شعبة السيارات تحذر: نقل المعارض خارج الكتل السكنية يهدد الصناعة ويرفع الأسعار    أخبار كفر الشيخ اليوم.. ضبط 10 آلاف لتر سولار قبل بيعها في السوق السوداء    مراكز البيانات تلتهم الكهرباء| ابتكارات جديدة تطفئ نار الأزمة    زعيمة اليابان الجديدة تواجه رد فعل صيني غاضب بسبب تصريحاتها حول تايوان    محمد يوسف: البطولة الدولية للناشئين أولى سلسلة بطولات يخطط الأهلي لإطلاقها مستقبلا    المعمل الجنائي يفحص حريق شقة بأوسيم    مايان السيد تكشف مفاجأة: فيلم "ولنا في الخيال حب" أعاد والديّ لبعضهما بعد انفصال    حبيب الجفرى مشيدا ببرنامج دولة التلاوة: يعكس مكانة مصر الرائدة فى عالم التلاوة    الصيادلة تكشف سبب أزمة نقص بنج الأسنان    روما يوقف قطار ميتييلاند المنطلق بالدوري الأوروبي    أول كلمة له خارج إيطاليا.. بابا الفاتيكان يحذّر من حرب عالمية ثالثة    رئيس الدراما بالمجلس الأعلى للإعلام: شائعة "قائمة الممنوعات" في الدراما للبحث عن الترند    مديرة مدرسة تتهم والدة طالب بالاعتداء عليها فى مدينة 6 أكتوبر    وزارة الصحة توجه تحذير من حقننة البرد السحرية    دنيا الطفل / سهرة الأسبوع ..... حفل موسيقى على المسرح الصغير وكورال الأطفال بالإسكندرية    هالة الصفتي.. حسناء سيف الدين تُشوق الجمهور لمسلسل 2 قهوة    جامعة أسيوط تعزز الدعم النفسي والاجتماعي للطلاب عبر اجتماع وحدة الأبحاث    الأهلي يشكر مسئولي الجيش الملكي    رئيس الوزراء اللبناني: المرحلة الأولى من حصر سلاح حزب الله يفترض أن تنتهي مع نهاية العام الجاري    اتحاد اليد يقرر تعيين محمد جمال هليل قائمًا بأعمال أمين الصندوق    «رجال يد الأهلي» يفوز على البنك الأهلي في دوري المحترفين    يوسف إبراهيم بطل وادى دجلة يتأهل إلى نصف نهائي بطولة هونج كونج للإسكواش    قومي حقوق الإنسان يستقبل الممثلة الخاصة للاتحاد الأوروبي لبحث آفاق التعاون المستقبلي    بعد ترشيح معزوفة اليوم السابع لجائزة الشيخ زايد.. جلال برجس ل الشروق: سعيد بالتواجد وسط كتاب مبدعين    هل الصلاة في مساجد تضم أضرحة جائزة أم لا؟ أمين الفتوى يجيب    هل مصافحة المرأة الأجنبية حرام؟.. أمين الفتوى يجيب    خالد الجندي: الخشوع جوهر الصلاة وروحها ويُحذر من هذه الأمور(فيديو)    الجدول النهائي لبقية مراحل انتخابات مجلس النواب 2025    منتخب مصر بطل دورة سوريا    هيئة الرعاية الصحية تمنح رئيس قطاع إقليم الصعيد جائزة التميز الإدارى    مدبولي: نتابع يوميًا تداعيات زيادة منسوب المياه    بالأسماء.. إصابة 7 طلاب فى حادث تصادم سيارتين بأسوان    وزير قطاع الأعمال: مصر شريك أساسي في بناء صناعة دوائية متكاملة    مريم نعوم تعلّق على توجيهات منسوبة للجنة الدراما بشأن مسلسلات رمضان: لو الخبر صحيح سأعلن إضرابي عن العمل    توزيع آلاف الطرود الغذائية والمساعدات الشتوية من مصر لقطاع غزة    رئيس لجنة مراجعة المصحف بالأزهر: دولة التلاوة ثمرة الكتاتيب في القرى    سوريا تعلن إطارا تنظيميا جديدا لإعادة تفعيل المراسلات المصرفية    مقتل سيدة بطلقات نارية في قنا    رئيس جامعة بنها : اعتماد 11 برنامجا أكاديميا من هيئة ضمان جودة التعليم    وزير الصحة يزور أكبر مجمع طبي في أوروبا بإسطنبول    الصحة: فحص أكثر من 4.5 مليون شاب وفتاة ضمن مبادرة فحص المقبلين على الزواج    أوقاف الغربية تنظّم ندوة علمية بالمدارس بعنوان «حُسن الجوار في الإسلام»    بعثة منتخب سيدات اليد تغادر إلى هولندا لخوض لبطولة العالم    اتخاذ الإجراءات القانونية ضد 4 عناصر جنائية لغسل 170 مليون جنيه من تجارة المخدرات    التحقيق مع 5 عناصر جنائية حاولوا غسل 50 مليون جنيه حصيلة النصب على المواطنين    إصابة شخص في انفجار أنبوبة غاز بقرية ترسا بالفيوم    منظمات حقوقية: مقتل 374 فلسطينيا منهم 136 بهجمات إسرائيلية منذ وقف إطلاق النار    إطلاق مركبة سويوز الروسية وعلى متنها 3 رواد إلى محطة الفضاء الدولية    وزير البترول يعقد لقاءً موسعاً مع شركات التعدين الأسترالية    غلق 32 منشأة طبية خاصة وإنذار 28 أخرى خلال حملات مكثفة بالبحيرة    ارتفاع حصيلة الفيضانات وانزلاقات التربة في إندونيسيا إلى 19 قتيلا    سلطات هونج كونج: ارتفاع عدد قتلى حريق اندلع بمجمع سكني إلى 55    جولة إعادة مشتعلة بين كبار المرشحين واحتفالات تجتاح القرى والمراكز    وزير الانتاج الحربي يتابع سير العمل بشركة حلوان للصناعات غير الحديدية    عمر خيرت يوجه رسالة للجمهور بعد تعافيه من أزمته الصحية.. تعرف عليها    د.حماد عبدالله يكتب: وظائف خالية !!    محافظ كفر الشيخ: مسار العائلة المقدسة يعكس عظمة التاريخ المصري وكنيسة العذراء تحتوي على مقتنيات نادرة    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 27نوفمبر 2025 فى المنيا.....اعرف مواعيد صلاتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مَساءات زَمنٍ فَات.. ظِلال رَبيع يَأبى خَريف عُرْيُه!
نشر في المصريون يوم 03 - 01 - 2017


وتَدور بِنا عَجلة الزمَان..
ماذا أقول لأمْسٍ يُولد اليَوم.. وَيُثير الشَجن بِرقّة.. وَنِعومة سَريْان المَىّ بتدلله رِواحاً ومَجيئاً.. زَحف بَدن..؟
وترمِينا رَهص حِلم.. يَصهرنا ويهصرنَا الفِكر.. وفِى إحدى الحِوارات الصَحفيّة.. التى أجريْتها مَع الأديب الكبير الرَاحل (يحيى حقى) يَرحمه الله لجريدة (الوفد).. حَيْث كان يوضّح لنا.. كَيْف كان يُراجع الموضوع قبل نَشره 40 مَرّة إعادة كتابة..!
ويَنْحَت اللفظ مَكان اللفظ.. حَتى يَصل للكلمة الواضحة.. تَحمل على أجنحتها يُسر وتحلّق فى مَدى الأفق.. فتَصل لأكبر وأعرض مِساحة مِنْ الجمهور..!
ولِقاء مَع الأديب الرَاحل والمُفكّر المِنْسِى فى حَيْوات الإبداع.. آخر جيل العَمالقة الأستاذ (أنيس منصور).. وأخونا الكاتب الأريب (سليمان جودة) بعموده اليَومى الأشهر عَلى صفحات جريدة (المصرى اليوم).. والمتألق فى صَحيفة ( الوفد).. وهو رئيس تحريرها الأسبق.. وغيْرهما مِنْ وَسائل الإعلام.. وأراه ينتظر سَاعات تتضفّر بسَاعات يَومِيّا.. حَتى يَجرى مع (أنيس منصور) مقابلة صحفيّة.. يَقول لنا فيها.. أنه كاَن يَكتب عَموده أكثر من عِشرين مَرّة.. حتى يَصل وينتقى الأسهل والأيْسر والأبسط.. ويصل لكل ّالناس.. عَكس استاذه العَقاد..!
ويَدفعنى الأمس لدفتر الذكريات.. وتسوّد مُخيّلتى المتواضعة بقراءات (توفيق الحكيم).. عندما يسأله من يسأل عَن الإبداع.. تخيّل حَبيبى ماذا قاَل..؟
يقول: إن أفضل ما يَفهمه فى الإبداع هو ( أنه الكلام الذى إذا مَا قرأه أى إنسان.. ظنّ أنه يَستطيع أن يَكتب مثله..!)
فيَا لعُمق العِبارة وبَساطتها.. ويُمارسه أغلب المُبدعين وأنصاف المَوهوبين..؟
وهى تجربة عَمليّة.. يَمرّ وتمرّ بروح مُعظم مُحبى الكَلم فنّا ًوإبداعاً..؟
وكم تخلف وَجعاً وشجناً.. وأحْيَاناً ألماً وعَجزاً.. لعَدم الوصول لذاك أو هَذا النصّ ثمراً مُشبعاً لفيْض النزف وألم الجرح..!
ونرحل إلى عَالم (يوسف إدريس).. الذى يواجه (طه حسين) وركبه من كبار الكتاب وعُلماء اللغة.. عندما يُصرّ على عِنوان مجموعته الأدبيّة.. عًوالم قصصه القصيرة التى تزيح ما قبلها من ريْادات متفرّدة.. وتمرّد تميّز فى دنيْا الأدب.. والمتفجّرة قمّة فى بدايْة نشرها وسريْانها فى الروح ( أرخص ليالى).. ويَتمسّك بَهذا العَنوان.. مُخالفا قواعد اللغة وإن كنا نختلف مَعه دون حَذف اليْاء من ليالى.. وعندما سَألوه.. يقول بُكل حِديّة وإصرار وعِناد المُبدع ( إننى أتبع قَواعد الحَياْة.. لا قواعد اللغة..!)
ويواصل: هَكذا يَنطقها الناس ( أرخص ليالى ).. لا ( أرخص ليال)..؟ بغية الوصول لأكبر قدر من الجماهير التى يكتب منها ولها وعنها..؟
،،،،،،
الإبداع شجن أبد.. ونقش حُبّ لايرحل.. وأبد لا يَزل.. لم ولن يَزِل..!
فلا خِتم يُسر.. ولاتوقيع صُعوبة يَجيز له المُرور داخل النفس إبداعاً..!
إنّما هو تفجّر روح.. تثير رُوح أبداً.. أبد..!
ماذا أقول بَعد أن دَارت عَجلة الزمن..
وأجبرت الرحلة على العودة للوراء بإغراء جميل الحَرف.. وجَاذبيّة شجن الرُوح.. وسِموّ عَطاء قلب يَحبّ فى الله.. وبِودّ نفس .. تجمع الأحباب والأصدقاء.. راغبة فى كُل جَديد.. ومتعطّشة بإخلاص للتعرّف على عَوالم أجدّ وحيْوات هُنا وأخرى هُناك..؟
مَحطات كانت تَجمعنا.. وبَيْن ضلوعنا أحْلام.. لايَعرف مَصيرها إلا الله..!
ومُدناً عَليْنا أن نَصل إليْها.. نَجهل أسْماَء شَوارعها.. وفى سَواد ليْاليها تضمّنا أزقّتها.. وتتطلّع فى شَغف إلى عِلوّ مَبانيها.. ويَتوه الفِكر فى رَجرجة الحَيْاة بيْن جُدرانها..!
وَعن عَمد.. تُلقى بِنا من عَلى نافذة حجرة صغيرة.. متأمّلا شارع (أحمد حَسن الزيّات ) فى منطقة ( بين السرايْات ).. والملاعب الريَاضية بالمدينة الجامعيّة.. فى انتظار الإخوة والأصدقاء من جميع الأقسام.. على طبق فُول فى النصف الثانى من الشهر.. والنصف الأوّل أنصاص الكبدة والسُجق.. التى قبيْل أن نأكلها نستلذّ رائحتها..!
وبقسوة هروب الزَمن من أعْمَارنا.. تلقى بنا من عَوامة (السيد عبد الجواد).. وتنزعنا من أحضان (هنّومة برّ مصر).. ويصل لآذاننا عِراكنا حول فيلم (حدوتة مصرية).. وتأخذنا على الكورنيش.. وتصعد بنا المقطم وقد كان خاليْا.. إلا من آمال تتراقص على أنغام شريط (شبابيك) للفنان (محمد منير).. ويسكرها كلمات ذائبة فى عذب نهر الخلود.. يوم فاض بدرّ كلمات (حدوتة مصرية).. والكلمة المفقودة مثل حُبّنا الأوْحَد فى عُمرنا.. (ياناس ياناس يامكبوتة/ هى دى الحدوتة)..!
ونِهرول إلى شقة الفنان الكبير (محمد منير).. وفينا صديقى العَاشق له.. يَنوى إعداد (حوار صحفى) معه فى جريدة (صوت الجامعة).. التى تصدر من قسم صحافة بكلية الإعلام بجامعة القاهرة..
وفى حقيقة الأمر تشغف روحه للقاه.. كَما كَان طموح وتطلّعات أحلامنا تلتمس عَتبات الوفد وصباح الخير وروز اليوسف والكواكب وأسانسيرات الأهرام وهيئة الكتاب وماسبيرو..الخ
بيْنما أرحل أنا وخُضرة الورق المِتنّدى على غُصن.. رطبّه الربيع.. يُغار من عيون الفنانة الراحلة (فايزة كمال).. وهى على باب الفن.. تطرق مسرح السلام بشارع القصر العينى.. ومايزال يقدم فنّاً يثيرا شجناّ ويداعب فكراً.. ولكن للأسف بلا.. بلا صدد لتصفيق جمهور حقيقى ينتشى فنّاً.. ولايركن على مقاعده الزرقاء بعد التجديد بديل كافيهات.. !
وترتعش أنَامل الروح وهى تقبض على سن قلم يسطر أوّل حوار فنّى معها.. !
كم هى قاسيْة الأحلام.. فى شدة عذابات إباء حبّ فى الله لم يَتم..؟
كم هى عنيفة فى صراخها الأضج.. تَشدّنا أبقاراً مُغْمَضة الأعيْن.. تدور فى سَاقية الحَيْاة لتروى.. تروى أيضا بأرواحنا حيْاة أخرى..؟
،،،،،،،
وبرقّة ورقى صدق المشاعر تصدمنا..
تصدمنا جَوارح جَارحة.. بفُجائيّة الحَاضر وآنيّة شَظف الوَاقع.. نَصلاً حَاداً فى رَبطة حَرير عَلى عُنق.. وتُشعرنا بِحَاضر عَطب.. وموائد بَلاستيكيّة بَلا لون ولاطعم ولا رائحة.. واكتناز وُجوه بِمنحنيْات البَلادة.. وندبِات العُنف.. وتتجمّد الأحرف بَيْن دون لضم أسْطُر.. وتتكسّر المَعانى فِى المَدى.. ونَحن نتأمّل بِرواز سَماحة الطلّة.. وضَىّ التواضع.. وخَجل الفِطرة.. وجَمال الرُوح.. ينادى عَليْنا فى صَوته..؟
إنّه من خَسرتُه الأرض.. واستردّته جِنان السماء.. لينعم فى الخلود بجوار الرحمن.. مُنتظراً رَفيقة قِصر عُمره.. الحُبّ الوحيد الذى عِشناه وهو.. العَائش بَيْننا ولاتستحقه أرضنا.. فأمرّ الربّ بِحرماننا من أندر إبداع بَشر..!
إنّه أخونا الصحفى الموهوب والأعظم إبداع بشر(عادل القاضى).. صحفى جريدة (الوفد) نابغة كتيبة القلم الشهيد (مصطفى شردى).. الذى شهدت الجريدة على يَديْه مولدها الفز.. يَرحمه الله.. يارب..؟ وهو يلحّ فى لمّتنا.. من حِين لآخر.. ويَحرص عَلى مَدّ جسور التواصل بَيْننا دَائما أبداً..
رحمه الله..
ووصل إليْه التماسنا لِدى الربّ.. ليَعفو ويَغفر لنا.. مَدى مَا ارتكبناه فى حق أنفسنا قبيْل حَق بَشرنا..؟
،،،،،،
وبكل نِعومة حَنان..
تفتقد ضلوع تئن تَحت جِلودنا.. يَتسلّل الشَجن الجميل بَيْن تمرجح ضفائر الجُمل.. ويَتسرّب إلى دِمانا صفو حسّ.. !
كم تركنا الأيّام تمرّ بأجواءنا لصاً وخِلسة.. لم يَعرفها (ملحد) ديستوفيسكى.. وهو يبثّ سمومه فى أوردة وشرايين شقيقه..!
وتصغر أمامها ألاعيب غجريْته الفاَتنة..؟
وتلقى بنا بَلاهَوادة مِن عِشّ حُبّ.. بين عِيدان قشّه يُغرّد عصفور ماتبقى من عمره.. وبين شَفتيْه بقايْا ناى مَكسور..!
أيّام تروح.. وشُعور جميل فى طريقه لكى يَروح.. أم أنّه أخى الحبيب رَاح..؟
ولم..
لم يَمنح لنا الزمن فيه مَسافات بَراح..!
تهوى بنا بدون بساط الكاتب الكبير ( حسين فوزى).. فى رائعته (سندباد مصرى).. ضَائعاً بَحقّ بيْن رُؤى (حسين مؤنس) فى ( مصر ورسالتها).. شَارداً الفِكْر بيْن ظِلال وسَموات الكون وغيْمات زَمن يعبر أيّام وتاريخ (سيريل فوكس).. فى بديع مؤلفه (شخصية بريطانيا).. والتى لاتتماس وعَظمة حدود معبد (جمال حمدان) فى (شخصية مصر).. و.. و..
هل تختفى الأحلام.. أم نَحن الذين مِنها هربنا وفررنا.. واختفيْنا..؟
ربّما لأنها أثقل مِن أن تَحملها أكتاف قدراتنا.. فغدت عِبئاً عليْنا..؟
أم خَجلاً من عَجز عَنْ تحقيقها.. و..
وبرّرنا لأنفسنا مَابرّرنا.. وَعِشنا والسلام.. نأكل ونشرب ونتزوّج وننجب.. و.. وبِعنا..؟
يوماً مَا.. مات شاعر مصرى.. قتلته كلمة..؟
عندما قال له من تكتنز عِظامه بسماكة جلد خرتيت أجوف.. اغتصبت مشاعره ووجدانه من إنسانيته يوم ولد.. يَطلقون عليه العِميْان (إنسان)..!
وللأسف أيْضا.. لا أعرف من اعتبره عَلى خريطة الحِسّ المصرى (شَاعِر)..!
قال له فى صدمة.. بعد مُعاهدة السلام ( لقد بِعت..؟ )
وفقدنا الشاعر الكبير (صَلاح عبد الصبور)..!
،،،،،،
ونحن..؟
مَن نحن.. بعد كُلّ هذا الزمان..؟
نحن لم نمت..!
ولكن حقّاً بِعنا.. بَعنا..؟
بِعنا أحْلام أمس بِدراهم مَعدودة.. وعَقارات.. وشاليهات.. وسَيّارات.. واكتناز أموال.. و..
وما أغلى ما بِعنا.. وما أبْخس ما اشتريْنا..!
تُرى..
أم هى الأحلام التى أسفت لنا وعَليْنا.. !
وتوارت خجلاً منّا..؟
ونحن.. نحن ما استحيْنا..؟
تُرى..
ألأحلامنا عَهداً وفّيْنا..؟
أم لوِعُودنا أبيْنا..؟
أم ورَاء طِموحات ذَواتنا.. ولسعات شَهواتنا هَرولنا..
ولنطفئها سَعيْنا.. وجريْنا..؟
وأغوتنا زَوْجاتنا.. وزينة أولادنا..
وضعفاً فى هَوانا جَرّونا جَراّ.. وهَويْنا..!
و شره أنفسنا يَلفّ أعناقنا.. وطمع حيْواتنا يَغمى بَصيرتنا قبيْل أعيْننا..
وفى سَاقيْة أعْمَى دُرنا.. ودُرنا..!
،،،،،،
مَن نَحن..؟
حَقّاً مَنْ أنا..؟
مَن ْأنت..؟
ومَا ذَاك الذى غَدا ظلّاً منّا..؟
وأبَى أن يَهرب مِنْ حَوَاليْنا..؟
كمَا تَمنّع السَواد عَنْ التحاف شَيْب شَعريْنا..؟
ويَرحل بيْاض قلب ورَماد..
رَماد غيْم يَفترش رَوحيْنا..؟
وكما يَرفض أوْحَد حُبّنا فِى الله
فى دِمَانا يَسرى مُنْتَهى عِشق
ولايبقى دَوماً..!
شَىءٌ مَا..
شىءٌ مَا يَبقى بَيْننا..؟
أهى أطلال بَضّ آمَال لاتزل.. لاتزال تئنّ فى مَهد أمس..؟
وبَيْن بَيْن ضِلوعنا تَلتمس التِرْحَال..؟
أم نثرات صَفا فى غَيْب نَفس.. تحاول أن تَمسك بفتات سِموّ ونقاء ثوبها..
بَقايْا تمزّقات لَيْال وسَنوات عُمرنا..!
،،،،،،
وفى ظلام ليْل نَتوه..
بلا سّواد قلب.. ولابَلل نَدى يَغتصب سَحرا.. ولا ظلال قمر..
كُلّ واحد منّا فى مِضمَاره يَصهل جَواداً.. لايَعرف الكسل أبداً.. أبدا..ويمرح على سكّر الطموح.. وإبداع رُؤايات الأحلام التى يراها حقيقة.. ويحياها تطلّ وشفق فجر لقاءاتنا.. يزيّن كل اجتماعاتنا..!
وتتهادى قطيّرات الندى.. تغسل قناديل الرؤى بنينى أعْيُننا.. التى ترفض الاستسلام والسكون نوماً أو حتى غفلة.. فى حُضن حَنين الأغنيّات.. تنطلق تَرنيمة عِشق مَفقود.. ولحن افتقاد شوق لروح بلا وُجود..!
لا مَثيل فى وُجود حُبّها..؟
ولا مِثل لها فى فقد روحها..؟
ولا شبيه فى عَذابات بُعادها..؟
حَيْوات تنبعث.. تقطع بنا مَسافات.. وتحملنا الأزقّة.. وترمينا الطرقات.. ويَظلّ بَيْن قلوبنا..
شيءٌ ما يِبقى..؟
تسافر أرواحنا عِبر الزمن بترحالات الجَسد.. و
ويبقى شيء مَا فى عيْون الأحبّة مُنتهى صِدق..!
أطلا ل أغصان بلا أوراق.. ولا ضلّ..!
،،،،،،
قطيْرات دمع..
قطيْرات دمع تحاول أن تتسلّل بَيْن جِفنيْنا.. ويَأباها شيْب اعتلى مَنكبيْنا.. !
ربما تبلّل رموشنا.. غصب عَنّنا..
كم نَحن فى حَاجة لكى نقول لكل أصدقاء الأمس جميعاً..
نحن نحبكم.. حقا نحبكم فى الله..؟
أدامكم.. وأدام الله جميع الإخوة والأحباب مَا تبّقى فى أعمارنا.. بَقاء وِدّ.. ووصل سَكينة نَفس.. وتواصل رَحم.. وفَيْض وِدّ.. تُغرق كُلّ ضفاف الأرض.. وتعلو كل أسوارها.. تعبرها وتغرقها حبّاً فى الله عزّ وجلّ..؟
وغشى أرواحنا الصَفح الجميل عن كُلّ قول أو فِعل.. يمَسّ تواضع حِسّ أمام عظيم مشاعركم.. أومن يحاول يمزق ستر روح أمام جلّ أرواحكم....؟
وليسامحنى الله.. ويعفو عنى من تماسه غصب عنى من شرود نفسى.. وعجزى عن قدرتى فى ترويض ذاتى من شرّ لمسٍ أو قولٍ.. أصاب مجرد ضِلّ حضوره مِنْ ضرّ.. أو حَفيف هَمس نيّة شعور ممكن يصله فيغضبه..؟
وليَعْذرنى.. من عَجزت عن أن أوّفر له حتى الاهتمام الذى يَفرضه ربّى وربّه فى حُضور شَخصه أو مَنْ يَهمّه أو أىّ فَرد مِنْ أهل بَيْتَه..؟
أدَامكم الله لوَهننا دَوام مَدد..
وفى الله عَظيم سَتر..؟
يَارب..
*****


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.