أشعل حادث تفجير الكنيسة البطرسية، الذي أسفر عن مقتل 24 شخصًا وإصابة أكثر من 50آخرين، موجة غضب بين الأقباط الذين رددوا هتافات ضد السلطة، متهمين إياها بالتقصير في توفير الحماية في دور العبادة. وترجم ذلك الغضب في هتافات رددها الأقباط المتواجدون في محيط الكنيسة، ومنها "اعتصام اعتصام حتى يسقط النظام"، "يا أبو دبورة ونسر وكاب أنت اللى بدعت الإرهاب"، "القضية هي هي ارحل يا وزير الداخلية"، "اصحى وصحصح بقى يا سيسي". ووقع التفجير بعد يومين من التفجير الذي أدى إلى مقتل 6 أفراد أمن في شارع الهرم، والذي تبنته حركة "حسم"، التي تتهم السلطة جماعة "الإخوان المسلمين" بدعمها، ردًا على "تصفية" الشرطة لثلاثة شبان في أسيوط. فيما عبر مراقبون عن خشيتهم من انزلاق مصر إلى مستويات غير مسبوقة من العنف تزيد من حالة الاضطراب والانقسام التي تعصف بالبلاد منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي في 3يوليو 2013. وقال محمد أبوسمرة، وكيل مؤسسي "الحزب الإسلامي"، المحسوب على جماعة "الجهاد"، إن "النظام هو من يصنع الإرهاب والعبرة بالنتائج وليس بالتمنيات والأرقام تؤكد أن الإرهاب الآن ينتقل إلى مراحل أكثر تنوعًا وتقدمًا، والأحداث تؤكد أن القائمين على الأمر هواة وليس خبراء كما كان من قبل وتطور الأحداث والتوقيت والمكان يدل عللا ذلك". وأضاف أبوسمرة ل"المصريون": "هذه الأحداث تعجل بتوافق كل القوى بما فيهم "الإخوان والأقباط"، بخلاف موقف الخليج سيقوي من سرعة عودة الإخوان قبل انتقال العنف إلى مصر ومنها إلى دول الجوار". ودانت جماعة "الإخوان المسلمين"، الانفجار الذي وقع، اليوم بمحيط الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وتسبب في سقوط عشرات الضحايا، وكل العمليات والمخططات التي تستهدف النَّيل من أرواح أبناء الشعب المصري. وقالت الجماعة في بيان لها، إن "للدماء حرمة عظيمة في الإسلام، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، وبخاصةٍ إذا كانوا عبادًا أو متنسكين أو مسالمين، مؤكدة أن السيسي هو المستفيد الوحيد من هذه العمليات، بدءًا من ماسبيرو، ومرورًا بقتل مينا دانيال ومجدي مكين، وليس انتهاءً بكاتدرائية العباسية - على استخدام دماء المسيحيين وقودًا لاستمرار فزاعته الخاصة بالحرب الطائفية". وقال عمرو دراج، القيادي بجماعة "الإخوان" في تصريح له: "أدين بكل شده تفجير اليوم في الكاتدرائية، وسقوط ضحايا أبرياء بدار عبادة، هل هذا نفس سيناريو تفجير الداخلية كنيسة القديسين في يناير 2011؟". من جهته، حمل الناشط السياسي والكاتب الصحفي ناجى وليم، الأمن مسؤولية التفجيرات التي وقعت اليوم، قائلاً إن "الرئيس عبدالفتاح السيسي يبذل قصارى جهده لحفظ الأمن لكن البعض يحاول توظيفه سياسيًا في مهاجمته". وأوضح وليم ل"المصريون"، أن "الحادث لم يضر فقط بالأقباط بل لحق بضباط الجيش والشرطة، مشيرًا إلى أن "الشباب الغاضب ردد هتافات ضد النظام"، لافتًا إلى أن "الحادث يستهدف مصر بأكملها وضرب السياحة".