أشعل بيان تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" فرع ولاية سيناء حول تفجير الكنسية البطرسية بوسط القاهرة صباح الأحد الماضي الخلافات بين خبراء الإسلام السياسي فمنهم من استبعد تورط التنظيم في العملية، معتبرًا أن البيان يشكل دليل إفلاس من جانب التنظيم ومسعى من جانبه لرفع الروح المعنوية لأنصاره بعد أن تعرض التنظيم لضربات قوية من قبل الجيش طوال الأعوام الأخيرة وبين من يري إمكانية تورطه في التفجير وأن اتفقوا علي وجود رسائل رغبت داعش في توصيلها للسلطة. وأجمع الخبراء على أن تنظيم "ولاية سيناء" حاول عبر البيان استغلال ضخامة الحادث وتصاعد الخسائر ليؤكد وجوده في الساحة وأنه ما زال لاعبًا قويًا وقادرًا على التأثير في مصر ومؤشرًا كذلك على قدرة التنظيم على شن عمليات في القاهرة وهى الرسالة الأهم من وراء هذا البيان فضلاً عن العودة لتصدر عناوين الصحف ومانشيتات وحلقات التوك شو. ووصف سامح عيد الخبير في شئون الحركة الإسلامية بيان تحمل تنظيم داعش فرع ولاية سيناء مسئولية التفجير بأنه مؤشر على إفلاس التنظيم بعد تعرضه لضربات سواء في مصر أو دول الجوار وتأكيد على قدرته على توجيه ضربات مؤلمة قادرة علي قض مضاجع السلطة والإشارة إلى أن الضربات الأمنية المكثفة لم تفت في عضد مقاتليه. وأشار إلى أن تمكن انتحاري من تفجير الكنيسة بحزام ناسف وسط القاهرة وفي ظل التدابير الأمنية الشديد قدم هدية لتنظيم داعش لاستعادة المبادرة ولو إعلاميًا وتوصيل رسالة علي قدرته على توجيه ضربات مؤلمة للعمق المصري في العاصمة وهو ما لم ينجح في تحقيقه خلال الفترة الأخيرة. قال عيد إن داعش تعشق الظهور الإعلامي وبالبيان الذي أصدرته أمس، أخذت "الشو الإعلامي" لصالحها، وهذا الأمر يعبر عن إفلاسها ومع هذا لم يستبعد عيد بالكلية إمكانية تورط التنظيم بشكل أو بآخر فالحرفية التي جرت بها العملية تشير إلي إمكانية قيامه بهذه العملية وإن كانت احتمالات ذلك ضعيفة. ما ذهب إليه عيد من استبعاد جزئي لتورط داعش حظي بدعم ثروت الخرباوى، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، والقيادي المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين، إنه يستبعد أن تكون "داعش" هى من نفذت عملية تفجير الكنيسة البطرسية. وأكد "الخرباوى" في تصريحات خاصة ل"المصريون"، والبيان الذي أصدره تنظيم الدولة الإسلامية، هو إفلاس منها والهدف الأساسي له الظهور الإعلامي. ولفت خبير الإسلام السياسي، أن "داعش" تفضل دائمًا الظهور الإعلامي، وتحدث وسائل الإعلام عنها ووضعها في بؤرة الأحداث وهذه هي الرسالة الأهم التي عكسه بيانها الأخير. غير أن ما ذهب إليه عيد والخرباوى من استبعاد تورط داعش في الحادث ولو جزئيًا لا يروق للدكتور خالد الزعفراني الخبير في شئون الجماعات الإسلامية الذي يري وجود إمكانية قوية لتورط داعش في التفجير فالاحترافية والمهارة التي تحلي بها من تورط في العملية تشير لتلقيه تدريبًا عاليًا وهو متوفر بقوة لدي ولاية سيناء . وأشار إلى وجود أنصار بالمئات ل"داعش" في محافظة الفيوم حيث يعتنق أغلبهم فكر الشوقيين التكفيري ولديه القدرة على توجيه هذه الضربات المؤلمة لافتًا إلى أن العاصمة ظلت بعيدة دائمًا عن مسرح عمليات داعش وهذا هو الأمر الخطير الذي دق البيان الأخير ناقوس خطره. ونبه إلى أن البيان يؤيد رؤية الداخلية عن الحادث الذي تم بحزام ناسف حيث إن عكس رغبة في توصيل رسالة للدولة بأنه مهما تعددت الضربات فلن تكون الأجهزة الأمنية قادرة علي شل قدرة التنظيم مرجحًا إمكانية تكرار هذا الحادث إذا استمر الرهان على المعالجة الأمنية فقط في مواجهة الفكر التكفيري.