من قرب احتفالات رأس العام الميلادي، حذرت الخارجية الأمريكية، رعاياها من السفر إلى مصر والتواجد في الأماكن السياحية والمزدحمة، ما ينذر باحتمالية وقوع أعمال إرهابية خلال الأيام المقبلة. تحذير الخارجية الأمريكية أرجعته إلى تهديدات محتملة من جماعات إرهابية، وحثت المسافرين على التفكير في مخاطر السفر إلى مصر، كما حذرت الموظفين الدبلوماسيين من زيارة الصحراء الغربية وشبه جزيرة سيناء، باستثناء شرم الشيخ. وأشارت إلى أن الحكومة المصرية لديها وجود أمني مكثف في المواقع السياحية الرئيسية، ولكن قد تحدث هجمات على السياح في أي مكان في البلاد. ويرى خبراء، أن عدم تعامل الأجهزة الأمنية في مصر مع هذه التهديدات قد يؤدي إلى مخاطر كبيرة تصيب المصريين والموسم السياحي في رأس السنة، خاصة أن مصر شهدت خلال الفترة الأخيرة عمليات إرهابية متفرقة استهدفت مدنيين ورجال أمن، خاصة في عام 2011 باستهداف كنيسة القديسين بالإسكندرية، قبيل اندلاع ثورة يناير. وقال العميد محمود قطري، الخبير الأمني, إن "تحذيرات الخارجية الأمريكية بخصوص حدوث تفجيرات مرتقبة خلال الاحتفال بأعياد رأس السنة الميلادية، يجب أن تؤخذ على محمل الجد من قبل الحكومة المصرية، لأنها تصرح وفق معلومات تحصل عليها من الجهاز الاستخباراتي لديها بناءً على عمل على الأرض". وأوضح ل"المصريون"، أنه "على الرغم من وجود شهر عسل بين الولاياتالمتحدة والسلطات المصرية إلا أن التعاون بين الجهازين الأمنيين غير موجود، وهو أمر بالغ الخطورة قد يهدد الأمن الداخلي لمصر، ويفتح الباب أمام حدوث العديد من العمليات الإرهابية". ولفت إلى أن "الجماعات الإرهابية قد تبتعد عند التخطيط للقيام بعمليات إرهابية عن الفترات التي تشهد تشديدًا أمنيًا وتواجدًا مكثفًا لأفراد الشرطة كالأعياد والمناسبات الخاصة الكبيرة، إلا أن تكرار سيناريو كنيسة القديسين قد يتكرر مرة أخرى إذا ما تجاهلت السلطات الأمنية في مصر التحذيرات الخارجية، واستمرت حالة الفتور وعدم التعاون مع أجهزة المخابرات الخارجية". وقال الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي، إن "مصر ستواجه مخاطر كبيرة خلال الاحتفالات بعيد رأس السنة الميلادية، خاصة بعد تحذير الخارجية الأمريكية لمواطنيها من عدم التواجد في أماكن الاحتفالات أو التجمعات، وهو ما يشير إلى أن مناطق الاحتفال في مصر غير آمنة، وبالتالي ستشهد عزوفًا لا سيما من الجاليات الأجنبية". وأوضح ل"المصريون"، أن الأمر الثاني يتعلق بكون حدوث تفجير إرهابي خلال الاحتفالات هو أمر وارد، لأن الجماعات الإرهابية تختار أماكن الاحتفالات والتجمعات في العاصمة لتوصيل رسالة سياسية، عبر تسليط الضوء على الحادث الذي قد يستهدف عشرات الأبرياء، وهذا ما يحدث في جميع دول العالم. وأشار إلى أن تكرار الحوادث في المناسبات بات ملحوظًا، إلا أن هناك رؤية قد تشير إلى عدم تكرارها في احتفالات العام الحالي، بسبب حدوث عملية تفجير الكنيسة البطرسية قبل الاحتفالات بأيام، وهو ما جعل قوات الأمن تتخذ تدابير أمنية مرتفعة في جميع الكنائس وأماكن التجمعات العامة.