قالت مصادر بجامعة الإخوان المسلمين، اليوم الأحد، إن سجن ليمان طرة، نقل المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين، مهدي عاكف، من محبسه، إلى مستشفى القصر العيني. وأوضحت المصادر، قريبة الصلة من أسرة عاكف، للمصريون، متحفظة على ذكر اسمها، أن "عاكف تعرض لوعكة صحية، مؤخرًا"، غير أنها لم توضح متى تحديدًا، تم نقل المرشد السابق إلى المستشفى. ومحمد مهدي عثمان عاكف "88 عامًا"، رجل من عمر التنظيم "وولد هو في عام 1928"، يعد "دائرة معارف" الإخوان، نظرًا لكونه شاهدًا على كل عصور الجماعة، ترددت أنباء في مايو الماضي تشير إلى إصابته بمرض السرطان، بمستشفى سجن ليمان طرة، سريعًا ما نفتها أسرته. وفي منتصف صيف 2014، خرج عاكف، في إحدى جلسات محاكمته ملتحفًا عمامته في مشهد شبهه فيه محبوه بالزعيم الليبي الراحل "عمر المختار"، ما لبس أن مر ما يقرب من عامين ونصف، حتى ترجَّل "المختار عاكف" وضربه المرض. "عاكف" الذي يعد صاحب لقب "أول مرشد عام سابق للجماعة"، حيث إنه رفض الاستمرار في موقعه، بعد انتهاء ولايته ليتم انتخاب بديع بدلا منه، مسجلًا بذلك سابقة في تاريخ الجماعة، هو المرشد العام السابع لها. وتولى منصبه بعد وفاة سلفه مأمون الهضيبي في يناير 2004، وخلفه في المنصب المرشد الحالي محمد بديع "المسجون على ذمة عدة قضايا". ويقضي "عاكف" حكمًا ليس نهائيًا بالسجن المؤبد (25 عامًا)، في القضية المعروفة إعلاميًا ب"أحداث مكتب الإرشاد" على خلفية تهم ينفيها هو وهيئة دفاعه، من بينها "القتل والتحريض على القتل". وعاكف الذي برأه القضاء في مايو من العام الماضي، من تهم وجهت إليه ب"إهانة القضاء"، تعرض للسجن منذ العصر الملكي، ثم في عصور الجمهورية في عهد كل رؤساء مصر عدا مرسي. وقبض على عاكف في أول أغسطس 1954، واتهم بتهريب "عبد المنعم عبد الرءوف" أحد قيادات حركة الضباط الأحرار بالجيش التي قامت بثورة يوليو 1952 وهو الضابط الذي حاصر قصر رأس التين المتحصن فيه الملك فاروق وأشرف على طرده، وحُكم على عاكف حينها بالإعدام، ثم خفف الحكم إلى الأشغال الشاقة المؤبدة فقضى 20 عامًا كاملة بالسجن وأفرج عنه في عهد السادات عام 1974. وفي شتاء 1995 بلغ التوتر في العلاقة بين الإخوان المسلمين والحكومة المصرية مداه فشنت الحكومة حملة اعتقالات طالت الكثير من جيل الوسط بالجماعة وقدمتهم للمحاكمة العسكرية في مسلسل استمر أكثر من خمس سنوات، ومثل عاكف أمام المحكمة العسكرية سنة 1996، وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات، ليخرج عام 1999. وخلال الأسابيع الماضية، تردد اسم "عاكف" كثيرًا، في أحاديث قوائم العفو الرئاسي التي أعلن عنها الرئيس عبدالفتاح السيسي، مؤخرًا، غير أنه في أكثر من مرة أكد القائمون على تلك القوائم عدم وجود قيادات إخوانية من ضمن المرتقب الإفراج عنهم. ويتخوف مراقبون وحقوقيون، من تداعيات مرض عاكف نظرًا لكبر سنة، مشيرين إلى عشرات الحالات المحبوسة لاقوا حتفهم متأثرين بمرضهم، وكان رأسهم قيادات إخوانية وإسلامية بارزة، من بينها فريد إسماعيل وطارق الغندور، القياديين الإخوانيين، وعصام دربالة القيادي بالجماعة الإسلامية.