200 عام وأكثر، كانت فيها معصرة إسنا حاضرة فى عصر البذور واستخلاص الزيوت، علاجية كانت أو تجميلية، لأهالى مركز إسنا جنوبالأقصر، وأصالتها التاريخية جعلت منها مزارا سياحيا، يحرص السياح أن يكون فى برنامجهم حين زيارة محافظة الأقصر. «المصريون» زارت المعصرة، والتقت أصحابها، لتعرف حكايتها فى أعوام زادت على المائتين، وترى أسلوبها البدائى المستخدم فى عصر البذور، مما جعل منها كياناً فريداً ذات طابع مميز. فى البداية يقول محمد عبد الراضي، صاحب المعصرة، والذى يبلغ عمره 75 عاما أن المعصرة هى إرث أسرته الذى تناقلته جيل بعد جيل، حيث إن جده هو مؤسس تلك المعصرة منذ ما يقرب من 213 عاماً، وقد حرص على أن ينقل حرفة عصر البذور إلى والده والذى بالتالى نقلها له، وكأنها رسالة وجبت التبليغ، على حد وصفه. وأضاف أن المعصرة إلى جانب شهرتها السياحية، وذلك لأن الشركات السياحية تحرص على وضعها على قائمة البرامج السياحية، فإنها تملك شهرة واسعة بين المواطنين فى الوجهين القبلى والبحرى لمصر، حيث أن زيوت المعصرة تعد ذات جودة متميزة، نظرا لعدم خلط الزيوت بأى مكونات إضافية، فضلاَ عن استخدام أفضل الطرق لعصر البذور، ألا وهى الطريقة البدائية، وهذا ما جعل المواطنين بكل أنحاء الجمهورية يحرصون على شراء زيوت المعصرة بسبب العلاج. وأشار عبد الراضى إلى أن استخدام الأسلوب البدائى فى المعصرة يرجع إلى عدة أسباب منها هو عدم قناعته الشخصية بمدى مستوى الآلات الحديثة فى عصر البذور، وبالتالى فإن المنتج النهائى سوف يكون غير جيد وبالتالى ستنخفض نسبة الإقبال عليه. وتابع صاحب معصرة إسنا حديثه أن المعصرة ذات بنية بسيطة للغاية فهى تتكون من حجرتين فقط الأولى يوجد بها حجراً من الرخام دائرى الشكل، مثبت على قطعة من الخشب، يخرج منها ذراعان رفيعان من الخشب، يستخدمان فى إدارة الحجر الرأسى وتوضع البذور بين الحجر، حتى تصبح سهلة العصر، أما عن الحجرة الثانية فإنها تحتوى على المعصرة اليدوية والتى تقوم بعصر البذور بعد هرسها, حيث توضع كمية من عجينة البذور بداخل المعصرة ويتم الضغط عليها، وينتج منها الذى يصب بداخل بئر يتم تعبئة الزجاجات منه. وأوضح أنه يرفض مطالب وزارة الأثار بضم المعصرة إلى قائمة المناطق الأثرية، حيث أن تلك المعصرة تعد إرث له ولافراد عائلته وسيحرص على إنتقالها فيما بعد إلى أولاده وأحفاده. وأشار إلى إن أسعار زيوت المعصرة أصبحت الأن ذات سعر مرتفع عن الماضي، وذلك ليس لأسباب ربحية، ولكن السبب فى ارتفاع السعر هو ارتفاع سعر البذور. وأكمل صاحب ال75 عامًا أن المعصرة تقوم بإنتاج كل أنواع الزيوت منها الزيوت العلاجية المستخدمة فى علاج الأمراض الجلدية والروماتيزم, وكذلك الزيوت المستخدمة فى أغراض التجميل، مثل زيوت اللوز وحبة البركة والجرجير والسمسم، مؤكدًا أن الإقبال على شراء الزيوت من جانب الأهالى يعد مستقراً، بينما انخفضت نسبة الإقبال السياحى على المعصرة بسبب حالة الكساد السياحى الذى تعانيه المحافظة.