ألمح شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم الخميس، إلى إمكانية تعديل البرلمان، ل"مشروع قانون الجمعيات الأهلية" الذي وافق عليه "مبدئيا" منتصف نوفمبر الجاري، وسط انتقادات محلية ودولية. وردا على سؤال حول "أزمة مشروع قانون الجمعيات الأهلية"، قال إسماعيل،إن "مجلس النواب له حقوق دستورية تسمح له بوضع ضوابط مناسبة لمشروعات القوانين". وأضاف "قدمنا كحكومة ملاحظاتنا له حول القانون"، دون أن يكشف عن تلك الضوابط أو الملاحظات. وتابع إسماعيل، في تصريحات صحفية نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن "مجلس النواب يدرس حاليا وجهات النظر المخالفة لهذا التشريع، وهو صاحب الحق الدستوري والشرعي في إصدار القوانين". ولم يحدد رئيس الوزراء، أو البرلمان موعدا لمناقشة تلك الضوابط أو الملاحظات التي تقدمت بها الحكومة. ووفق لائحة البرلمان، يحق للحكومة أو أي برلماني التقدم بتعديلات على أي مشروع قانون، طالما لم يوافق عليه البرلمان بشكل نهائي. وأمس الأربعاء، طالب ماينا كياي، مقرر الأممالمتحدة المعني ب"الحق في حرية التجمع السلمي وتكوين الأحزاب"، الحكومة برفض مشروع قانون الجمعيات الأهلية الذي وصفه بأنه "يحد من قدرة المجتمع المدني على العمل ويخنق قدرته على التعبير بحرية"، وفق بيان. يشار إلى أن مجلس النواب وافق في 15 نوفمبر الجاري، "بشكل مبدئي"، على مشروع قانون الجمعيات الأهلية المقدم من ائتلاف دعم مصر، بشأن تنظيم عمل الجمعيات والمؤسسات العاملة في مجال العمل الأهلي، وأحاله إلى مجلس الدولة للنظر فيه. ومن المنتظر أن يقوم مجلس الدولة، بعد كتابة ملاحظات على المشروع أو تأييده كما هو، بإعادته إلى مجلس النواب مجددا من أجل التصويت النهائي عليه، ورفعه إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي للتصديق عليه. ويواجه مشروع القانون المكون من 89 مادة انتقادات حقوقية واسعة، محلية وأجنبية، نظرًا لاحتواء نصوصه على تشريعات اعتبرها حقوقيون خطوة جديدة في تحجيم عمل منظمات المجتمع المدني في مصر. وينص مشروع القانون على عقوبة الحبس لمدة تصل إلى 5 سنوات، إضافة إلى غرامة تصل إلى مليون جنيه (حوالي 57 ألف دولار)، لكل من عاون أو شارك منظمة أجنبية في ممارسة نشاط أهلي في مصر دون الحصول على تصريح، أو شارك في إجراء بحوث ميدانية أو استطلاعات رأي في مجال العمل الأهلي دون الحصول على موافقة مسبقة. وتتعرض مصر لانتقادات من جهات محلية ودولية بسبب الوضع الحقوقي بها، وهو ما اعتادت أن تنفيه السلطات، مؤكدة أنها "تدعم حرية التعبير عن الرأي، والمؤسسات الحقوقية واستقلال القضاء".