أعرب الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر عن خالص تعازيه في الأبرياء ضحايا الحادث "الإرهابي الغادر" الذي طال الكنيسة البطرسية بالعباسية، الأحد الماضي، وأسفر عن سقوط 23قتيلاً ونحو 50 مصابًا. وقال الطيب - خلال تقديم العزاء للبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بمقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية - إن "هؤلاء الأبرياء عصم الله دماءهم من فوق سبع سماوات، وإنَّ هذا الحادث الأليم تعرَّى عن كل معاني الإنسانية والحضارة". وأوضح أن "المستهدف من هذه الأحداث الإرهابية هو وحدة الشعب المصري، الأمر الذي يتطلب تكاتف كافة مكونات الشعب لتفويت الفرصة على هؤلاء المجرمين ومَنْ وراءهم مِن الداخل والخارج". وأكد أن "مصر تواجه حربًا ضد الإرهاب اللعين وتقدم أبناءها للأسف ثمنًا لهذه الحرب"، مشددًا على أن "هذا الحادث لن يزيد المصريين إلا إصرارًا ووحدة وتآلفًا". واعتبر على أن "هذا المصاب هو مصاب المسلمين والمسيحيين معًا، وأنَّ هذا الإرهاب الذي ظهر فجأة بأنياب ومخالب ليس فقط صنيعة المنطقة ولكن اشتركت في نشأته أيادٍ من الخارج". وقال إن "من ساهموا في صنع الإرهاب لم يكن في مخيلتهم أن يصيبهم منه ضرر لكن الواقع يقول إنَّ العالم كله متضرر من الإرهاب الذي يستهدف الجميع دون تفرقة". وذكر الطيب أن "العالم كله مدعو الآن للتحرك الفوري لوقف هذا الوباء الخبيث"، مؤكدًا أن "هؤلاء الإرهابيين لن يفلتوا من العقاب، وسينالون جزاءهم هم ومن يدعمهم". من جانبه، أكد البابا تواضروس الثاني، أنه "منذ 14 قرنًا والمسلمون والمسيحيون يعيشون على أرض الوطن في تلاحم وأخوة وتواصل، وأنَّ العلاقات القوية التي تكونت خلال تلك القرون لن يأتي حدث أو موقف ليؤثر فيها، فما الذي تصنعه حَجرة صغيرة أمام جبل عظيم". وأوضح أن "الجميع يعيش على أرض الوطن في محبة وأخوة سعيًا للنهضة بالمجتمع سلوكيًّا وفكريًّا وثقافيًّا، وتعلمنا على أرض الوطن الاعتدال والوسطية وقبول الآخر وكيف نصبر ونتصدى للمواقف الطارئة والمحن ونتحمل الشدائد من أجل أن تعيش مصر". كان شيخ الأزهر وصل إلى مقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية على رأس وفد ضم كلاً من الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، الدكتور حمدي زقزوق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، المستشار محمد عبدالسلام، مستشار شيخ الأزهر. شاهد الصور: