قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية, إن سقوط مدينة حلب في يد نظام بشار الأسد هو انتكاسة كبيرة للغرب, ومن شأنه أن يعطي دفعة معنوية للنظام السوري وروسيا, بعد سيطرة تنظيم الدولة مجددا على مدينة تدمر في حمص. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 13 ديسمبر, أن حلب التي كان قسمها الشرقي خاضعا لسيطرة المعارضة السورية, سقطت بالكامل في يد نظام الأسد, بعد حصار استمر أشهر عديدة وقصف جوي همجي, ومجازر لا حصر لها ضد المدنيين. وتابعت " الأممالمتحدة تحدثت عن فظائع ارتكبت بحق المدنيين في حلب بينهم نساء وأطفال, بعد دخول قوات الأسد الأحياء الشرقية, بجانب استهداف المدنيين الفارين بالقصف والإعدامات الميدانية والاعتقال والتعذيب". واستطردت الصحيفة " لكن حتى مع سيطرة قوات الأسد على حلب, فإن ذلك لا يعني بأي حال من الأحوال نهاية الحرب في سوريا". وكانت مصادر بالمعارضة السورية أكدت أنه جرى الاتفاق مع نظام الأسد على وقف إطلاق النار وإخلاء الأحياء المحاصرة في شرق حلب من المدنيين والمسلحين، وأن التنفيذ سيبدأ مساء الثلاثاء الموافق 13 ديسمبر، بينما أعلنت روسيا أن الاتفاق لا يشترط خروج المدنيين. ونقلت "الجزيرة" عن مصادر بالمعارضة السورية أن الاتفاق يتضمن وقفا لإطلاق النار وإجلاء المحاصرين من الأحياء الشرقية بحلب باتجاه ريف حلب الغربي والشمالي، بينما سيخرج المقاتلون بسلاحهم الخفيف والذخيرة إلى الريف الغربي، وأنه سيكون إجلاء أول دفعة من المدنيين مساء الثلاثاء. كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ياسر اليوسف المسؤول في حركة نور الدين الزنكي، أبرز الفصائل السورية المعارضة في حلب قوله إنه "تم التوصل إلى اتفاق لإجلاء أهالي حلب المدنيين والجرحى والمسلحين بسلاحهم الخفيف من الأحياء المحاصرة في شرق حلب"، موضحا أن الاتفاق جرى برعاية روسية تركية، وسيبدأ تطبيقه خلال ساعات. كما قال مصدر بالمعارضة السورية المسلحة لوكالة الأنباء الألمانية إن خمس حافلات ستبدأ عمليات الإجلاء خلال ساعات، حيث سيتوجه بعضها إلى الأحياء الغربية الخاضعة لسيطرة النظام بمدينة حلب، بينما ستتجه حافلات أخرى إلى محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة. وأضاف أن أولى الحافلات التي تقل مدنيين وبعض المقاتلين ستبدأ بالخروج في غضون ساعات، وذلك في الوقت الذى أكد فيه بعض السكان أن هناك توقفا في أعمال القتال. وبدوره، قال متحدث باسم حركة "أحرار الشام" إنه سيتم إجلاء الجميع من المناطق المحاصرة في شرق حلب مساء الثلاثاء إلى ريفي حلب الغربي والشمالي. كما أكد مسئول بالجبهة الشامية المعارضة أن أول مجموعة من الناس ستغادر المدينة في الساعات القادمة، "ما لم يحدث جديد"، مرجحا أن يغادر المصابون أولا. وبالمقابل، أكد مسؤول عسكري كبير بجيش الأسد التوصل إلى الاتفاق، وقال إن مسلحي المعارضة سيغادرون بدءا من الخامسة صباح الأربعاء بالتوقيت المحلي إلى ريف حلب الغربي. ومن جهة أخرى، قال سفير روسيا في الأممالمتحدة فيتالي تشوركين للصحفيين "ستكون (حلب) الآن تحت سيطرة الحكومة السورية لذلك لا حاجة لمغادرة المدنيين الباقين، وهناك ترتيبات إنسانية قائمة". وأكد أن الاتفاق خاص بمغادرة المقاتلين فقط، وأنه بوسع المدنيين البقاء أو الذهاب إلى أماكن آمنة، مشددا على أنه "لا أحد سيؤذي المدنيين". وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أكد الثلاثاء أن بلاده ستكثف اتصالاتها مع روسيا للتوصل إلى وقف إطلاق النار في حلب، خاصة لإفساح المجال للمدنيين كي يغادروا.