على الرغم من التوتر الذي شاب العلاقات المصرية - السعودية خلال الفترة الماضية، إلا أن فوز دونالد ترامب برئاسة الولاياتالمتحدة سيكون على ما يبدو عاملاً لعودة العلاقات بين القطبين الإقليميين إلى مسارها الطبيعي، على ضوء موقف الرئيس المنتخب العدائي تجاه المملكة، وهذا ظهر في تصريحاته خلال حملته لخوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وأدى فوز ترامب إلى خروج مطالبات في المملكة بتوحيد الدول العربية خلال الفترة القادمة. وقال الكاتب السعودي المعروف بقربه من العائلة المالكة جمال خاشقجي، في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "لعل في فوز ترامب حافز أن نتحد ونطوي صفحات خلافات ومكايدات أنهكتنا، نحتاج لذلك أمام رئيس أمريكي يرانا جميعًا خصومًا له ولبلده ومجرد "كاش"". كما أن فوز ترامب قد تكون له تأثيرات كبيرة على الملف السوري، إذ إنه قد يعطي روسيا التفويض لحل هذه الأزمة، وهذا ما لوح به في خطابات له في أثناء حملته الانتخابية، قائلا: "إننا ضد فكرة التدخل في بلدان أخرى، كما أن مصير الأسد ليس من ضمن أولوياته خلال فترة توليه الحكم، مما يعتقد البعض بأن نظام الأسد سينعم على الأقل بشهور من الراحة لكن لا يعلم أحد كيف ستتطور الأمور فيما بعد بسبب العلاقات التي ستجمعه مع إيران". ويقول محللون إن وصول ترامب إلى رئاسة البيت الأبيض ستجعل السعودية تعيد التفكير في كسب مصر كحليف استراتيجي. وخلال مباحثات عقدها الرئيس عبدالفتاح السيسي، ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، الخميس، اتفقا على ضرورة لم الشمل العربي واحتواء الخلافات القائمة. وربطت تقارير صحفية عربية الزيارة بمساع تقودها الإمارات لطي خلاف طرأ أخيرًا على العلاقات المصرية السعودية. وقال إبراهيم يسري، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن العلاقات بين السعودية ومصر ستعود إلى طبيعتها في غضون الأيام القادمة، في ظل تخوف النظام السعودي من وجود ترامب فى الحكم، إلا أنه أكد أن "السياسة الأمريكية تضعها مؤسسات وليس أفراد، وبالتالي فإذا حدث تغيير سيكون جزئيا وليس كليًا". وأضاف يسري ل"المصريون": "حكام الدول العربية سيجدون صعوبة بالغة في التعامل مع الرئيس الجديد "ترامب"، بسبب تصريحاته أثناء الانتخابات الرئاسية الأمريكية، بأنه ضد الإسلام والمسلمين، وبالتالي تتخوف السعودية من تغير في السياسة الأمريكية خلال حكم ترامب، الأمر الذي سيدفعها إلى إعادة التفكير في عودة العلاقات مع النظام المصري للتنسيق في حل قضايا المنطقة". وقال الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي، إن "زيارة محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي، تكشف عن استعداد السعودية لإيجاد حل لإنهاء التوترات الأخيرة مع مصر". وأضاف صادق: "السعودية تريد حل خلافاتها مع النظام المصري، وهذا سيعتمد على إمكانية نجاح الوساطة الإماراتية، خاصة بعد وصول دونالد ترامب لرئاسة الولاياتالمتحدة، نظرًا لتصريحاته الحادة ضد السعودية، ومن ثم يتعين على المملكة إنهاء أي خلافات إقليمية مع مصر، لا سيما في ظل خلافاتها مع إيران والحوثيين في اليمن". ونشبت أزمة بين مصر والسعودية عقب تصويت القاهرة في مجلس الأمن منتصف أكتوبر المنصرم إلى جانب مشروع قرار روسي، لم يتم تمريره متعلق بمدينة حلب السورية، كانت تعارضه دول الخليج والسعودية بشدة. وإثر ذلك طفت على السطح أزمة أخرى على خلفية ممازحة الوزير السعودي السابق، إياد مدني (رئيس منظمة التعاون الإسلامي السابق) للرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، عبر التلميح بعبارة استخدمها الرئيس السيسي. ولم يشفع اعتذار مدني في تهدئة الأوضاع بينه وبين القاهرة، حتي استقال مؤخرا من المنظمة لأسباب صحية، كما أعلنت الأمانة العامة للمنظمة، في ظل تمسك مصر بتقديم استقالته، وهو الموقف الذي رحبت به وزارة الخارجية المصرية وبالمرشح السعودي الجديد الذي رشحته المملكة لتولي رئاسة أمانة التعاون الإسلامي.