشاطر فى انتخابات الرئاسة المقبلة، مضيفاً أن الوفد لم يحسم المرشح الذى سيدعمه فى انتخابات الرئاسة حتى الآن. وقال إنّ اجتماع الخميس المقبل سيحسم هذا الأمر بشكل نهائى. واعتبر الخولى أن الإخوان فقدوا مصداقيتهم فى الشارع بعد تغيير موقفهم والدفع بمرشح من داخلهم، مشيرًا إلى أن القرار جاء ليعبر عن مدى الصدام بينهم وبين المجلس العسكرى والتى قد تؤدى إلى تطورات مقلقة فى الفترة المقبلة.