النجاح وتحقيق الأهداف وصناعة الأمجاد أضحى اسثناء في أوطاننا العربية والإسلامية..لماذا يا ترى.. ؟ هل هي روح التبعية والهزيمة التي اخترقت الوجدان واَلْتسقت بالمخيلة ..فأضحى كل ناجح وكأنّه خارق للعادة أو صانع لمعجزة.. يُنظر إليه بريبة وخوف..بينما النجاح والتفرد سُنّة كونية بشرية منتشرة بين الأمم... ماضية في كل الأمم ..لازمت كل العصور ..الناجحون يبرزون في كل بقعة على الأرض لكن هناك البيئة التي تساعدهم والأخرى التي تحبطهم وتثبطهم أو تهملهم وتهمشهم ...أوتطردهم ..البيئات الفاسدة تعرقل وتكبح كل الإبداعات والابتكارات والكفاءات..والبيئات الصالحة و الحية توفر التربة الخصبة والمناخ الملائم لتفتق العقول وصناعة التجارب الناجحة فيبرز الأذكياء ويكثر الناجحون. **** النجاح والمساهمة في صناعة الحياة والأمل ليس حكرا على أمم دون أخرى ..والذكاء والعبقرية منحة ربانية وزعها الله على بني البشر الكافة بالعدل ...فمنها من استخدم ذكاءه وتميزه فطوّر وأنتج وأبدع فخدم أهله وبلده ونفع نفسه وحقق حلمه... ومنهم من جلس يتلقى ويستهلك ما ينتجه الآخر من إبداعات وإنتاجات وتكنولوجيا وتطوير ورفاهية طازجة ومريحة ..دون بذل أي جهد ولا تفكير...الأول بادر واجتهد فوجد البيئة المساعدة الدافعة المحفزة...والثاني خجل ويئس في وسط محبط... ومحيط معادي لكل ما هو جديد ومبتكر.
**** لسنا بدعا عن الأمم التي تقدم علومها وابتكاراتها وإبداعاتها واختراعاتها ..وتذهلنا بما جادت العقول الجبارة ..وتحقق ما تكتب وتدرس وتنجز ما تفكر وتحول الأفكار إلى إنجازات على أرض الواقع ...في الصناعة والفضاء ..في الغذاء والدواء والسلاح ..تلمس أحلامها بأيدها وتنعم بخيراتها ..لسنا بلا عقول .. إننا كبقية البشر يمكن أن نلحق بركب التطور بمجرد ترك الاحتقار واللامبالاة وتشجيع المبدعين والبحث عن العقول الشابة الطموحة إلى العطاء والعمل وإثبات الذات فما أكثر هم في أوطاننا العذراء . _______0______ ** ..كاتب جزائري ..