"حبيبتي من ضفايرها طل القمر ونقوم ولا شيء يوقفنا لا أبو جهل جهله يحرفنا ولا أبو لهب هيخوفنا محناش ضعاف قلالات حيلة آه يا جميلة".. كلمات تغني بها المصريون في ميدان التحرير أثناء ثورة يناير. الكلمات السابقة من ألحان الموسيقي والمؤلف والناقد عمار علي محمد إبراهيم علي الشريعي، والذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم، منذ أربع سنوات 2012 داخل أحد مستشفيات القاهرة عن عمر جاوز 64 عامًا جراء أزمة صحية لازمته خلال العام الأخير كله. و"الشريعي"، ملحن سمعنا ألحانه منذ الصغر في الحفلات المدرسية، كما أنها من سمات شهر رمضان فضلاً عن أنه أضاف نكهة مميزة للإذاعة وسهرة ساحرة في التليفزيون. ولد "الشريعي" عام 1948 في مدينة سمالوط أحد مراكز محافظة المنيا بصعيد مصر لعائلة تعتبر من أصول عائلة هوارة بالصعيد، حفظ 5 أجزاء من القرآن في طفولته. تلقى علوم الموسيقى الشرقية على يد مجموعة من الأساتذة الكبار بمدرسته الثانوية في إطار برنامج مكثف أعدته وزارة التربية والتعليم للطلبة المكفوفين الراغبين في دراسة الموسيقى. درس بمدرسة المركز النموذجي لرعاية وتوجيه المكفوفين، وحصل على ليسانس الآداب، قسم لغة إنجليزية، كلية الآداب، جامعة عين شمس عام 1970. درس التأليف الموسيقي عن طريق مدرسة هادلي سكول الأمريكية لتعليم المكفوفين بالمراسلة، التحق بالأكاديمية الملكية البريطانية للموسيقى، عين أستاذًا غير متفرغ بأكاديمية الفنون المصرية في عام 1995. وبمجهود ذاتي، أتقن العزف على آلة البيانو والأكورديون والعود والأورج خلال فترة دراسته، حتى أصبح واحدًا من أعمدة الموسيقى في مصر. امتلك موهبة أهلته ليسطر اسمه وسط كبار الموسيقيين في مصر والعالم العربي حيث اعتبروه عمدة الموسيقيين وحالة فنية شرقية لن تتكرر. تميز في وضع الموسيقى التصويرية للعديد من الأفلام والمسلسلات التليفزيونية والإذاعية والمسرحيات والتي نال معظمها شهرة ذائعة. بدأ حياته العملية عام 1970 عقب تخرجه في الجامعة مباشرةً كعازف لآلة الأكورديون في عدد من الفرق الموسيقية التي كانت منتشرة في مصر آنذاك ثم تحول إلى الأورج حيث بزغ نجمه فيها كأحد أبرع عازفي جيله. كون فرقة الأصدقاء في عام 1980 م, والتي كانت تضم منى عبد الغنى، حنان، علاء عبد الخالق وقد حاول من خلالها مزج الأصالة بالمعاصرة وخلق غناء جماعي حيث يتصدى لمشاكل المجتمع في تلك الفترة. لم تقتصر مواهب "عمار" على الموسيقى فحسب بل إنه كان سباحًا محترفًا وخلال فترة الدراسة تعرف على الموسيقار كمال الطويل وتبناه ثم تعرف على الموسيقار بليغ حمدي ورأس فريق الموسيقى وعمل مع الكثير من الفرق الموسيقية بعدها. وضع الموسيقى التصويرية للعديد من الأفلام والمسلسلات التليفزيونية والإذاعية والمسرحيات والتي نال معظمها شهرة كبيرة. اهتم بأغاني الأطفال فقام بعمل أغاني احتفالات عيد الطفولة وشارك في هذه الأعمال مجموعة من كبار الممثلين والمطربين مثل عبدالمنعم مدبولى، نيللي، صفاء أبو السعود، لبلبة، عفاف راضى. تولى منذ عام 1991 وحتى عام 2003 وضع الموسيقى والألحان لاحتفاليات أكتوبر التي تقيمها القوات المسلحة المصرية بالتعاون مع وزارة الإعلام. تجاوز عدد أعماله السينمائية 50 فيلمًا، وأعماله التليفزيونية 150 مسلسلاً، وما يزيد على 20 عملاً إذاعيًا، وعشر مسرحيات غنائية استعراضية. قام بتلحين الحفل الموسيقي الضخم الذي أقامته سلطنة عمان عام 1993 بمناسبة عيدها الوطني وكذلك عيدها الوطني عام 2010. شارك بالتعاون مع شركة ياماها اليابانية في استنباط ثلاثة أرباع التون من الآلات الإلكترونية، شارك بالتعاون مع شركة إميولتور الأمريكية في إنتاج عينات من الآلات تقليدية والشعبية المصرية والعربية. قام بتقديم وإعداد برنامج إذاعي لتحليل وتذوق الموسيقى العربية بعنوان "غواص في بحر النغم" منذ عام 1988. تناولت أعماله العديد من الرسائل العلمية لدرجتي الماجستير والدكتوراه في المعاهد والكليات الموسيقية، والتي بلغت 7 رسائل ماجستير و3 رسائل دكتوراه من مصر في كلية التربية الموسيقية، جامعة حلوان، وكلية التربية النوعية، جامعة القاهرة، ومعهد الموسيقى العربية بأكاديمية الفنون، ورسالة دكتوراه من جامعة السوربون بفرنسا. حصل على جائزة مهرجان فالنسيا، إسبانيا، عام 1986 عن موسيقى فيلم البريء، جائزة مهرجان فيفييه، سويسرا، عام 1989. وفاز بجائزة الحصان الذهبي لأحسن ملحن في إذاعة الشرق الأوسط لسبعة عشر عاماً متتالية ، جائزة الدولة للتفوق في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة، عام 2005 ، وسام التكريم من الطبقة الأولى مرة ثانية من السلطان قابوس بن سعيد، سلطنة عمان، عام 2005. وحصل على وسام التكريم من الطبقة الأولى من السلطان قابوس بن سعيد، سلطنة عمان، عام 1992، وسام التكريم من الطبقة الأولى من الملك عبد الله بن الحسين، ملك الأردن. ونال العديد من جوائز الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما والمركز الكاثوليكي للسينما ومهرجان الإذاعة والتليفزيون عن الموسيقى التصويرية من عام 1977 حتى عام 1990.