كشفت صحيفة "هاآرتس" العبرية، تفاصيل أول مواجهة بين مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي" وجيش الاحتلال الإسرائيلي بجنوب الجولان في سوريا. وقالت الصحيفة إن مقاتلي تنظيم "شهداء اليرموك" بجنوب الجولان السوري، أطلقوا صباح اليوم الأحد النيران تجاه قوة إسرائيلية تابعة للواء (جولاني) كانت كامنة في المنطقة الحدودية، ورد جنود الاحتلال على مصدر النيران، لكنهم جوبهوا بإطلاق عدد من قذائف الهاون سقطت على مقربة منهم. وأوضحت أن المعركة انتهت بوصول مقاتلة إسرائيلية وتدميرها عربة رباعية الدفع كانت تحمل مدفعًا ثقيلاً استخدمه المسلحون في استهداف مقاتلي "جولاني"، الذين لم تسجل إصابات في صفوفهم. وأشارت "هاآرتس" إلى أن التنظيم أقام بالقرب من الحدود الإسرائيلية موقع تدريب، يتلقى فيه المقاتلون تدريبات على استخدام السلاح، وخوض معارك في مناطق حضرية، والتعامل مع القنابل والمتفجرات. وقال ضابط رفيع بجيش الاحتلال إن العربة التي استقلها المسلحون وعليها مدفع ثقيل كانت على مسافة بضعة مئات من الحدود، مضيفًا: "لا نعرف بالضبط نتائج الحادثة، لكن على الأرجح سقط أربعة قتلى وتم تدمير مدفع ثقيل". وأضاف الضابط: "إطلاق النار على قوة تتواجد في أراضٍ خاضعة لسيادة إسرائيل خط أحمر، ينتمي المخربون لشهداء اليرموك، ومع أهمية ذلك التنظيم، فإن القوة الإسرائيلية لم تكن تكمن في المنطقة فحسب". فيما قال مصدر رفيع المستوى بالمعارضة السورية ل"هاآرتس" إن الحادث الذي وقع بهضبة الجولان جاء على خلفية اتفاق أُبرم مؤخرًا بين بعض الفصائل المسلحة العاملة بقطاع الجولان السوري وبين نظام الأسد. وأوضح أن عملية اليوم جاءت للتعبير عن استياء الفصائل من الاتفاق، الذي يلزمها بالانسحاب من المنطقة وتسليم سلاحها لقوات النظام، مضيفًا: "هناك الكثير من المسلحين يعتبرون الاتفاق استسلامًا كاملاً، لأنه ليس لديهم طريق آخر للفرار باستثناء الحدود الإسرائيلية والأردنية، وكلاهما مغلق". واعتبر أن إطلاق النار تجاه القوة الإسرائيلية يمثل محاولة لإدخال إسرائيل للنشاطات الفاعلة بالأراضي السورية، لخلط الأوراق ومحاولة تغيير الوضع. وفقًا للتقديرات، فإن عدد مقاتلي تنظيم "شهداء اليرموك" الذي تأسس 2012 وبايع داعش في وقت لاحق، يتراوح بين 700- 800 مقاتل. وانضم التنظيم هذا العام لتنظيم آخر موالٍ لداعش، وغير اسمه إلى "جيش خالد بن الوليد".