أبدى عدد من الشخصيات والقوى الليبرالية واليسارية رغبتهم فى إجراء حوار مع المجلس العسكرى الحاكم لإذابة الخلاف والاتفاق على القواسم المشتركة التى تحافظ على مدنية الدولة، معتبرين أن هجومهم لم يكن شخصيًا وإنما فقط اعتراضًا على طريقة إدارة المجلس للمرحلة الانتقالية. وقال المهندس باسل عادل عضو المكتب السياسى لحزب "المصريين الأحرار" إنه لا توجد أى حرب بين المجلس العسكرى والليبراليين وإنما كانت هناك فقط ملاحظات على سوء إدارة المجلس للفترة الانتقالية، مشيرًا إلى أن الليبراليين مستعدون للتحاور مع المجلس العسكرى أو أى فصيل سياسى من أجل التوافق على رؤى مشتركة للعبور بمصر من المرحلة الانتقالية. الأمر ذاته أكدته مارجريت عازر عضو الهيئة العليا لحزب "الوفد"، معتبرةً أن الليبراليين لا يهاجمون المجلس العسكرى، وإنما فقط يختلفون معه فى طريقة إدارته، إضافةً إلى اختلاف المواقف فيما بين الليبراليين والعسكرى. وأكدت عازر ضرورة الحوار الدائم بين الليبراليين والمجلس العسكرى، لكن بعيدًا عن طريق الصفقات بهدف الوصول إلى توافق يضمن الوصول إلى رؤية مشتركة لخدمة مصلحة الوطن. فيما اعتبر الدكتور محمد الجوادى، الخبير السياسى، أن الليبراليين هم وراء وجود الخلاف بينهم وبين المجلس العسكرى لأنهم توقفوا عن تطوير أنفسهم وتقوقعوا فى مقراتهم ليتركوا الساحة السياسية للإسلاميين . وقال الجوادى، إن عدم وفاء المجلس العسكرى بوعوده التى قطعها على نفسه حول بعض الميزات البرلمانية لبعض هذه القوى ساهم فى ارتفاع الفجوة بين الطرفين، مطالبًا إعطاء العسكرى فرصة لهذه القوى حتى يستطيعوا التواجد فى الشارع كخطوة لإذابة الخلافات بينهم. واعتبرت الدكتورة هدى راغب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الأزمة بين الليبراليين والمجلس العسكرى جاءت من إحساسهم بتفضيل الإسلاميين على باقى القوى السياسية فى مصر. وأكدت ضرورة تحديد اجتماع مخصص للقوى الليبرالية واليسارية مع المجلس العسكرى، حتى يتم إذابة الخلاف الذى أدى إلى وجود قوتين متصارعتين، إحداهما قوى مؤيدة للمجلس العسكرى ممثلة فى الإسلاميين، وأخرى مناهضة يمثلها الليبراليون واليساريون، مشيرةً إلى ضرورة تصفية الأجواء بين الطرفين حتى يتم العبور بمصر إلى بر الأمان لأن الجميع يسير فى مركب واحد.