حددت شبكة "سي إن إن" الأمريكية أسباب خسارة المرشحة الديمقراطية هيلاري، أمام منافسها الجمهوري "دونالد ترامب" الذي نجح في تحقيق فوز ساحق بحصوله على 279 من أصوات كبار الناخبين في الولاياتالأمريكية مقابل 218 لمنافسته. وخلُصَ تقرير تحليلي نشرته "سي إن إن" على موقعها، إلى أن الأمريكيين ذوي الأصول الإفريقية واللاتينية ومشاعر الغضب التي يشعر بها المواطن الأمريكي العادي هما كلمتا السر في تلك الخسارة. وأشار التحليل إلى أن كلينتون لم تتمكن من الاستفادة من الشعبية الكبيرة التي حصل عليها الرئيس الأمريكي باراك أوباما بين الناخبين الأمريكيين ذوي الأصول الإفريقية واللاتينية، إلى درجة أن كثيرًا منهم أحجم عن الذهاب لمراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم. وأضاف أنه رغم حصول كلينتون على أصوات 88% مقابل حصول ترامب على تأييد 8% من أصوات الأمريكيين ذوي الأصول الإفريقية، إلا أن هذه النسبة جاءت أقل بكثير من النسبة التي حصل عليها باراك أوباما خلال سباقه الرئاسي أمام المرشح الجمهوري ميت رومني عام 2012، حيث حصل أوباما على 93% بينما حصل رومني على 7%. وذكر أن خسارة كلينتون ل12% من أصوات الأمريكيين الملونين، فضلا عن حدوث تباطؤ غير متوقع في عدد المواليد الأمريكيين من أصول لاتينية، تسبب في زيادة فداحة تلك الخسارة. تأييد فاتر وقالت الشبكة إن تصريحات ترامب عن مجتمعات الأمريكيين الأفارقة وأنهم يعانون من الفقر والبطالة والاضطهاد من قبل الشرطة ساهمت في تقليل دعمهم لكلينتون. وتابعت الشبكة حديثها، مؤكدة أن تأييد الأمريكيين اللاتينيين لكلينتون جاء فاترًا أيضًا بالرغم من الموقف المعادي الذي أظهره ترامب تجاه المكسيك، حيث قال إنه يريد أن يبني حائطًا عازلًا بين الولاياتالمتحدةوالمكسيك لمنع تدفق المزيد من المهاجريين غير الشرعيين لأمريكا. وتشير نتائج الانتخابات إلى حصول كلينتون على 65% مقابل 29% من أصوات الأمريكيين ذوي الأصول اللاتينية. سياسة التهييج في المقابل، عزا التحليل فوز دونالد ترامب إلى نجاحه في الغوص في بحر الغضب الذي يشعر به المواطن الأمريكي العادي تجاه الإدارة الأمريكية في واشنطن. كما أنه تمكن من تهييج مشاعر عدم الرضى التي يشعر بها هذا المواطن تجاه وضعه الحاضر ومخاوفه من المستقبل. وأكد أن ترامب "أسهب كثيرًا -خلال حملته- في الحديث عن الآلام التي يشعرون بها حيال عدم تمكنهم من نيل ما يريدون بالرغم مما يبذلونه من عمل شاق". الأغلبية الصامتة وأوضح أن هذه السياسة الجديدة التي طبقتها حملة ترامب ساعدته في الإطاحة بكل التقاليد المتعارف عليها بعالم السياسة لتكون النتيجة النهائية هي فوزه الساحق وغير المتوقع بالرئاسة الأمريكية بعد كل ما شهدته حملته من تصريحات كاذبة وألفاظ نابية وعداء كبير تجاه الأمريكيين ذوي الأصول اللاتينية والإفريقية وأبطال الحروب الأمريكيين والمسلمين. ولفت إلى أن هذا الفوز يُعيد للأذهان "الأغلبية الصامتة" التي مكنت الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون من الفوز بالانتخابات الرئاسية عام 1960.