«المشاط»: 1.158 تريليون جنيه سقف الاستثمارات العامة للعام المالي المقبل    زلزال بقوة 5.3 ريختر يضرب شمال سومطرة في إندونيسيا    لم يستسلم بعد.. الهلال يقسو على العروبة في الدوري السعودي    مصرع عامل غرقا في ترعة الجيزاوي بالعياط    أتالانتا ضد روما.. التشكيل الرسمي لقمة الدوري الإيطالي    المركز الثقافي الأرثوذكسي يكرم د. شوقي علام ويشيد بدوره التنويري    من الإعارة إلى التألق.. إيريك جارسيا "ورقة رابحة" في يد فليك    ترامب يدافع عن الطائرة هدية قطر: لست غبيا لأرفضها.. وقدمنا لهم الكثير من مساعدات الأمن والسلامة    خناقة بالشوم وألفاظ خارجة داخل مسجد بالسلام.. ومصدر يكشف مصير المتهمين    وزير السياحة: مصر ماضية بخطى ثابتة لاستعادة آثارها المهربة بطرق غير شرعية    أستاذ علوم سياسية: إنهاء صفقة عيدان ألكسندر خطوة مهمة فى دعم القضية الفلسطينية    تطور جديد فى خلاف أبناء محمود عبد العزيز ضد بوسي شلبي    «بيئة العمل تحتاجهم».. 4 أبراج تترك أثرًا إيجابيًا لا يُنسى في أماكنهم    عالم بالأزهر: هذا أجمل دعاء لمواجهة الهموم والأحزان    إطلاق الخطة العاجلة للسكان والتنمية والبرنامج القومي للوقاية من التقزم    يونيفيل: العثور على 225 مخبأ للسلاح جنوبي لبنان    ما حكم إقامة العلاقة الزوجية أثناء الحج؟.. أمين الفتوى يجيب    نادية الجندي تخطف الأنظار بإطلالة شبابية جديدة | صورة    الأمم المتحدة: سكان غزة يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي    أمينة الفتوى: هذه أدعية السفر منذ مغادرة المنزل وحتى ركوب الطائرة لأداء الحج    أمينة الفتوى: الزغاريد عند الخروج للحج ليست حراماً لكن الأولى الالتزام بالأدب النبوي    المؤبد لقاتل شقيقه داخل مزرعة مواشي بالدقهلية بعد تنازل الأب عن الحق المدني    «كان مغير اسمه».. القبض على متهم جديد في جريمة شقة محرم بك بالإسكندرية    طلاب إعلام الاهرام الكندية تعيد فرقة رضا للجمهور ب إبهار تراثي عصري جديد    قطرة شيطان.. قتل خالته وسهر بجوار جثتها مخمورًا حتى طلوع الفجر (كواليس جريمة بشعة)    بالصور.. الكشف على 3400 مواطن في قافلة طبية لجامعة أسيوط بغرب أسوان    تأجيل إعادة محاكمة 5 متهمين ب"الخلية الإعلامية" لجلسة 10 يونيو    «تلاعب في العدادات وخلطات سامة».. 5 نصائح لحماية سيارتك من «غش البنزين»    عون وعباس والشرع في السعودية خلال زيارة ترامب.. ماذا سيوضع على الطاولة؟    أهم 60 سؤالاً وإجابة شرعية عن الأضحية.. أصدرتها دار الإفتاء المصرية    معاش المصريين العاملين بالخارج 2025: الشروط والمستندات وطريقة الاشتراك    شهادات نجوم الفن.. هل تنهي أزمة بوسي شلبي وأبناء الساحر؟| فيديو    أسعار الحديد ومواد البناء اليوم الإثنين 12 مايو 2025    يُسلط الضوء على المواهب الصاعدة.. الكشف عن الشعار الرسمي لكأس العالم تحت 17 سنة    بعد إعلانه رسميًا.. جدول امتحانات الصف الخامس الابتدائي بأسوان (تفاصيل)    بعد مباراة الليلة.. ماذا ينتظر مصر وغانا فى أمم أفريقيا للشباب ؟    تفاصيل الحملة القومية الأولى ضد مرض الحمى القلاعية وحمى الوادى المتصدعة أسوان    اعتماد أوروبي لقصر العيني كمركز متخصص في رعاية مرضى قصور القلب    براتب 6500.. فرص عمل في شركة مقاولات بالسعودية    فانتازي.. ارتفاع سعر لاعب مانشستر سيتي    موعد وقفة عرفة 2025.. فضل صيامها والأعمال والأدعية المستحبة بها    موعد تسليم دفعة جديدة من وحدات مشروع جنة بالقاهرة الجديدة    أشرف العربى إطلاق تقرير "حالة التنمية في مصر" 18 مايو بشراكة مع "الإسكوا"    «بعبع» تسريب امتحانات الثانوية العامة.. هل يتكرر في 2025؟| ننشر خطة «التعليم» كاملة    استمرار حملة "تأمين شامل لجيل آمن" للتعريف بالمنظومة الصحية الجديدة بأسوان    مجلس الوزراء يستعرض جهود الدولة لتوطين صناعة الدواء.. مصر تخطو بثبات نحو الاكتفاء الذاتي من الدواء وتصدر لأكثر من 147 دولة.. 180 مستحضرًا و129 مادة فعالة.. وتحقيق وفر بمئات الملايين.. إنفو جراف    في اليوم العالمي للتمريض.. من هي فلورنس نايتنجيل؟    وظائف خالية اليوم.. برواتب تصل إلى 6500 ريال فرصة عمل لعمال مصريين بالسعودية    مصادر: بورصة مصر تبحث قيد فاليو الأربعاء المقبل    عاجل- رئيس الوزراء يتابع ملفات الاتصالات.. ومبادرة "الرواد الرقميون" في صدارة المشهد    براتب يصل ل 500 دينار.. 45 فرصة عمل بالأردن في شركات زراعية وغذائية وصناعات خشبية (قدم الآن)    تقييم صلاح أمام أرسنال من الصحف الإنجليزية    البابا ليو الرابع عشر يفتتح رسميًا الشقة البابوية إيذانًا ببداية حبريته في الفاتيكان    البنك الأهلي يرغب في ضم كريم نيدفيد    انطلاق فعاليات الدورة التدريبية الرابعة بجامعة القاهرة لأئمة وواعظات الأوقاف    رئيس «دي إتش إل» يتوقع استفادة من التوترات التجارية بين واشنطن وبكين    حالة الطقس اليوم في السعودية    أمام العروبة.. الهلال يبحث عن انتصاره الثاني مع الشلهوب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مَساءات زَمنٍ فَات.. ظِلال رَبيع يَأبى خَريف عُرْيُه!
نشر في المصريون يوم 03 - 01 - 2017


وتَدور بِنا عَجلة الزمَان..
ماذا أقول لأمْسٍ يُولد اليَوم.. وَيُثير الشَجن بِرقّة.. وَنِعومة سَريْان المَىّ بتدلله رِواحاً ومَجيئاً.. زَحف بَدن..؟
وترمِينا رَهص حِلم.. يَصهرنا ويهصرنَا الفِكر.. وفِى إحدى الحِوارات الصَحفيّة.. التى أجريْتها مَع الأديب الكبير الرَاحل (يحيى حقى) يَرحمه الله لجريدة (الوفد).. حَيْث كان يوضّح لنا.. كَيْف كان يُراجع الموضوع قبل نَشره 40 مَرّة إعادة كتابة..!
ويَنْحَت اللفظ مَكان اللفظ.. حَتى يَصل للكلمة الواضحة.. تَحمل على أجنحتها يُسر وتحلّق فى مَدى الأفق.. فتَصل لأكبر وأعرض مِساحة مِنْ الجمهور..!
ولِقاء مَع الأديب الرَاحل والمُفكّر المِنْسِى فى حَيْوات الإبداع.. آخر جيل العَمالقة الأستاذ (أنيس منصور).. وأخونا الكاتب الأريب (سليمان جودة) بعموده اليَومى الأشهر عَلى صفحات جريدة (المصرى اليوم).. والمتألق فى صَحيفة ( الوفد).. وهو رئيس تحريرها الأسبق.. وغيْرهما مِنْ وَسائل الإعلام.. وأراه ينتظر سَاعات تتضفّر بسَاعات يَومِيّا.. حَتى يَجرى مع (أنيس منصور) مقابلة صحفيّة.. يَقول لنا فيها.. أنه كاَن يَكتب عَموده أكثر من عِشرين مَرّة.. حتى يَصل وينتقى الأسهل والأيْسر والأبسط.. ويصل لكل ّالناس.. عَكس استاذه العَقاد..!
ويَدفعنى الأمس لدفتر الذكريات.. وتسوّد مُخيّلتى المتواضعة بقراءات (توفيق الحكيم).. عندما يسأله من يسأل عَن الإبداع.. تخيّل حَبيبى ماذا قاَل..؟
يقول: إن أفضل ما يَفهمه فى الإبداع هو ( أنه الكلام الذى إذا مَا قرأه أى إنسان.. ظنّ أنه يَستطيع أن يَكتب مثله..!)
فيَا لعُمق العِبارة وبَساطتها.. ويُمارسه أغلب المُبدعين وأنصاف المَوهوبين..؟
وهى تجربة عَمليّة.. يَمرّ وتمرّ بروح مُعظم مُحبى الكَلم فنّا ًوإبداعاً..؟
وكم تخلف وَجعاً وشجناً.. وأحْيَاناً ألماً وعَجزاً.. لعَدم الوصول لذاك أو هَذا النصّ ثمراً مُشبعاً لفيْض النزف وألم الجرح..!
ونرحل إلى عَالم (يوسف إدريس).. الذى يواجه (طه حسين) وركبه من كبار الكتاب وعُلماء اللغة.. عندما يُصرّ على عِنوان مجموعته الأدبيّة.. عًوالم قصصه القصيرة التى تزيح ما قبلها من ريْادات متفرّدة.. وتمرّد تميّز فى دنيْا الأدب.. والمتفجّرة قمّة فى بدايْة نشرها وسريْانها فى الروح ( أرخص ليالى).. ويَتمسّك بَهذا العَنوان.. مُخالفا قواعد اللغة وإن كنا نختلف مَعه دون حَذف اليْاء من ليالى.. وعندما سَألوه.. يقول بُكل حِديّة وإصرار وعِناد المُبدع ( إننى أتبع قَواعد الحَياْة.. لا قواعد اللغة..!)
ويواصل: هَكذا يَنطقها الناس ( أرخص ليالى ).. لا ( أرخص ليال)..؟ بغية الوصول لأكبر قدر من الجماهير التى يكتب منها ولها وعنها..؟
،،،،،،
الإبداع شجن أبد.. ونقش حُبّ لايرحل.. وأبد لا يَزل.. لم ولن يَزِل..!
فلا خِتم يُسر.. ولاتوقيع صُعوبة يَجيز له المُرور داخل النفس إبداعاً..!
إنّما هو تفجّر روح.. تثير رُوح أبداً.. أبد..!
ماذا أقول بَعد أن دَارت عَجلة الزمن..
وأجبرت الرحلة على العودة للوراء بإغراء جميل الحَرف.. وجَاذبيّة شجن الرُوح.. وسِموّ عَطاء قلب يَحبّ فى الله.. وبِودّ نفس .. تجمع الأحباب والأصدقاء.. راغبة فى كُل جَديد.. ومتعطّشة بإخلاص للتعرّف على عَوالم أجدّ وحيْوات هُنا وأخرى هُناك..؟
مَحطات كانت تَجمعنا.. وبَيْن ضلوعنا أحْلام.. لايَعرف مَصيرها إلا الله..!
ومُدناً عَليْنا أن نَصل إليْها.. نَجهل أسْماَء شَوارعها.. وفى سَواد ليْاليها تضمّنا أزقّتها.. وتتطلّع فى شَغف إلى عِلوّ مَبانيها.. ويَتوه الفِكر فى رَجرجة الحَيْاة بيْن جُدرانها..!
وَعن عَمد.. تُلقى بِنا من عَلى نافذة حجرة صغيرة.. متأمّلا شارع (أحمد حَسن الزيّات ) فى منطقة ( بين السرايْات ).. والملاعب الريَاضية بالمدينة الجامعيّة.. فى انتظار الإخوة والأصدقاء من جميع الأقسام.. على طبق فُول فى النصف الثانى من الشهر.. والنصف الأوّل أنصاص الكبدة والسُجق.. التى قبيْل أن نأكلها نستلذّ رائحتها..!
وبقسوة هروب الزَمن من أعْمَارنا.. تلقى بنا من عَوامة (السيد عبد الجواد).. وتنزعنا من أحضان (هنّومة برّ مصر).. ويصل لآذاننا عِراكنا حول فيلم (حدوتة مصرية).. وتأخذنا على الكورنيش.. وتصعد بنا المقطم وقد كان خاليْا.. إلا من آمال تتراقص على أنغام شريط (شبابيك) للفنان (محمد منير).. ويسكرها كلمات ذائبة فى عذب نهر الخلود.. يوم فاض بدرّ كلمات (حدوتة مصرية).. والكلمة المفقودة مثل حُبّنا الأوْحَد فى عُمرنا.. (ياناس ياناس يامكبوتة/ هى دى الحدوتة)..!
ونِهرول إلى شقة الفنان الكبير (محمد منير).. وفينا صديقى العَاشق له.. يَنوى إعداد (حوار صحفى) معه فى جريدة (صوت الجامعة).. التى تصدر من قسم صحافة بكلية الإعلام بجامعة القاهرة..
وفى حقيقة الأمر تشغف روحه للقاه.. كَما كَان طموح وتطلّعات أحلامنا تلتمس عَتبات الوفد وصباح الخير وروز اليوسف والكواكب وأسانسيرات الأهرام وهيئة الكتاب وماسبيرو..الخ
بيْنما أرحل أنا وخُضرة الورق المِتنّدى على غُصن.. رطبّه الربيع.. يُغار من عيون الفنانة الراحلة (فايزة كمال).. وهى على باب الفن.. تطرق مسرح السلام بشارع القصر العينى.. ومايزال يقدم فنّاً يثيرا شجناّ ويداعب فكراً.. ولكن للأسف بلا.. بلا صدد لتصفيق جمهور حقيقى ينتشى فنّاً.. ولايركن على مقاعده الزرقاء بعد التجديد بديل كافيهات.. !
وترتعش أنَامل الروح وهى تقبض على سن قلم يسطر أوّل حوار فنّى معها.. !
كم هى قاسيْة الأحلام.. فى شدة عذابات إباء حبّ فى الله لم يَتم..؟
كم هى عنيفة فى صراخها الأضج.. تَشدّنا أبقاراً مُغْمَضة الأعيْن.. تدور فى سَاقية الحَيْاة لتروى.. تروى أيضا بأرواحنا حيْاة أخرى..؟
،،،،،،،
وبرقّة ورقى صدق المشاعر تصدمنا..
تصدمنا جَوارح جَارحة.. بفُجائيّة الحَاضر وآنيّة شَظف الوَاقع.. نَصلاً حَاداً فى رَبطة حَرير عَلى عُنق.. وتُشعرنا بِحَاضر عَطب.. وموائد بَلاستيكيّة بَلا لون ولاطعم ولا رائحة.. واكتناز وُجوه بِمنحنيْات البَلادة.. وندبِات العُنف.. وتتجمّد الأحرف بَيْن دون لضم أسْطُر.. وتتكسّر المَعانى فِى المَدى.. ونَحن نتأمّل بِرواز سَماحة الطلّة.. وضَىّ التواضع.. وخَجل الفِطرة.. وجَمال الرُوح.. ينادى عَليْنا فى صَوته..؟
إنّه من خَسرتُه الأرض.. واستردّته جِنان السماء.. لينعم فى الخلود بجوار الرحمن.. مُنتظراً رَفيقة قِصر عُمره.. الحُبّ الوحيد الذى عِشناه وهو.. العَائش بَيْننا ولاتستحقه أرضنا.. فأمرّ الربّ بِحرماننا من أندر إبداع بَشر..!
إنّه أخونا الصحفى الموهوب والأعظم إبداع بشر(عادل القاضى).. صحفى جريدة (الوفد) نابغة كتيبة القلم الشهيد (مصطفى شردى).. الذى شهدت الجريدة على يَديْه مولدها الفز.. يَرحمه الله.. يارب..؟ وهو يلحّ فى لمّتنا.. من حِين لآخر.. ويَحرص عَلى مَدّ جسور التواصل بَيْننا دَائما أبداً..
رحمه الله..
ووصل إليْه التماسنا لِدى الربّ.. ليَعفو ويَغفر لنا.. مَدى مَا ارتكبناه فى حق أنفسنا قبيْل حَق بَشرنا..؟
،،،،،،
وبكل نِعومة حَنان..
تفتقد ضلوع تئن تَحت جِلودنا.. يَتسلّل الشَجن الجميل بَيْن تمرجح ضفائر الجُمل.. ويَتسرّب إلى دِمانا صفو حسّ.. !
كم تركنا الأيّام تمرّ بأجواءنا لصاً وخِلسة.. لم يَعرفها (ملحد) ديستوفيسكى.. وهو يبثّ سمومه فى أوردة وشرايين شقيقه..!
وتصغر أمامها ألاعيب غجريْته الفاَتنة..؟
وتلقى بنا بَلاهَوادة مِن عِشّ حُبّ.. بين عِيدان قشّه يُغرّد عصفور ماتبقى من عمره.. وبين شَفتيْه بقايْا ناى مَكسور..!
أيّام تروح.. وشُعور جميل فى طريقه لكى يَروح.. أم أنّه أخى الحبيب رَاح..؟
ولم..
لم يَمنح لنا الزمن فيه مَسافات بَراح..!
تهوى بنا بدون بساط الكاتب الكبير ( حسين فوزى).. فى رائعته (سندباد مصرى).. ضَائعاً بَحقّ بيْن رُؤى (حسين مؤنس) فى ( مصر ورسالتها).. شَارداً الفِكْر بيْن ظِلال وسَموات الكون وغيْمات زَمن يعبر أيّام وتاريخ (سيريل فوكس).. فى بديع مؤلفه (شخصية بريطانيا).. والتى لاتتماس وعَظمة حدود معبد (جمال حمدان) فى (شخصية مصر).. و.. و..
هل تختفى الأحلام.. أم نَحن الذين مِنها هربنا وفررنا.. واختفيْنا..؟
ربّما لأنها أثقل مِن أن تَحملها أكتاف قدراتنا.. فغدت عِبئاً عليْنا..؟
أم خَجلاً من عَجز عَنْ تحقيقها.. و..
وبرّرنا لأنفسنا مَابرّرنا.. وَعِشنا والسلام.. نأكل ونشرب ونتزوّج وننجب.. و.. وبِعنا..؟
يوماً مَا.. مات شاعر مصرى.. قتلته كلمة..؟
عندما قال له من تكتنز عِظامه بسماكة جلد خرتيت أجوف.. اغتصبت مشاعره ووجدانه من إنسانيته يوم ولد.. يَطلقون عليه العِميْان (إنسان)..!
وللأسف أيْضا.. لا أعرف من اعتبره عَلى خريطة الحِسّ المصرى (شَاعِر)..!
قال له فى صدمة.. بعد مُعاهدة السلام ( لقد بِعت..؟ )
وفقدنا الشاعر الكبير (صَلاح عبد الصبور)..!
،،،،،،
ونحن..؟
مَن نحن.. بعد كُلّ هذا الزمان..؟
نحن لم نمت..!
ولكن حقّاً بِعنا.. بَعنا..؟
بِعنا أحْلام أمس بِدراهم مَعدودة.. وعَقارات.. وشاليهات.. وسَيّارات.. واكتناز أموال.. و..
وما أغلى ما بِعنا.. وما أبْخس ما اشتريْنا..!
تُرى..
أم هى الأحلام التى أسفت لنا وعَليْنا.. !
وتوارت خجلاً منّا..؟
ونحن.. نحن ما استحيْنا..؟
تُرى..
ألأحلامنا عَهداً وفّيْنا..؟
أم لوِعُودنا أبيْنا..؟
أم ورَاء طِموحات ذَواتنا.. ولسعات شَهواتنا هَرولنا..
ولنطفئها سَعيْنا.. وجريْنا..؟
وأغوتنا زَوْجاتنا.. وزينة أولادنا..
وضعفاً فى هَوانا جَرّونا جَراّ.. وهَويْنا..!
و شره أنفسنا يَلفّ أعناقنا.. وطمع حيْواتنا يَغمى بَصيرتنا قبيْل أعيْننا..
وفى سَاقيْة أعْمَى دُرنا.. ودُرنا..!
،،،،،،
مَن نَحن..؟
حَقّاً مَنْ أنا..؟
مَن ْأنت..؟
ومَا ذَاك الذى غَدا ظلّاً منّا..؟
وأبَى أن يَهرب مِنْ حَوَاليْنا..؟
كمَا تَمنّع السَواد عَنْ التحاف شَيْب شَعريْنا..؟
ويَرحل بيْاض قلب ورَماد..
رَماد غيْم يَفترش رَوحيْنا..؟
وكما يَرفض أوْحَد حُبّنا فِى الله
فى دِمَانا يَسرى مُنْتَهى عِشق
ولايبقى دَوماً..!
شَىءٌ مَا..
شىءٌ مَا يَبقى بَيْننا..؟
أهى أطلال بَضّ آمَال لاتزل.. لاتزال تئنّ فى مَهد أمس..؟
وبَيْن بَيْن ضِلوعنا تَلتمس التِرْحَال..؟
أم نثرات صَفا فى غَيْب نَفس.. تحاول أن تَمسك بفتات سِموّ ونقاء ثوبها..
بَقايْا تمزّقات لَيْال وسَنوات عُمرنا..!
،،،،،،
وفى ظلام ليْل نَتوه..
بلا سّواد قلب.. ولابَلل نَدى يَغتصب سَحرا.. ولا ظلال قمر..
كُلّ واحد منّا فى مِضمَاره يَصهل جَواداً.. لايَعرف الكسل أبداً.. أبدا..ويمرح على سكّر الطموح.. وإبداع رُؤايات الأحلام التى يراها حقيقة.. ويحياها تطلّ وشفق فجر لقاءاتنا.. يزيّن كل اجتماعاتنا..!
وتتهادى قطيّرات الندى.. تغسل قناديل الرؤى بنينى أعْيُننا.. التى ترفض الاستسلام والسكون نوماً أو حتى غفلة.. فى حُضن حَنين الأغنيّات.. تنطلق تَرنيمة عِشق مَفقود.. ولحن افتقاد شوق لروح بلا وُجود..!
لا مَثيل فى وُجود حُبّها..؟
ولا مِثل لها فى فقد روحها..؟
ولا شبيه فى عَذابات بُعادها..؟
حَيْوات تنبعث.. تقطع بنا مَسافات.. وتحملنا الأزقّة.. وترمينا الطرقات.. ويَظلّ بَيْن قلوبنا..
شيءٌ ما يِبقى..؟
تسافر أرواحنا عِبر الزمن بترحالات الجَسد.. و
ويبقى شيء مَا فى عيْون الأحبّة مُنتهى صِدق..!
أطلا ل أغصان بلا أوراق.. ولا ضلّ..!
،،،،،،
قطيْرات دمع..
قطيْرات دمع تحاول أن تتسلّل بَيْن جِفنيْنا.. ويَأباها شيْب اعتلى مَنكبيْنا.. !
ربما تبلّل رموشنا.. غصب عَنّنا..
كم نَحن فى حَاجة لكى نقول لكل أصدقاء الأمس جميعاً..
نحن نحبكم.. حقا نحبكم فى الله..؟
أدامكم.. وأدام الله جميع الإخوة والأحباب مَا تبّقى فى أعمارنا.. بَقاء وِدّ.. ووصل سَكينة نَفس.. وتواصل رَحم.. وفَيْض وِدّ.. تُغرق كُلّ ضفاف الأرض.. وتعلو كل أسوارها.. تعبرها وتغرقها حبّاً فى الله عزّ وجلّ..؟
وغشى أرواحنا الصَفح الجميل عن كُلّ قول أو فِعل.. يمَسّ تواضع حِسّ أمام عظيم مشاعركم.. أومن يحاول يمزق ستر روح أمام جلّ أرواحكم....؟
وليسامحنى الله.. ويعفو عنى من تماسه غصب عنى من شرود نفسى.. وعجزى عن قدرتى فى ترويض ذاتى من شرّ لمسٍ أو قولٍ.. أصاب مجرد ضِلّ حضوره مِنْ ضرّ.. أو حَفيف هَمس نيّة شعور ممكن يصله فيغضبه..؟
وليَعْذرنى.. من عَجزت عن أن أوّفر له حتى الاهتمام الذى يَفرضه ربّى وربّه فى حُضور شَخصه أو مَنْ يَهمّه أو أىّ فَرد مِنْ أهل بَيْتَه..؟
أدَامكم الله لوَهننا دَوام مَدد..
وفى الله عَظيم سَتر..؟
يَارب..
*****


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.