جاءت هذه الرواية فى كتاب "هداية الحائر فى ثورة ال25 يناير "ومؤلفه المؤرخ" المعتصم بن أبى المتظاهر السلمى" كان رحمه الله من الثائرين.. فى باب اللوق وميدان التحرير، ثم حدث بعد الثورة من منع التظاهر ما أصابه بالغيظ الشديد، فارتفع ضغطه ومات فى باب الحديد.. قال: بعد أن انتهى الفنان الراحل إسماعيل يس من تصوير فيلم "بن حميدو الذى قام ببطولته مع هند رستم وأحمد رمزى" وتم عرض الفيلم فى التليفزيون المصرى بما فيه من مشاهد فاضحة فى البرنامج الثقافى التثقيفى "نادى السينما"، جاءته نصائح كثيرة من مخلصين، بأن يتوب إلى الله ويتبرأ من هذا الفيلم وغيره من الأفلام التى اشتملت على المعاصى والمنكرات، كالجنس والمسكرات، فندم ندما شديدا، وتبرع بكل ما كسبه من هذا "الفنّ" دون أن ينتظر الجزاء من الله، لأن الله سبحانه وتعالى طيّب لا يقبل إلا الطيّب، وكان يمتلك حصة فى عقار.. ورثها عن والدته الست أزهار، فباعها وقرر أن يتصدق بها لأنها من مال حلال، ولما كان الزمان غير شهر رمضان، حيث لاتوجد موائد رحمن، فرأى أن يعمل ليلة لأهل الله الفقراء، يطعمهم لوجه الله، وليس أمامه إلا المسجد لكى يُطعم اللى يعرفه واللى مايعرفوش، وقرر أن يعمل الوليمة فى المسجد الصغير المجاور له، فذهب لمقابلة شيخ المسجد قبل صلاة العصر للاتفاق على الترتيبات.. لم يجد أحدًا بالمسجد فصلى ركعتين وجلس وحيدا فى انتظار الأذان وحضور الشيخ عثمان. وفجأة داهمت الشرطة المسجد وقبضت عليه، كمموا فمه وغطّوا بالعصابة عينيه، وربطوا بالكلابش الحديد يديه، وحملوه إلى عربة الترحيلات، وأوسعوه ضربًا بالشلوت واللكمات. وفى قسم الشرطة بدأ معه التحقيق، وكان المحقق هو الشاويش عطية، الذى زامله فى الكثير من الأفلام، قبل أن يتوب الله عليه فى آخر الأيام: س: أنت متهم بأن عملت تجمعًا فى مكان عام، دون خشية أو استئذان، ودى فيها مؤبد أو إعدام. إسماعيل يس: تجمع مين ياشاويش عطية، دانا كنت لوحدى فى الجامع. الشاويش عطية: ماهو ده نتيجة جهلك أنت وأمثالك بالقانون.. ماهوأنت لما تقعد فى الجامع كده زى النطع لوحدك، دا يبقى شروع فى اجتماع فى مكان عام، لأن يمكن ييجى واحد كمان ويقعد، وده يبقى اجتماع, ولازم له تصريح من الشرطة. إسماعيل يس: لكن الكلام ده كان قبل الثورة ياشاويش.. - لا ياناصح، ده قانون الاجتماع والتظاهر والاعتصام اللى صدر بعد الثورة من مجلس شعب الثورة. وهنا حضر الباز أفندى، وكيل المحامى للدفاع عن إسماعيل يس وسأل: - والتصريح ده إجراءاته أيه ياشاويش؟ - تقدم طلب قبل الاجتماع ب3 شهور على الأقل توضح اسمك وسنّك وبياناتك وتجيب 6 صور وش وستة قفا، وصحيفة سوابقك أنت وأهلك واللى خلفوك لغاية الدرجة العاشرة, وتنتظر الرد، وإذا الداخلية ماردّتش خلال خمس سنين يعتبر طلبك مرفوض ياسيد، فقدّامك تروح ترفع قضية، وإذا المحكمة رفضت نعمل استئناف، وبعدين قدّامك النقض.. يعنى فيها حسبة عشر 15 سنة بس. الباز أفندى: لكن القانون ده لسّه بيدرسوه فى مجلس الشعب وماصدرش. الشاويش عطية: وماله؟ كلها كام يوم. الباز أفندى: وأنت عرفت المعلومات دى منين؟ عطية: ادخل على الإنترنت واكتب: مجلس الشعب يدرس إصدار قانون ينظم حق التظاهر.. حاتلاقى كل حاجة. إسماعيل يس: لكن الكلام ده كان موجود من أيام الإنجليز وافتكرنا أنه انتهى بعد الثورة، لأن الناس هيّه اللى انتزعت حق التظاهر من مبارك ونظامه وأسقطته، وهيّه اللى جابت النوّاب دول فى مجلس الشعب. عطية: خلاص.. روح قول لهم كده فى مجلس الشعب ياناصح. ******** تم الإفراج عن إسماعيل يس بكفالة، وخرج من القسم ومعه الباز أفندى ودخلا إلى مقهى إنترنت وبحثا فى موقع جوجل عن "مجلس الشعب يدرس إصدار قانون ينظم حق التظاهر" فهالهما ما رأياه.. منظمات حقوق إنسان تطالب بتقييد حق التظاهر تحت اسم التنظيم.. سأل إسماعيل يس: مش الجماعة دول همّه اللى خدوا تمويل أجنبى من أمريكا عشان يخرّبوا البلد وعاملين فيها ثوّار وشرفاء ودلوقت عاوزين يصادروا حقنا فى التعبير؟ الباز أفندى: أيوه ياإسماعيل يا خويا.. همّه دول خدامين أمريكا وبينفذوا أجندات غربية زى منظمات المرأة والطفولة إياها، الحمد لله إن أحنا خرجنا م الدنيا قبل مانشوف الزبالة دى. وهنا شعر إسماعيل يس بحزن شديد وأصابه غم كبير، فارتفع ضغطه ومات وهو يتظاهر فى ميدان التحرير.