غريب أمر متابعي كرة القدم المصرية وأغرب منه التحول المفاجئ في أقوال البعض على الرغم من أسمائهم الكبيرة في النقد الرياضي . فجأة تحول الأهلي الذي كان حديث الصحف المصرية والعربية لمدة عامين إلى فريق سئ لأنه خسر مباراة أمام بطل أسيا وبخطأ فادح من حارس مرماه بعد أن أضاع لاعبوه أكثر من ثلاثة أهداف محققة . فجأة تحول – الساحر – كما أطلقت عليه الصحف المصرية مانويل جوزيه إلى فاشل بعد خسارة مباراة واحدة بهدف وحيد أمام فريق قوي محترم وليس فريق درجة ثانية أو فريق مستواه ضعيف أو مديره الفني من – إياهم - . فجأة أصبح ناقد رياضي كبير يعرف منذ زمن بعيد أن مانويل جوزيه فاشل ومحظوظ ولكنه " كان بيخبي علينا علشان أعصبنا " . فجأة تحول محمد بركات من أحسن لاعب في أفريقيا للاعب لا يمكن الاعتماد عليه لأنه لم يستطيع أن يسجل هدف في مباراة واحدة . فجأة تحول أبو تريكة للاعب يجب عليه أن يعتكف في المساجد – كما قال نفس الناقد – حتى لا يعود إلى القاهرة لأنه أصبح لا يقدم شئ . التحول الرهيب في الحديث عن فريق أو مدير فني هو أهم أسباب فشل الرياضة المصرية عموما وكرة القدم خصوصا.. وتعالوا معي نتخيل السيناريو العكسي للمباراة لو كان عماد متعب أحرز هدفه أو أحمد السيد عرفت كرته طريق الشباك كان نفس الناقد وفي نفس المكان سيقول .. الأهلي رائع وجوزيه ساحر .. وكانت ستخرج المانشتات تؤكد على أن هذا هو زمن الأهلي والأهلي زعيم الكل والأهلي سيد البلد كما ن ... ولكن لا متعب أحرز هدف ولا احمد السيد أحرز هدف وأحرز الهدف محمد نور فتحولت الإشادة إلى نقد وتحول الفريق الرائع إلى فريق سئ والساحر إلى " بطيخة " . والأمر بصراحة يحتاج وقفة صريحة مع النفس بالنسبة لجميع النقاد الرياضيين وجميع العاملين في مجال كرة القدم في مصر فيجب أن نتعلم كيف نضع الأمور في نصابها الطبيعي فالأهلي خسر نعم وذلك لأنه لم يكن الأفضل في تلك المباراة وجوزيه أخطأ في المباراة .. نعم .. ولكن هذا لا يعني أن نقول على الرجل أنه فاشل فهذا الفاشل هو الذي فاز على كل الفرق المصرية بدون استثناء وهو أيضا الحاصل على بطولة أفريقيا التي تعتبر أقوى كثيرا من بطولة أسيا وهو أيضا المدير الفني لفريق قدم عروض يتحاكى بها الجميع حتى الآن . نفس الناقد قال على بركات أنه لا يصلح إلا لمواجهة النجم الساحلي .. وكأن هذا الناقد لا يعرف أن النجم الساحلي الذي يتكلم عنه هذا لم يستطيع أن يفوز عليه من الفرق المصرية إلا الأهلي فالنجم لم يخسر من أي فريق مصري إلا الأهلي ولا يعرف أيضا أن النجم الذي لا يعجبه هذا مرشح لجائزة أحسن نادي في أفريقيا مع النادي الأهلي . المقصود أن نكون – عقلاء – إلى حد ما في تعاملاتنا مع كرة القدم فالخسارة أمر طبيعي جدا ووارد خاصة عندما تكون المباراة بين الكبار – فلا الأهلي فريق صغير ولا الاتحاد فريق صغير – فالبطولة أساسا كانت للكبار .. ولا مكان فيها لأنصاف الفرق أو للفاشلين ولذلك فإن كل الفرق في اليابان تستطيع أن تفوز وممكن أن تخسر وهذه هي كرة القدم . نعم الأهلي لم يكن في أفضل حالاته ولكنه لم يكن مستسلم أو صيد سهل أو كان يمكن هزيمته بالثلاثة أو الأربعة كما تخيل البعض ولو أحرز الأهلي أي هدف من الفرص التي ضاعت منه لتحولت كل الأقلام التي – تشمت الآن في الأهلي – إلى مزامير وطبل تبارك للأهلي و مانويل جوزيه على الفوز . أخيرا ... الاتحاد كان الأفضل في شوط المباراة الثاني واستغل فرصة من خطأ قاتل لعصام الحضري وفاز .. والأهلي كان أفضل كثيرا في الشوط الأول وأضاع مهاجموه فرصتين أكيدتين للتهديف ولكنه لم يسجل وسيطر الاتحاد في الشوط الثاني وقدم عرضا رائعا فكان يجب أن يفوز وأخطأ مانويل جوزيه في إشراكه جلبيرتو وهو مصاب وأخطأ أيضا في التأخر بالدفع بأسامة حسني ولكن في النهاية .. الأهلي هو الزعيم . . كما قالها عصام الشواني بعد المباراة ويبقى اتحاد جدة هو عميد الأندية العربية وزعيمها في بطولة العالم للأندية . كلمة أخيرة لناقد محترم .. الأهلي لم يفز على الألمونيوم والسويس وأسيوط فقط ولكنه فاز على الزمالك والإسماعيلي وإنبي وحرس الحدود وأنيمبا بطل أفريقيا والنجم الساحلي وغيرهم من الفرق ... فالأهلي لعب مع الكبار وفاز عليهم جميعا ولكنه خسر أمام كبير أيضا أسمه اتحاد جدة .. سامع .. اتحاد جدة . !!!!!