أثار ترديد المتهمين في القضية المعروفة إعلاميًا ب "أحداث العدوة"، هتافات ضد المرشد العام محمد بديع الذي يحاكم في القضية، ومؤيدة للسلطة الحالية تساؤلات البعض عن أسباب ذلك، وخاصة في هذا التوقيت حيث برزت دعوات من داخل الجماعة تدعو إلى المصالحة. ويحاكم بديع و682 أمام محكمة جنايات المنيا وكانت مدينة العدوة بمحافظة المنيا قد شهدت أعمال عنف وتخريب في 14 أغسطس 2013، تم خلالها اقتحام وحرق وسرقة ونهب مركز الشرطة، وقتل رقيب شرطة، واقتحام الإدارة الزراعية، والوحدة البيطرية، والسجل المدني، عقب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة. وتوقع باحث في شئون الحركات الإسلامية، أن سبب ترديد هؤلاء الشباب لمثل هذه الهتافات من أجل إجراء تسوية من النظام، ومحاولة كسب تعاطف الداخلية، بينما رأى آخرون أن هؤلاء "ربما يكونون من المندسين على الجماعة". وقال سامح عيد، الباحث في الحركات الإسلامية، إن "هناك عوامل كثيرة وتفسيرات عدة تقف وراء هتافات شباب الإخوان ضد المرشد، في محاكمتهم في أحداث العدوة". وأضاف عيد ل "المصريون"، أن "عامين ونصف العام داخل السجون كفيلة لأن يعيد هؤلاء الشباب النظر في أفكارهم ومعتقداتهم"، موضحًا أن "هتافهم ضد المرشد يشير إلى أن هذا حدث بالفعل". وأوضح أن "السبب الرئيسي لقيامهم بذلك من أجل إجراء تسوية من النظام، وللتواصل مع الأجهزة الأمنية للحصول على أكبر قدر من الحرية داخل السجون، وأيضًا لتخفيف حدة المراقبة عليهم داخل السجون، وليس هذا فحسب بل ربما قاموا بذلك ليتضمنهم العفو الرئاسي والذي يتم إعداد قوائم بأسماء بعض الأشخاص التي سيتم الإفراج عنهم قريبًا". وردد المتهمون من شباب "الإخوان"، هتافات في استقبال مرشد الجماعة بمجرد دخوله قفص الاتهام، كانت أبرزها: "يسقط يسقط حكم المرشد"، "وتحيا مصر"، "والصحافة فين المصريين أهم". كما هتفوا: "الجيش والشرطة إيد واحدة"، ويحيا الرئيس السيسي"، و"مصر مصر تحيا مصر" و"عبد الناصر قالها زمان الإخوان ملهمش أمان". وارتدى هؤلاء الشباب "تيشيرتات" مكتوبًا عليها عددًا من العبارات المؤيدة للنظام الحالي مكتوبة بخط اليد منها "تحيا مصر". وتوقع عيد أن "حدوث ذلك نتيجة خلافات بين قيادات الجماعة، بالإضافة إلى عدم وجود ردود فعل مقنعه من القيادات على أسئلة الشباب مما ترتب عليه فقدان الثقة بينهما". وأشار إلى أن "أحد الأسباب التي أدت لذلك ربما تكون محاولة من هؤلاء الشباب لكسب ود وتعاطف المصريين مرة أخرى، بعدما أصبح هناك غضب عام على الجماعة بجميع أعضائها سواء قيادات أو شباب". وتابع: "لا يمكن الحكم على جميع من بالسجون بأنهم أعضاء بالتنظيم الدولي للإخوان"، مؤكدًا أن "بعضًا من هؤلاء كانوا من المؤيدين فقط وبعضهم من تحالف دعم الشرعية، لذا هم هتفوا ضد المرشد". وتعجب الباحث بالحركات الإسلامية من هذا الهتافات، موضحًا أن "هذا الأمر يثير الاستغراب والدهشة، وأنه ربما توجد أسباب أخرى خفية في هذا الموضوع غير هذا الأسباب التي صرح بها". في سياق أخر، قال الدكتور أحمد دراج، أستاذ العلوم السياسية، بجامعة القاهرة، إن هتافات هؤلاء الشباب في هذا التوقيت يثير العديد من علامات الاستفهام. وتساءل دراج في تصريحه إلى "المصريون": هؤلاء لا يُعلم هل هم بالفعل أعضاء بجماعة الإخوان المسلمين، أم هم مندسون عليهم؟. وأوضح أن قيامهم بذلك من أجل الحصول على عفو رئاسي كما يقول البعض تفكير خاطئ، نظرًا لأن جميع تصريحات أعضاء اللجنة تؤكد أن العفو لن يشمل أعضاء جماعة الإخوان، بالإضافة إلى أن العفو لا يشمل الكثير من المسجونين على الرغم من أنهم من مؤيدي النظام.