حذرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية, من أن قيادة الولاياتالمتحدة للعالم, التي استمرت مائة عام منذ 1918 , قد تتعرض لانهيار سريع وكامل على يد الرئيس المنتخب دونالد ترامب, بعد أن تعرضت للمزيد من التآكل مع الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما. وأضافت الصحيفة في مقال لها في 14 نوفمبر, أن هناك قلقا واسعا في أنحاء العالم حول السياسة الخارجية التي سيتبعها ترامب, بعد تصريحاته المثيرة للجدل خلال حملته الانتخابية, والتي اتسمت بالعنصرية والتطرف. وتابعت " من يرغبون في ترويض ترامب يأملون أن يقوم بتعيين مسئولي الأمن القومي السابقين ذوي الخبرة من الجمهوريين، وأبرزهم السيناتور بوب كوركر، ومستشار الأمن القومي السابق ستيفن هادلي، والمدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) ديفيد بترايوس، وأن يبتعد عن تعيين أصدقائه غريبي الأطوار مثل نيوت غينغريتش ورودي جولياني ومايكل فلين". واستطردت الصحيفة "التعيينات في المناصب العليا ستحدد إذا كان خبراء السياسة الخارجية من الجمهوريين سينضمون أو ينأون بأنفسهم عن الإدارة الأمريكية الجديدة, فإذا انضموا, فإن ترامب سيسير على الأرجح في الخط التقليدي للسياسة الخارجية, وإلا, أما إذا حدث العكس, فإن البيت الأبيض سيقود أمريكا نحو الكوارث". يذكر أنه منذ فوز ترامب في 8 نوفمبر, تتواصل المظاهرات المنددة بانتخابه في عدة مدن أمريكية, بسبب المخاوف من أن تتسبب سياساته في تنامي العنصرية والعنف ضد الأقليات. وفي 14 نوفمبر, انضم آلاف الطلاب في عدد من الولاياتالأمريكية إلى الحراك الشعبي الغاضب, وغادر الطلاب عشرات المدارس العليا والمتوسطة في ولايات كاليفورنيا وواشنطن (غرب) ومريلاند وكولورادو وبنسلفانيا (شرق) ليشاركوا في مسيرات رددوا خلالها هتافات مناهضة للمواقف التي عبر عنها ترامب ضد المهاجرين والأقليات خلال حملته الانتخابية. وفي مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا, تجمع ألف طالب تقريبا في ساحة مارياكي ورددوا هتافات أحدها يرحب بالمهاجرين في الولاياتالمتحدة، ورفع آخرون لافتات تدعو إلى "ترحيل" ترامب. وتظاهر طلاب المدارس أيضا في دنفر بولاية كولورادو، ورفعوا شعارات من بينها "اصنعوا السلام لا الحرب"، وشملت المظاهرات كذلك مدينة سياتل بولاية واشنطن غربي البلاد، كما خرجت مسيرة ضمت مئات من الطلاب في مدينة بورتلاند بولاية أوريغون، وكانت المدينة شهدت قبل ذلك أعمال عنف على هامش احتجاجات مماثلة على فوز ترامب بالانتخابات. وخرجت مظاهرة أخرى في مدينة أوكلاند بكاليفورنيا دعا المشاركون فيها سلطات الولاية إلى عدم المساس بالمهاجرين غير القانونيين. وكان الرئيس الأمريكي المنتخب وعد بعد انتخابه رئيسا بطرد ما بين مليوني وثلاثة ملايين مهاجر لا يملكون تراخيص إقامة. وحسب "الجزيرة", انتقد ترامب الاحتجاجات التي اعتبر أن بعضها يقف وراءها "محترفون"، وقال لاحقا إن المحتجين ربما يشعرون بالخوف لأنهم "لم يعرفوه بعد". وتتواصل المظاهرات في وقت سجلت فيه منظمات أمريكية تدافع عن الحقوق المدنية اعتداءات على أفراد من الأقليات منذ فوز ترامب بالانتخابات في الثامن من الشهر الحالي، واستهدفت الاعتداءات مسلمات محجبات، إضافة إلى ترويع أطفال المهاجرين، وكتابات عنصرية على الجدران.