قالت الأممالمتحدة اليوم الثلاثاء، إن القوات الموالية لنظام بشار الأسد، تقتحم الدور في حلب الشرقية وتقتل سكانها بمن فيهم النسوة والأطفال. وذكر مكتب حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية أنه حصل على معلومات موثقة ومعتمدة تفيد بأن 82 مدنيًا أعدموا بشكل فوري في 4 من أحياء حلب الشرقية. وقال ناطق باسم المكتب إنه يبدو "أن المشاعر الإنسانية انهارت تماما في حلب." وقال روبرت كولفيل الناطق باسم مكتب حقوق الإنسان إن بين الذين أعدموا 11 امرأة و13 طفلا. وأضاف الناطق أن الذين نفذوا الإعدامات خليط من جنود جيش النظام السوري والميليشيات الموالية له، وقال إن الإعدامات نفذت في الساعات ال 48 الأخيرة مؤكدًا أن مكتبه تسلم قوائم بأسماء القتلى. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عبر في وقت سابق عن قلقه "إزاء التقارير التي تتحدث عن وقوع انتهاكات بحق عدد كبير من المدنيين في حلب. وناشد بان الأطراف كافة، وعلى وجه الخصوص حكومة الأسد والقوات المتحالفة معها، للعمل على حماية المدنيين. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض إن 60 شخصا قتلوا بينهم مدنيون ومقاتلون عندما اقتحم جيش النظام عدة مناطق تسيطر عليها المعارضة شرق حلب يوم أمس الاثنين. وأضاف المرصد أنهم قتلوا عند استعادة القوات النظامية أحياء الفردوس وبستان القصر والزبدية. يذكر أن جيش الأسد حقق مكاسب جديدة أمس بعدما سيطر على حي الشيخ سعيد مما ترك المعارضة محصورة في قطاع صغير بالمدينة. وقال يان إيجلاند مستشار الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية إن سورياوروسيا "ستخضعان للمساءلة" عن أي أعمال وحشية يرتكبها المسلحون المنتصرون في حلب. وذكر المتحدث ستيفان دوجاريك في بيان إن "الأمين العام قلق من تقارير عن ارتكاب فظائع ضد عدد كبير من المدنيين من بينهم نساء وأطفال في الساعات الأخيرة". وأضاف دوجاريك أنه " في الوقت الذي لا يمكن التحقق بصورة مستقلة من هذه التقارير، فإن الأمين العام الأمين العام نقل قلقه البالغ للأطراف المعنية وقد كلف مبعوثه الخاص إلى سوريا بالمتابعة العاجلة مع الأطراف المعنية". يذكر أن المعارضة المسلحة في حلب توشك على الاندحار بعد التقدم الذي حققته القوات الحكومية. وقال مسؤول أمريكي عليم بالجهود المبذولة لتأمين ممرات آمنة للمدنيين المحاصرين في المدينة لبي بي سي إن "نحو 50 ألف شخص ما زالوا تحت القصف" في حلب بينما يرفض الجانب الروسي فكرة الالتزام بوقف مؤقت للقصف لتمكين المدنيين من الخروج من المدينة والسماح بإخراج الأطفال الجرحى منها. "مرحلة نهائية" وكان جيش النظام قد أعلن أن معركة السيطرة على حلب دخلت مرحلتها النهائية، بعد أن حققت قواته تقدما كبيرا في جنوبالمدينة، وبات مسلحو المعارضة، الذين لم يعودوا موجودين إلا في جيب صغير فيها، على شفا الهزيمة النهائية. وقال زيد الصالح، رئيس اللجنة الأمنية في حلب، إنه لم يعد أمام مسلحي المعارضة سوى وقت قصير وعليهم "إما الاستسلام أو الموت". ويُعتقد أن عشرات الآلاف من المدنيين ما زالوا في الجيب الذي تسيطر عليه المعارضة في المدينة، حيث يشح الغذاء والماء. وتقول روسيا التي تدعم حكومة الأسد، إن أكثر من 100 ألف من المدنيين قد نزحوا من مناطق القتال وسلم 2200 من المسلحين أنفسهم. وتسيطر قوات الأسد الآن على أكثر من 90 في المئة من المناطق التي كان المسلحون يسيطرون عليها، بحسب ما يقوله المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض الذي يضيف أن القوات السورية على وشك استعادة المدينة بأكملها. وكانت حلب تعد أكبر مدينة سورية والمركز التجاري والصناعي في البلاد قبل بدء الثورة السورية في عام 2011. ومنذ ذلك الحين والمدينة منقسمة الى جزئين، غربي تحت سيطرة الأسد وشرقي تحت سيطرة المعارضين. وتمكنت قوات النظام، تساندها ميليشيات موالية لايران وقصف جوي روسي، من تغيير هذا الوضع، إذ تمكنت في سبتمبر من تشديد حصارها للجزء الشرقي وشن هجوم شامل بعد أسابيع من ذلك. من جانبه، يقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 415 مدنيا و364 من مسلحي المعارضة على الاقل قتلوا في الاحياء التي يسيطر عليها المعارضون منذ 15 نوفمبر، بينما قتل 130 مدنيا في حلب الغربية جراء قصف المعارضة. وكانت روسيا والولايات المتحدة، التي تساند المعارضين، اجريتا محادثات في جنيف يومي السبت والاحد لبحث امكانية التوصل الى اتفاق يسمح للمدنيين ومسلحي المعارضة بالخروج من حلب، ولكن مسؤولين امريكيين قالوا الاثنين إن نظراءهم الروس رفضوا مقترحا بالالتزام بهدنة فورية للسماح بذلك. ويقول محللون إن سقوط حلب سيعد ضربة موجعة للمعارضة لأن ذلك يعني ان الأسد سيصبح يسيطر على مدن البلاد ال 4 الكبرى. مفاوضات على صعيد آخر، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو الثلاثاء إن تركيا ستكثف مفاوضاتها مع روسيا وغيرها من الدول حول الموقف في حلب، مضيفا ان ثمة ضرورة للتوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار للسماح باخلاء المدنيين. وأكد الوزير التركي في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره التشيكي في انقرة ان مسؤولين اتراك وروس سيجتمعون لهذا الغرض، ولكنه اضاف ان هذا الاجتماع هو واحد من سلسلة من الاجتماعات عقدتها تركيا مع المجتمع الدولي حول الازمة السورية. وقال جاويش اوغلو، "نرى اكثر اشكال الوحشية قسوة في حلب، والنظام ومؤيدوه هم المسؤولون عن هذا، فلا يسمح للجرحى بالخروج (من المدينة) والناس تموت جوعا. ولكن سنواصل جهودنا، ولو التزم الجميع الصمت لن نخفض اصواتنا وسنطرح دائما مقترحات عملية الا اننا رأينا ان العديد من الدول غير جادة في هذا المسعى."