فى عام 1954 تالقت نجومية اسماعيل ياسين بشكل ملفت للنظر حتى انه قدم فى هذا العام 18 فيلم بطولة مطلقة ولم تخلُ واجهة دار عرض في القاهرة أو الإسكندرية من «أفيش» لفيلم يحمل اسم (اسماعيل يس) من هنا جاء التفكير في فكرة الظاهرة (إسماعيل ياسين في...) عام 1954، عندما أطلق المخرج يوسف معلوف على فيلمه اسم «مغامرات إسماعيل يس» على الرغم من أن البطولة لم تكن لاسماعيل ياسين إنما لكمال الشناوي... وقد تطور الامر الى ان بعض المنتجين كان يعيد عرض بعض الافلام بعد وضع اسم اسماعيل ياسين عليها مثل فيلم بيت الاشباح الذى تغير اسمه الى (اسماعيل ياسين فى بيت الاشباح) في عام 1955 وفي فورة الحماسة للثورة، شعر اسماعيل ياسين بوجوب المشاركة في تعزيز الإنجازات التي حققتها الثورة، معتبراً أنها قامت من أجله كمواطن مصري وتحديداً من أجل البسطاء أولاد الفقراء مثله خصوصاً أن البلاد كانت بأمسّ الحاجة إلى العمل والتكاتف للنهوض بها، ففكّر في تقديم فيلم عن الجيش تقديراً للدور الذي اضطلع به في تغيير وجه التاريخ على ارض مصر، وبحث عن كاتب ومخرج على دراية بالحياة العسكرية، لذا اختار الكاتب عبدالمنعم السباعي وصديقه المخرج فطين عبدالوهاب، وهما من ضباط الجيش المصري. وتمت كتابة الفيلم وتصويره ووجه اسماعيل ياسين الدعوة إلى قائد ثورة يوليو الزعيم جمال عبد الناصر، الذي لبى وحضر العرض الأول للفيلم ورافقه أعضاء مجلس قيادة الثورة. ضحك ناصر كما لم يضحك سابقاً، غير أنه أستشعر رسالة الفيلم والأهداف التي يرمي إليها اسماعيل ياسين وامتزجت السياسة بالفن فقد كان الجيش الذى قام بثورة يوليو المجيدة فى حاجة الى جسر تواصل بينه وبين الشعب الذى بارك الثورة وشعر انه ولاول مرة يد واحدة مع الجيش المصرى فقد كان دور اسماعيل ياسين فى تقريب الثورة الى الناس لا يقل عن دور المطرب الصاعد وقتها عبدالحليم حافظ الذى صنف نفسه بانه مطرب الثورة فقد كانت أفلام اسماعيل ياسين تسعى إلى الهدف ذاته، بخلاف بقية الأفلام التي ظهرت في الفترة نفسها، وحاولت تناول الثورة وأهدافها ومبادئها. على الرغم من طابعها الكوميدي، إلا أن الهدف الوطني كان واضحاً تماماً في أفلام اسماعيل ياسين وهو إذكاء الرغبة لدى الشباب المصري في الالتحاق بالجيش وأسلحته، وظهرت تباعاً سلسلة أفلام إسماعيل ياسين في الطيران، البوليس، الأسطول، البوليس الحربي، مستعيناً في ذلك بتوأمه الفني أبو السعود الأبياري، ليكوّن معه ثنائياً فنياً، وجاء الضلع الثالث في المثلث فطين عبدالوهاب ليشكلوا جميعا معملا فنيا اسطوريا لتقديم ارقى انواع الكوميديا السينمائية. حرص اسماعيل ياسين على أن يفي بوعده للصديق القديم الفنان القاسي الملامح رياض القصبجي الذي كان القاسم المشترك في غالبية أفلام اسماعيل ياسين وقلما خلا فيلم من وجوده، خصوصاً سلسلة الأفلام التي قدمها اسماعيل عن أسلحة الجيش المصري، لدرجة أن الجمهور نسي الاسم الأصلي للفنان رياض القصبجي وتذكّر «الشاويش عطية» اسمه في سلسلة الأفلام هذه، وقد ثبت اسماعيل اسمه في كل الأفلام مثله وكان اللقاء بينهما مثل القط والفار... ولقد استطاع ياسين والقصبجى ان يخلقا نوعا من الخيال الفنى تجلى واضحا فى اهم مشاهد فيلم (اسماعيل ياسين فى الاسطول) حين راى الشاويش عطية (القصبجى) العسكرى رجب (اسماعيل ياسين) فى الطابور ويقول جملته الشهيرة (هو بغبوته) فيباغته (سمعة) قائلا: ده يبقى اخويا.. اصل احنا يا فاندم اربع توأم – فى اشارة ذكية من اسماعيل ياسين الى كم افلامه التى خدمت الثورة. المزيد من مقالات وسام أبوالعطا