أمس، السبت، جرى فتح باب الترشح لرئاسة الجمهورية وحتى 8 أبريل القادم, وربما ظن البعض أن المنصب قد فقد هيبته بعد أن أعلن عدد كبير ترشحهم للرئاسة - غالبيتهم غير معروف- لكنها الديمقراطية. الطريق إلى كرسى حكم مصر ليس سهلا، كما يتصور البعض, بل ملىء بالمفاجآت والمطبات، والتى لم يظهر أغلبها بعد, وكلما اقتربنا من أيام الحسم والتصويت سيتم استخدام كل الأوراق المباحة وغير المباحة فى تلك المعركة. لاتنتظر منى فى هذه السطور أن أنقل لك توقعاتى حول شخصية الفائز بمنصب رئيس الجمهورية القادم, خاصة أنه ربما يتقدم الصفوف شخصيات تتمتع بالملاءة السياسية والجماهيرية, لكن تقديرى أن رئيس الجمهورية القادم عليه أن يعرف تعدد القوى المؤثرة فى اختيار رئيس مصر، وأنها لم تعد واحدة أو اثنتين, إذا تفاهم معهما فإنه يكون قد ضمن الفوز, ربما كان هذا جائزا فى الماضى، لكن بعد الثورة تغيرت موازين القوى. هذه القوى المتعددة, بعضها سيؤثر تأثيرا مباشرا فى مسألة الاختيار, والبعض الآخر سيؤثر بشكل غير مباشر, لكن لايمكن الاستهانة بها مثل قوى الإعلام والمؤسسة الدينية الرسمية (الأزهر والإفتاء) وكذلك الكنيسة ويضاف إلى ذلك رجال الأعمال, وسوف نتحدث عن تلك القوى فى مقال لاحق. ظنى أن أى مرشح يريد الوصول إلى كرسى الرئاسة لابد أن يحصل على دعم (أو تحييد) قوى رئيسية يمكن تحديدها فيما يلى: 1-المؤسسة العسكرية: رئيس الجمهورية القادم يفترض أن يكون محلا (للقبول) من المؤسسة العسكرية ولا أقول (الموافقة) والفارق كبير, فلا يمكن توقع وصول شخص ما لحكم مصر وهو ليس مقبولا من المؤسسة العسكرية, بحكم تداخل الصلاحيات وتشابك المصالح بين المؤسستين, مثال: هل يمكن أن يصل للحكم شخصية تعلن فور وصولها الحرب على إسرائيل ورفض المعونة الأمريكية العسكرية دون تشاور مع المؤسسة العسكرية؟ 2-البرلمان وقوى تيار الإسلام السياسى: من يريد الفوز بالرئاسة من بين المرشحين الحاليين يجب ألا يكون فى حالة عداء أو خصام مع البرلمان وقوى الإسلام السياسى التى تشكل الأغلبية المطلقة داخل البرلمان, بسبب قوتهم التصويتية المؤثرة التى يملكونها فى الشارع, كما أنه لايمكن تخيل رئيس مصر القادم وهو فى حالة خصام مع البرلمان ومن ثم لا يستطيع مثلا تمرير قوانين وعد بها الناخبين. 3-الخارج: نعنى به الولاياتالمتحدة ودول الخليج: ظنى أن الناخب المصرى لن يمنح صوته لمرشح رئاسى سيؤدى انتخابه إلى قطع علاقات مصر الخارجية أو يجلب لها مشاكل سياسية واقتصادية عنيفة أو يجعلها بلدًا محاصرًا، بل تقديرى أن الناخب المصرى سوف ينحاز للمرشح الرئاسى الذى يتمتع بعلاقات دولية جيدة تفتح أمام المصريين فرصًا كبيرة فى العمل بالخارج, وكذلك إيجاد تعاون اقتصادى مع الخارج مع انفتاح كبير. 4-الشارع المصرى (الناخب): سوف يصل إلى رئاسة مصر المرشح الذى ينجح فى بعث الأمل فى نفوس المصريين ويعدهم بأن (بكرة أحلى) عن واقع وليس مجرد كلام عاطفى بل وفق برنامج مدروس بعناية، أما المرشح الذى سيشعر معه الناخب أنه باعث للتشاؤم وكل تصريحاته مخاوف وقلق وتهديد فالمؤكد أنه سيضيع وقته. تلك فى تقديرى القوى الرئيسية التى ستحسم مسألة اختيار رئيس مصر القادم, بعضها ليس له حق التصويت فى الصندوق لكنها تملك فرصة التأثير والتوجيه, وإذا تأملت فى تلك القوى ثم قمت بتحليلها مع كل مرشح مطروح على الساحة الآن فسوف يمكنك الوصول إلى المرشح الأقرب. [email protected]