تتعرض محافظة السويس لأزمة حادة فى توفير السولار والبنزين، الأمر الذى يؤكد تفاقم الأزمة بصورة كارثية، خاصة أن السويس من أولى المحافظات المصرية فى إنتاج مشتقات البترول، علما بأن العاملين بالقطاع أكدوا ل"المصريون" أن الشركات بدأت فى إنتاج كميات زيادة لاستيعاب السوق المحلى، ومع ذلك كل يوم تصل الأزمة إلى طريق مسدود. يقول الدكتور جمال سنجر، مدير عام بشركة النصر للبترول أكبر شركات التكرير بالسويس، إن الأزمة الحقيقية لا تكمن فى قلة المعروض، فشركة النصر بها كميات كبيرة من السولار تصل إلى 10 آلاف طن، وإن الشركة استقبلت سفينة بترول على متنها 30 ألف طن سولار لافتا إلى أن المشكلة ترجع إلى إغلاق أكبر 3 محطات بالسويس على رأسهم محطة الجمعية التعاونية للبترول. ومن جانبه، أكد أسامة على الدين رئيس اللجنة النقابية، أن سبب المشكلة الرئيسى يرجع إلى غول التهريب الذى زاد بشكل مرعب عقب ثورة يناير فى ظل الغياب الأمنى، وخاصة أنه يوميا يتم ضبط عدد من سيارات النقل متلبسة بتهريب السولار. وأضاف أن السبب الآخر فى هذه الأزمة تأخر شركات التكرير فى ضخ المنتج إلى الساعة التاسعة صباحا، مما يجعل شركات التوزيع تستغرق وقتًا طويلاً فى تحليل المنتج وتحميل السيارات يصل فى كثير من الأحيان إلى أربع ساعات والحل الوحيد أن يتم ضخ المنتجات ليلا حتى يتسنى لشركات التوزيع الانتهاء من جميع الإجراءات. وشاطره الرأى محمد زكريا، مدير إدارة بشركة السويس فى أن التهريب هو العنصر الأساسى، فيما وصلنا إليه من أزمة. وكشف زكريا أن منطقة العزبة فى دمياط وبعض منافذ كفر الشيخ ورأس سدر بسيناء هى الأخطر فى تهريب منتجات البترول، مطالبا التفتيش البحرى والتموين المسئولين عن مراقبة تلك المراكب بتشديد الرقابة والاستعانة بقوات حرس الحدود لوقف هذه المهازل. ومن جانبه، أكد صلاح أحمد صاحب محطة تموين التحرير، أنهم طالبوا شركات التوزيع بزيادة الكميات، ولكنهم رفضوا طلبهم لقلة البترول الخام وتوقف تصدير الخام الليبى، وفى نفس الوقت توقفت عدد من الدول العربية فى وقف التوريد لمصر وعلى رأسهم السعودية وقطر. من ناحية أخرى، تمكنت إدارة مكافحة التهريب بجمارك بورسعيد من إحباط محاولة تهريب شحنة عددها 16 حاوية بها 400 طن بنزين من ميناء شرق بورسعيد قبل شحنها على متن أحد السفن المتجهة إلى سوريا. وتبين تلاعب شركتين تعملان فى مجال صناعة الكيماويات. وقد تم التحفظ على الحاويات وقرر رئيس المنطقة الشرقية لقطاع جمارك بورسعيد من إرسال عينة من الشحنة لتحليلها بمعمل الكيمياء بمحافظة السويس.