غدا الخامس والعشرون من يناير عيد الثورة. كل عام وأرواح الثوار عند ربها في أنعم قرار والخائنون في ضياع وخسار. لقد طفح الكيل فانطلقت الجماهير كالسيل بكل إيمان ويقين تواجه الظالمين ودوى هدير الكلمات عابرا جميع القارات : (عيش حرية عدالة اجتماعية كرامة إنسانية ) (الشعب يريد اسقاط النظام ) وانتصرت الأقدار لإرادة الأحرار وكل وطني شارك في إسقاط حسني مبارك وعمت الفرحة أرجاء البلاد وملئت النفوس بالاسعاد واندحر الظلام والإستبداد و امتلأ بالفخر والكرامة كل وجدان ونورت مصر بهجة الميدان. ثم أظهر الخائنون سوء النوايا وخبث الطوايا وتحركت منهم كل شيعة بوسائل وضيعة تجري وراء مصالح دنيئة بمسالك بذيئة ونسوا حاجة الفقراء والضعفاء إلى عيش الكرامة والرخاء والعدالة والارتقاء. كما نسوا دماء طاهرة زكية عطرت الأرض المصرية . وانطفأ النور والاشراق وبدأت حركات الشقاق ومسلسل الكذب والنفاق. ورفعت رايات كاذبة بالإسلام لاعبة وللمجلس الحاكم مداعبة ونسي أهل هذه الرايات أن الإسلام صدق وثبات وطيب غرس ونبات وشرف في الوسائل والغايات فلم يعبأوا بأشرف النداءات ألا يتركوا الميدان في جميع الأوقات وأن يبقوا مع كل الاتجاهات حتى لاتضيع الإنجازات وخيرات الثورة والبركات. وانطلق الكاذبون بكل جدارة حرصا على السلطة والصدارة وطلبا بكل استماتة للإمارة ولا يعنيهم معاناة الشعب من مرارة ولا ما يفعله المجلس الحاكم من ضياع وخسارة . ولم يستجيبوا للنصائح حتى بدت في حكمهم فضائح ولم يرتبوا لمنظومة الحياة برامج أو لوائح. ولم ير الله سبحانه في قلوبهم خيرا حتى يؤتيهم خيرا مما أخذ منهم. ثم جاءمن بعدهم من ادعوا اخلاصا لبلدهم ومعاملة المصري كولدهم. وحلت النكبات واستأسدت الأزمات وضيق العيش والأقوات وضاعت الأوقات ولا يحبون أن تنطق بالحق كلمات سوى نفاق الفضائيات ويفرحون بالشعب إذا مات. أين الثورتان العظيمتان الشامختان في يناير الخامس والعشرين وفي يونية الثلاثين؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! أين العيش والحرية بعد أن ضيق على الناس في فول وطعمية وانتهت مظاهر الإنسانية؟ ؟؟؟؟؟؟؟!؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!! أين الكرامة والمصري يلقى كل ملامة ويعامل بالخزي والندامة؟ ؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!! أين العدالة الاجتماعية ونظرة النظام إلى الشعب نظرة دونية ولايحظى بالمعيشة الهنية إلا أصحاب المناصب القيادية وسارقوا الأموال الشعبية؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!! والله إنها لدقائق ويلقى الظالم ربه فتنكشف الحقائق ومع نفسه شاهد وسائق ويرمى به في نار الظلم والبوائق وقد ملأ السواد الدفاتر والوثائق. (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون )صدق الله العظيم. عاشت مصر بالأبناء الأمناء الأوفياء لا بالخونة الأغبياء.