علمت "المصريون" أن اجتماعات سرية تجرى حاليًا بين شخصيات بارزة من المجلس الأعلى للقوات المسلحة وقيادات بجماعة "الإخوان المسلمين" وذراعها السياسي حزب "الحرية والعدالة"، من أجل تسوية الخلافات المشتعلة بين الطرفين حول عدد من الملفات، والمتعلقة ب "الجمعية التأسيسية للدستور"، ووضع الجيش فى الدستور الجديد، والخلافات بين القوى السياسية، ومسألة نقل السلطة لحكومة منتخبة ورئيس مدنى فى نهاية الفترة الانتقالية. وكشفت مصادر مطلعة ل"المصريون" أن لجان استماع بين من "الإخوان" والمجلس العسكري تم الاتفاق على تشكيلها ستضطلع ببحث الملفات مثار الجدل، والتوصل لتسوية تضمن وضعية خاصة للمؤسسة العسكرية فى الدستور الجديد، بما يضمن عدم المساس بالاستثمارات الاقتصادية للجيش التى تقدر بعشرات المليارات، والتي تعتبرها المؤسسة العسكرية "خطًا أحمر يجب أن يكون بعيدًا عن أى حوار"، الأمر الذي يتحفظ عليه "الإخوان"، فضلاً عن رفض "العسكرى أى دور للحكومات المتعاقبة أو البرلمان فيما يتعلق بموازنة الجيش أو أوجه إنفاقها. وذكرت المصادر أن التوصل لتشكيل آلية لجان الاستماع كان ثمرة لقاء جمع المشير محمد حسين طنطاوى وقيادات بارزة داخل المجلس العسكرى مع المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام ل "الإخوان المسلمين"، مرجحة أن ينضم إليها حزب "النور" وعدد من الشخصيات السياسية المستقلة فى مرحلة لاحقة، وذلك لضمان وجود تأييد شعبى لما ستتوصل له هذه الاجتماعات. وأفادت أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة وضع سقفًا زمنيًا لهذه اللجان للتوصل لتسوية قريبة حول نقاط الاشتباك وسط ارتياح من قبل العسكرى لعدم تقديم "الإخوان" مرشح للانتخابات الرئاسية، خصوصًا أن هذا الطرح كان مسئولاً فى الفترة الأخيرة عن تسميم الأجواء بين الطرفين، حيث يرفض "العسكري" بأى شكل من الأشكال سيطرة "الإخوان" على جميع مؤسسات السلطة. وأشارت إلى أن هناك توافقًا على تنازل "الإخوان" و"السلفيين" على بعض المقاعد داخل الجمعية التأسيسية لعدد من الشخصيات العامة وخبراء القانون الدستورى دون أن يمتد الأمر إلى إعادة انتخاب الجمعية. من جانب آخر، تلقت جماعة الإخوان المسلمين ضربة قوية مع إعلان القيادى بالجماعة حسن البشبيشى تأييده للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، المرشح الرسمى لانتخابات رئاسة الجمهورية، والذى طردته الجماعة من عضويتها بسبب ترشحه ومخالفته لتوجهها. وقال البشبيشى فى نداء لشباب الجماعة معددًا مآثر أبو الفتوح قائلاً: "أخى الكريم تؤيد أبو الفتوح أم لا حقك، ولكن تذكر أنه عضو مكتب الإرشاد 26 سنة، وأدعوك ألا تستجيب لحملة الأكاذيب والتى يجرى ترويجها بحق الرجل". وطالب البشبيشى شباب الجماعة بالحذر من حملة الدائرة حاليًا ضد أبو الفتوح وترديد شائعات من عينة أنه سيصنع بالإخوان ما صنعه عبد الناصر، أو الادعاء بأنه مدعوم من الغرب أو المجلس العسكرى أو اتهامه فى ذمته مطالبًا باحترام أخلاق المنافسة الشريفة مع أبو الفتوح سواء تم تأييده هو أو غيره.