محمد الزواري مهندس تونسي 49 عاماً, كان الأول علي دفعته في كلية الهندسة, عمل في مجال الطيران وهندسة الطائرات, شغلته هموم أمته وما تعانيه من صلف وغرور إسرائيلي, انضم لحركة المقاومة الفلسطينية (حماس) وبالتحديد الجناح العسكري (كتائب عز الدين القسام), ساهم في تصنيع طائرة فلسطينية بدون طيار تسمي أبابيل, تم استخدامها في حرب غزه 2014 في مفاجأة مذهلة لإسرائيل, والتي خشيت من تحميل هذه الطائرة بالمتفجرات وتفجيرها فوق المدن الإسرائيلية, عاد إلي مدينته صفاقس في تونس, بعد تنقله بين سوريا ولبنان وفلسطين, أنشأ مدرسة لتدريب شباب تونس علي تصنيع الطائرات بدون طيار (وقد يكون هذا بداية الخيط؟!) الذي تم رصده من خلال الموساد الإسرائيلي, جاء إليه بلجيكي من أصل مغربي وأدعي أنه صاحب مؤسسة صحفية أنشأها في تونس قبل 3 أشهر, وأحضر معه صحافية تونسية تقيم بالمجر لإجراء حديث مع الزواري, وفي يوم الخميس الماضي وقفت شاحنة كبيرة أمام بيت الزواري, وخرج الرجل ليركب سيارته, تحركت الشاحنة لتخفي سيارتين تحركتا بسرعة تجاهه تحمل 4 رجال يحملون مسدسات كاتمة للصوت, أفرغوا فيه 20 رصاصه, تأكدوا من قتله, غادروا المكان وتركوا السيارتين المؤجرتين بأوراق مزورة وفيهما كل الأسلحة, حضرت الأجهزة الأمنية أدركت أن العملية قام بها جهاز محترف أجنبي, اخترق منظومة الأمن التونسية, استقال رئيس جهاز الأمن الوطني التونسي لتقصيره, حامت الشبهات حول الموساد فليست المرة الأولي التي تنتهك فيها حرمة الأراضي التونسية, فقد فعلتها من قبل في قتل خليل الوزير (أبو جهاد) الرجل الثاني في فتح بعد ياسر عرفات (أبو عمار) رئيس منظمة التحرير الفلسطينية, وكان اغتياله علي خلفية تنظيمه وهندسته للانتفاضة الفلسطينية الأولي, كذلك اغتيال صلاح خلف (أبو أياد), وهايل عبد الحميد وهم من القادة الفلسطينيين في تونس أيضاً وبوحدات كوماندوز إسرائيلية!, علاوة علي ما قام به نفس الجهاز الإسرائيلي من اغتيال غسان كنفاني بتفجير سيارته في بيروت 197, ثم اغتيال الدكتور محمود الهمشري ممثل المنظمة في فرنسا بتفجير هاتفة المحمول في نفس السنة ,واغتيال كمال عدوان ومحمد يوسف النجار وكمال ناصر في عملية ربيع الشباب 1973 في بيروت, واغتيال علي حسن سلامه القائد في أيلول الأسود في بيروت بتفجير سيارته1979 , واغتيال خالد نزال القائد العسكري للجبهة الديمقراطية في أثينا باليونان 1983, اغتيال عباس الموسوي أمين عام حزب الله اللبناني بتفجير موكبه في بيروت , وعاطف بسيسو في فرنسا199, اغتيال عماد عقل القائد العسكري في كتائب القسام 1993, وفتحي الشقاقي قائد تنظيم الجهاد في مالطه ,1995ومحاولة إغتيال خالد مشعل بالأردن بحقنه بمادة سامة أدخلته في غيبوبة, وتدخل الملك حسين شخصياً وزار إسرائيل وأحضر المصل المضاد لهذا السم ووافقت إسرائيل بعد أن هدد بقطع العلاقات معها 1995, واغتيال يحيي عياش المُلقب بالمهندس بتفجير هاتفه الخلوي في غزه 1996 ناهيك عن اغتيال قادة حماس صلاح شحادة وعبد العزيز الرنتيسي ومحمود أبو شنب ومؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين ومحمود المبحوح الذي تم اغتياله بفندقه بدبي , وغيرهم ممن تطول بهم القائمة, إذن يكاد الأمر يكون مؤكداً بقيام الموساد باغتيال الزواري خاصة أن استهداف العقليات العربية النابهة والعبقرية وتصفيتها هدفُ لإسرائيل ما تفتأ تمارسه بكل الطرق والسبل وعلي مر العصور, لنزع أي مصدر قوة للعرب يستطيعون من خلاله مواجهتها أو مجابهتها في المجال العلمي، فقامت عام 1951 باغتيال عالمة الذرة المصرية سميرة موسي التي استجابت لدعوة أمريكية لزيارة معاملها النووية, وطلبوا منها البقاء بأمريكا, لكنها رفضت وقالت (ينتظرني وطن ُ غال يسمي مصر, ولو عندي معمل مثل هذا كنت أستطيع أعمل أشياء كثيرة) والأشياء الكثيرة هي تفتيت الذرات لتكوين قنبلة نووية صغيره!, طلبوا منها الخروج في رحلة مع سائقها في مكانٍ مرتفع, اعترضت سيارتها شاحنةُ ضخمه ألقت بسيارتها في الوادي, فلقيت حتفها واختفي السائق إلي الأبد!, ثم واصلت الموساد مسلسل التصفية للعقول العربية فقامت باغتيال الدكتور يحيي المشد في لندن, وهو العالم المصري الفذ الذي ساهم مساهمة فاعلة في تطوير البرنامج النووي العراقي, فقتلته بنفس طريقة قتل محمود المبحوح في غرفته بالفندق!, كذلك قتل العالم المصري سعيد السيد بدير ابن المخرج المسرحي السيد بدير وهو ضابط متقاعد نابغة في مجال الميكروويف والثالث علي العالم من 13 عالما في مجال الاتصال بالأقمار الصناعية, وعمل في ألمانيا وأرادت أمريكا استقطابه لكنه رفض وتعرض للمراقبة الدقيقة في ألمانيا وأحس أن حياته في خطر فطلب حماية السلطات المصرية وعاد لمصر وعينه مبارك مستشاراُ له, وساهم في إيقاف نشاط قمر صناعي معارض لمصر, ولكن تم اغتياله بإلقائه من شقة شقيقه بالدور الرابع بشارع طيبه بالإسكندرية وتم فتح الغاز وقطع شريان يده ليظهر الأمر كأنه انتحار !, الشاهد والملاحظ والرسالة التي يجب أن يعيها الجميع أن الموساد لا تغفل ولا تنام عن المراقبة والتخطيط والتدبير والقتل في نفس الوقت لكل من تسول له نفسه محاولة تطوير وتحديث القدرات العربية في أي مجال وفي أي اتجاه, وألا ننخدع بحالة السكون والهدوء الظاهرة من وإلي إسرائيل, فهي عدو لا ينام ولا يغفل لكن ظروف المنطقة كلها تصب في صالحها ولمصلحتها, فهل تنتبه أجهزتنا الأمنية لهذا الخطر الداهم!؟