بالطبع أقصد في عنوان هذا المقال السيد مسعود البرزاني رئيس " الحزب الديمقراطي الكردستاني " بالعراق وهو واحد من أكبر الأحزاب الكردية بالعراق ، بالإضافة للسيد / جلال الطلباني رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني وهما أكبر حزبين تقاسما النفوذ والصراع بينهما على هذا النفوذ في إقليم كردستان العراق طوال أكثر من ثلاث عقود من الزمان على الأقل ، والسيد برزاني خلفيته عشائرية قبلية والسيد طلباني خلفيته ماركسية علمانية ، لكن في العقد الماضي ظهر حزب ثالث هو " الاتحاد الإسلامي الكردستاني " وهو حزب يمثل الحركة الإسلامية المعتدلة في كردستان العراق ، لأن هناك أيضا جماعات عنف وتطرف إسلامية غير هذا الجناح ، وحزب " الاتحاد الإسلامي الكردستاني " تميز منذ نشأته ليس فقط باعتدال آرائه ووسطيتها ولكن كذلك بعدم تكوين ميليشيات مسلحة تابعة له على خلاف الحزبين الكبيرين حزب البرزاني والطلباني اللذان كونا مليشيات تابعة لهما تعرف باسم " البشمركة " وهي في اللغة الكردية تعني " الفدائيين " كما يوجد أيضا للجماعات الإسلامية الأخرى العنيفة المتطرفة مليشيات أيضا ، فكان الاتحاد الإسلامي الكردستاني هو الحزب الوحيد الذي لم ينشأ مليشيات مسلحة ، كما تميز أيضا بعدم انحيازه لأي من الطرفين المتصارعين حزب برزاني وحزب طلباني بالرغم من القتل الشديد الذي تبادل بينهما ، وبالرغم من وجود " الاتحاد الإسلامي " في تحالف مع الحزبين الكبيرين في الفترة السابقة فيما يتعلق بالقضايا الوطنية الخاصة بإقليم كردستان العراق بالرغم من أن هذا الموقف قد يُختلف معه من القوى الأخرى سواء داخل العراق أو خارجه إلا أنهم نجحوا أي" الاتحاد الإسلامي " أن يكونوا مع ما رأته الأغلبية الكردية من المصلحة الوطنية لإقليم كردستان ، وامتاز أيضا الاتحاد الإسلامي بنظافة يد عناصره وعدم تلوثها بالفساد الذي أصاب معظم المسئولين في السلطة من الأكراد من الحزبين الكبيرين أي حزب برزاني وطلباني بالرغم من أنهم لم يمثلوا في السلطة المحلية إلا بوزير واحد هو وزير العدل ، وفي الفترة الأخيرة رأت قيادة حزب " الاتحاد الإسلامي " الاستقلال عن القائمة الكردية الموحدة في الانتخابات القادمة التي ستجرى بعد أيام بالعراق 15 ديسمبر المقبل مستقلة عن هذين الحزبين نظرا للأسباب السابق ذكرها عن الفساد الذي استشرى وإهدار مليارات الدولارات على مصالحهم الشخصية وعدم إنفاق هذه الأموال على الخدمات حيث أن الكهرباء مثلا لا تصل لمعظم أهالي الإقليم أكثر من 4 ساعات في اليوم على سبيل المثال حتى الآن ، والتف الناس حول" الاتحاد الإسلامي" وازدادت أسهمه الشعبية فشعر الحزبين الكبيرين القدامى بالخطر وبدأت مؤامرات للتصدي " للاتحاد الإسلامي " وبالرغم من نشر وثيقة منذ فترة قصيرة على أحد المواقع الكردية المستقلة على شبكة (internet)عن تفاصيل هذه الخطة ، وقد قام قيادات الاتحاد الإسلامي بإبلاغ قيادات حزب بررزاني الذي يحكم الإقليم وطلباني الذي يرأس العراق كله الآن وكانت ردود قيادات الحزبين تطمئن الاتحاد على عدم صحة هذه الأخبار ، إلا أنه في يوم الثلاثاء 6 ديسمبر الماضي حدث بالضبط ما تم نشره عن خطة مدبرة وتم نفيها من مسئولي الحزبين الكبيرين ، فقد تعرضت مقرات الاتحاد الإسلامي في مناطق نفوذ حزب برزاني إلى هجوم غوغائي من مجموعات كبيرة من أنصار حزب برزاني وحينما طلب قيادات الاتحاد حماية الشرطة جاءت الشرطة لتشارك في المهزلة بل تم قتل أحد قيادات " الاتحاد الإسلامي " برصاص شرطي وهذا القائد هو الأستاذ مشير أحمد وهو عضو في المكتب السياسي للحزب ومسئول مركز عقرة ، ورئيس قائمة الاتحاد الانتخابية في دهوك وكذلك اثنين من أبرز قيادات الاتحاد معه وإصابة العديد من الكوادر واعتقال عدد كبير، حدث ذلك في كل من : دهوك ، وزاخو ، وعقرة ، وعمادية ، وشقلاوة ، وبردرش ، وتم إحراق كل هذه المقرات بما فيها من أثاث وآلات ومعدات كمبيوتر وأجهزة بث لحوالي 13 محطة تلفزيونية محلية وعدد كبير من الإذاعات ونهب الأموال والأوراق ... الخ والسؤال هنا هل هذه هي ديمقراطية السيد برزاني الذي تربى في أحضان الأمريكان وفتح كردستان العراق لإسرائيل وعملائها ورجال أعمالها ولم يطق منافسة مع أبناء وطنه اللذين وقفوا معه وقت الشدة ؟! أليس هذا نموذج آخر من المستبدين لا يقل عن صدام حسين أو غيره من المستبدين العرب الموجودين في السلطة في معظم بلادنا العربية ، هل هذه هي الديمقراطية المطلوب تصديرها للمنطقة العربية كنموذج؟!بأن يتم الاعتداء الوحشي على الحزب المسالم الوحيد الذي ليس له ميليشيات بإرادته بهذا الأسلوب الوحشي ، من أجل ماذا ؟ من أجل الحد من فرصه في الانتخابات التي ستجرى في الأيام القادمة ، أن ثمن ما وقع كبير ويجب أن يدفعه حزب برزاني سواء من أصوات الشرفاء من أبناء كردستان العراق اللذين تعاطفوا مع " الاتحاد الإسلامي " أو من خلال المجتمع الدولي المدني الحر الذي يجب أن يفتح ملف تجاوزات هذه السلطات المستبدة وهل لا يستحق ما جري الحديث عن تحقيق دولي تمهيدا لمحاكمة دولية؟! E . mail : [email protected]