دماء تراق, وقلوب يمزقها الفراق على ذويها الذين تحولوا إلى أشلاء متناثرة، ويظل الإرهاب يعبث بالأرواح دون رادع أو رد حاسم له، فيفاجئنا كل يوم بحادث جديد أشد ضراوة وأشد ألمًا من سابقيه.. فلماذا يفشل الأمن في مواجهته وإحباطه قبل وقوعه؟ حادث كنيسة البطرسية، الذي خلف وراءه ما يقارب من ال 25ضحية علاوة على المصابين، أثار تساؤلات حول أسباب عجز الأجهزة الأمنية في اكتشاف العبوة الناسفة التي تم تفجيرها. ويتراوح وزن العبوة ما بين 8 إلى 20 كيلو من مادة ال تي إن تي و"سى فور"؟، وهى مواد شديدة الانفجار، والقوة التدميرية لها كبيرة جدًا أدت إلى انهيار معظم حوائط مكان صلاة القداس ومن قبله حادث الانفجار الذى وقع بالهرم ثم حادث كفر الشيخ. "الفشل ليس مسئولية وزير الداخلية، وإنما لمن هم دونه والموكل لهم تأمين المنشاَت"، بتلك الجملة رد اللواء عبدالسلام شحاتة الخبير الأمني على الاتهامات الموجهة لوزير الداخلية بالتقصير. في الوقت الذي رفض فيه أيضًا توجيه أصابع الاتهام إلى جهة بعينها قائلًا: "نحن لا نملك دليلاَ واحدًا على تورط الجماعات الإسلامية في تلك الأحداث مما يجعلنا لا نملك توجيه الاتهام لها". وأضاف: "الداخلية تحتاج لتحديث الأجهزة المستخدمة في تأمين المنشآت وتكثيف الحراسة وتطهير العقلية الأمنية لكافة عناصر رجال الشرطة وزيادة الحس الأمني لديهم". وأشار الخبير الأمني، إلى أن "رجال الأمن لا يتلقون التدريبات الكافية التي تتيح لهم مواجهة الإرهاب"، لافتًا إلى أن "تلك التدريبات لا تتطلب تغيير الأفراد وإنما تغيير الآليات والأجهزة المستخدمة". ونفى شحاتة، أن يكون قد تم تمرير العبوة الناسفة المستخدمة في الانفجار من خلال تواطؤ أمني، أو الحصول الرشوة وراء زرع القنبلة داخل الكنيسة بالمقارنة بما حدث في "سجن المستقبل". وقال إنه "لا تشابه بين الحالتين وليس من المعقول أبدًا أن تكون الرشوة وراء إنجاح المخطط الإرهابي، نظرًا لتعلق الأمر في حادث المستقبل بمجرمين وجريمة جنائية، بخلاف ما حدث في تفجير اليوم".