فجر المطلب بإلغاء حصص الدين بالمدارس، جدلاً واسعًا تحت قبة البرلمان، إذ هاجم برلمانيون المقترح المقدم من أحد النواب، مؤكدين أن تفعيل حصص الدين سبيلاً هامًا لمواجهة التطرف وللقضاء على الإرهاب. وكان النائب عصام فاروق، طالب بإلغاء حصص الدين من المدارس، مضيفًا: "حصة الدين تبقي في المسجد والكنيسة". وقال أحمد البعلي، عضو مجلس النواب، إن "إلغاء حصة الدين بالمدارس لن تؤدي للقضاء على الإرهاب وليست السبيل الأمثل لمواجهة تلك الأفكار المتطرفة". وأضاف البعلي ل"المصريون": "تجديد الخطاب الديني وتنشئة الأطفال على المفاهيم الصحيحة للدين الإسلامي الوسطي من خلال حصص الدين بالمدارس، هي إحدى السبل الهامة لمواجهة الجماعات المتطرفة، وللقضاء على تلك الأفكار الهدامة". وأشار إلى أن تلك المطالب لا قيمة لها؛ لأنها لن تجدي نفعا، بل تناقض الأساليب الصحيحة التي يترتب عليها إعداد جيل قادر على مواجهة التطرف، معتبرًا أن "الأفضل هو السعي نحو تقنين وتطوير المناهج التعليمية الحالية، وإزالة الأجزاء التي تحث على التطرف أو الإرهاب". وفي نفس السياق، طالب السيد حجازي، عضو مجلس النواب، أصحاب هذه الدعوات بالتعقل والتفكير في مثل هذه الأفكار قبل إصدارها، معتبرًا أن إلغاء حصص الدين بالمدارس ليس حلاً للتخلص من الأفكار الهدامة، أو للقضاء على الإرهاب. وأوضح حجازي ل المصريون"، أن "المواد الدينية التي يتم تدريسها بالمراحل التعليمية تحث على حب الآخر، وليس بها ما يدعو للتطرف، وإلغاؤها لن يترتب عليه نزع الحقد والكراهية بين المواطنين". وأشار إلى أن المداس لا يوجد بها مدرس متخصص في تدريس المواد الدينية، وهذا الأولى أن ننادي به بدلاً من إلغائها، متابعًا: "مواجهة التطرف والإرهاب يكون بتدريس المواد الدينية بالمدارس، لتعليم الأطفال دينهم الصحيح، ولضمان تنشئتهم على الدين الوسطي". ولفت إلى ضرورة مواجهة هؤلاء الذين يصدرون فتاوى تحض على التطرف والإرهاب، إضافة إلى صد لكتب المتقدمين والمتأخرين والتي تدعو للعنف والتخلص منها، حتى لا يتم استخدامها أداة في إعداد أجيال متطرفة. واستطرد عضو مجلس النواب: "يجب تفعيل مادة التربية القومية، والتي تحث التلاميذ على حب الوطن، وعلى مواجهة كل من يحاول النيل منه بأي طريقه من الطرق". وقالت هانم أبو الوفا، عضو مجلس النواب، إن إلغاء حصة الدين ليس حلاً لوقف الفتنة الطائفية في مصر، متسائلة: "ما دخل الدينُ بالإرهاب؟". وأكدت أبوالوفا، أن مواجهه الفكر الإرهابي من خلال الإعلام ونشر التوعية الفكرية لشباب مصر لإبعادُهم عن تبنى أي أفكار متطرفة، ومن ثُم دُور المدارس في توعية الطلاب وتنوير عقولهم، ودور الكنائس والمساجد في نشر رسائل الإسلام. وتابعت: "الإرهاب ليس له علاقة بالأديان، فلا تُلصقوا فيه اتهامات مُبغضه تُعيبه، فيمكن أن ننقى مناهج تتسم بالتعصب ولكن لا نلغيها".