لا يكفى فى التعريف بالأستاذ الكبير محمد يوسف عدس بإنه المستشار بهيئة اليونسكو سابقاً أو مترجم كتاب ( الإسلام بين شرق وغرب ) للمجاهد / على عزت بيموفيتش أو مترجم كتاب ( الدولة اليهودية ) لهرتسل ولكن الرجل يستحق الكثير جداً من الأهتمام فى التعريف به أولاً ثم دراسة فنه وأدبه دراسة واعية لإنه من القلة القليلة جداً فى عالمنا الإسلامى الذى يعرف الداء ويصف الدواء ولكن لمن كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد ، ومما يؤسف له أن المؤسسات الثقافية فى عالمنا الإسلامى لا تتحدث إلا عن إشياء الرجال والتماثيل ، ولا تعٌرف الناس بمن يستحق أن يعرف به زمن لا وصف له إنه لا يوصف مصيبة كبرى أن تكون وزارات الثقافة فى معظم البلاد الإسلامية لا تزال مشغولة بكل ساقط وتفتح الأبواب المغلقة للفكر المنحل من نوعيه أدونيس وحجازى وفضل وكمال أبو ديب وجمهره غفيرة من هلافيت الوطن الذين تخرجوا فى مدرسة ( ظهر الشيراتون ) اكذوبة التحليل السياسى المعاصر الذى يملأ الدنيا من كل أنواع الضجيج الذى لا طائل تحته إلا التزيف والتزوير وكم من أستاذ كبير أنسى ذكره لمجرد إنه يتعامل مع خصوصية الأمة ، ويعتبرها الركيزة الأساسية أو المدخل الأساسى بل الطبيعى لتناول القضايا التى تهم الوطن ونذكرالأساتذة الكبار أمثال العلامة محمود شاكر والدكتور النابه حامد عبدالله ربيع واللواء أ/ح د. فوزى محمد طايل والنابه الدكتور سيف عبدالفتاح أن وزارات الثقافة فى بلادنا الإسلامية تقف موقف الضد من الثقافة الجادة التى تؤهل الأمة للقيام من الرقدة الطويلة والتى لا تزال . أن الأستاذ الكبير محمد يوسف عدس قلم لا يحتاج لمثلى أن يعرف به ولكن ما دفعنى إلى الكلام عن هذا القلم الموسوعى صدقة وموضوعيته فى كل كلمة يكتبها أنه قلم جبار وهى كلمة قالها سعد زغلول فى وصف عباس العقاد رحمهما الله . نعم أن محمد يوسف عدس قلم نادر مغموس فى بحور الخبرة ، وما أحوج كل قارئ أن يتابع ما يكتبه الرجل إذا كان يحرص على معرفة متجددة . وصفه صديقه الأستاذ الدكتور عادل حسن غنيم بأنه (مفكر وكاتب وموسوعى ) ، وقد قابلت الأستاذ الكبير محمد يوسف عدس مرة واحدة فى حياتى فى اواخر العام الماضى فى ندوة بمركز الاعلام العربى بالقاهرة حيث كان يحاضرنا هو والسادة الكبار الدكتور سيد دسوقى حسن ، والدكتور كمال الهلباوى وكانت المحاضرة عن علاقتنا بالغرب ذهبت إليه وقد وقف ليسلم على الناس قبلته وقلت له ياسيدى : انت تضعنا دائماً على الخط أبتسم الرجل وشكرنى وبعدها بقليل شملنى حزن اقرب إلى صمت القبور . جهد كبير وحظ قليل . محمد يوسف عدس لا يعرفه أحد ! مصيبة من أعظم المصائب التى ترتكبها وزارة الثقافة المصرية فى حق كل مواطن مصرى إنها تشغل بالنا وحياتنا بكل ساقط ، وتحاول اهالة التراب على كل قلم مخلص وجاد وعبقرى كما اهالت التراب من قبل على العبقرى القلته جمال حمدان والعبقرى القلته عبد الوهاب المسيرى ولكنها نجحت بلا شك فى تمكين الهلافيت من امثال شعراء الهالوك من طبقة عبد المنعم رمضان وأمثاله – مكنتهم من ان ينزلوا بالامة الطعنات تلو الطعنات بنشر مؤلفاتهم البذيئة واشعارهم العارية القبيحة ! ولا يزال مراد وهبه يعمل عمله فى افساد عقول الناس بمساعدة الجريدة التى يقال انها تمثل ضمير الأمة ! إننى أدعو الأستاذ محمد عبد المنعم الصاوى بصفته البرلمانية أن يستجوب وزير الثقافة المصرى عن ماذا يحدث فى وزارته الذى هى بالتأكيد ليست عزبته ما هذه الكتب الرديئة فى معظمها والتى تصدرها مكتبة الأسرة على نفقة الأمة الصابرة المحتسبة التى لا تجد رغيف الخبر النظيف إلا بصعوبة بالغة وادعوه كذلك إلى ان تصدر مكينة الأسرة مؤلفات الأستاذ الكبير محمد يوسف عدس فى طبعة شعبية تكون فى متناول كل قارئ فهى خير له من قراءة ( وصف مصر ) الذى طبعوه وقذفوا به الى سور الازبكية او رواية ( الاخوة كرامازوف ) الملقاه على نفس السور ! لماذا لا تطبع وزارة الثقافة كل ما كتب محمد يوسف عدس وكل ما كتبه جمال حمدان وكل ما كتبه عبد الوهاب المسيرى ؟! هل خوفاً من دولة يهود التى تراقب انتاجنا الثقافى وتحرص على استمرار هبوطه وسقوطه ام ماذا ؟ ! اعود الأستاذ محمد يوسف عدس واعرض لمقاله المنشور اليوم بجريدة ( المصريون 14/3/2012 ) هل فعلاً مصر رهينة امريكية ؟ نعم قالها بوضوح رغم انه لا يجب البوح ان متابعه ما يكتبه الاستاذ الكبير محمد يوسف عدس فى مجلة المختار الإسلامى او الرسالة او جريدة ( المصريون ) متعة عقلية كبرى ولا نجد لهذا العبقرى مثلاً إلا اذا قارنته بعباقرة اخر من طبقة جمال حمدان او عبد الوهاب المسيرى او حامد عبد الله ربيع أو من تخرجوا فى مدارسهم لا احد يعرف حامد عبد الله ربيع او فوزى طايل ولكن ما قدمه كل منهما لوطنه هو عند الله الخالق البارئ المصور الذى يعلم السر واخفى مطلوب من مجلس الأمة محاسبة وزارة الثقافة على التجهيل بالاعلام من الرجال العظام ومحاسبتها كذلك على التعريف بالمهازيل والهلافيت كما إنه مطلوب من برلمان الأمة أن يقول لكل الدويلات التى تظن أن الدرهم يكفى لصناعة الأمم كفوا شركم عنا وكفاكم ما انتم فيه من بلاء انتم تعلمونه وتعرفونه ولا قيمة للأصوات العالية فى معظم الأحيان لا قيمة لجراءه الجهال على العلماء !ان مجرد رد عالم على جراءه جاهل أمر مذموم ومجرد ان تظن دويلة او عدة دويلات ان لها قيمة تذكر حين تذكر الأمم وهم من الأوهام. والى استاذنا الكبير محمد يوسف عدس نقدم كل تحيه واحترام وفى انتظار مقالة القادم عن الفشل الامريكى العربى فى مقاومة النهوض القريب المنتظر للأمة الإسلامية . نعم الفشل الأمريكى ونضيف إليه فشل بعض الأنظمة العربية العاملة كيد قوية لتنفيذ المخطط الأمريكى العربى لمقاومة النهضة المنتظره للأمة وحراسة تخلفها حراسة شديدة لاستمرار مسلسل نهب الثروات بمعرفة الشركات العابرة للقارات المتمثلة فى الاستعمار الجماعى متعدد الجنسيات والأنظمة العربية سادرة فى غيها افسدها الترف المجنون وأقعدها الترٌهل . يوم يرونه بعيداً ونراه قريباً.