سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الامريكية الضوء على حادث استهداف قداسا بالكنيسة البطرسية الملحقة بالكاتدرائية بالعباسية، واصفة الحادث بانه الأكثر فتكا في السنوات الأخيرة في تاريخ الهجمات التي تستهدف المسيحيين حيث أسفرت عن مقتل 24 وإصابة 49. ونقلت الصحيفة الامريكية رويات انسانية مؤلمة عن شهود عيان حيث يحكي قليني فرج وقائع التفجير قائلا: "فجأة, في حوالي الساعة العاشرة إلا الربع صباح الأحد تحول كل شيء إلى السواد ". ونقلت الصحيفة عن فرج قوله: "لم أستطع رؤية أي شيء, لقد تملكتنا الصدمة, وغطاني الغبار وأخذت أهرول عبر الجثث التي تطايرت من شدة الانفجار". وسرد فرج كيف فقد القدرة على التنفس بعد استنشاقه كما كبيرا من الغبار, لكنه أخذ يتكئ على المقاعد حتى بدأ يدرك ما يحدث, حيث شاهد أشلاء بشرية في كل مكان وانهار السقف لكنه لم يجد زوجته. واشار فرج الى انهم لاحظوا عدم وجود أي حراسة على مدخل الكنيسة بعكس التأمين المكثف المعتاد دائما أمام الكاتدرائية لحماية البابا. وداخل مستشفى الدمرداش, التي نقل إليها معظم الضحايا, قال الأطباء إن معظم الخسائر البشرية من النساء والأطفال. فرج كان هناك أيضا باحثا عن زوجته, وواصل قائلا وقد اكتست ملامحه بمشاعر الألم: "لقد سألت الجميع عن زوجتي ولم أجد لها أي أثر, أعتقد انها تمزقت إلى أشلاء, لدرجة لم تمكنهم حتى من العثور على جثتها". وتذكر الرجل الثمانيني كيف أخبر زوجته أنه يشعر بالتعب طالبا منها عدم الذهاب إلى القداس, لكنها طلبت منه عدم الاستسلام وأصرت على الذهاب . وعلى كرسي متحرك بالقرب من مدخل المستشفى قالت تاناي غبريال إنها محظوظة بالنجاة من الموت حيث كانت تحضر القداس مع ابنتها وابنة عمتها . ونقلت الصحيفة عن غبريال قولها: "مقعدان فقط كانا يفصلان بيني وبين سعاد التي كانت تجلس في الصف الأول بالقرب من المذبحة, لقد ماتت ابنة عمي بينما أصبت أنا وابنتي".