طالعت في صحيفة الأهرام وتحديداً في باب " بريد الجمعة " رسالة من سيدة فاضلة تحكي فيها عما تتعرض له الفتاة في الصعيد من إيذاء جسدي ليلة زفافها وكانت الرسالة بعنوان " أصابع الشرف " ولعل ما آثار إهتمامي هو رد الفعل من القراء الأعزاء حول هذا الموضوع ، وتحت مبداً " حقوق المرأة " راحت الأقلام تنهال على المجتمع الصعيدي بكل مافيه من قيم ومباديء واصفةً ما يحدث بالجهل تارةً ، وبالوحشية تارة ، وتارة آخرى بالبؤر المظلمة ، وغيرها مما يثير في النفس الحزن الأسى على أدباء ومثقفين إتخذوا من أقلامهم خناجر يطعنون بها هذا المجتمع الذي مازال من أنقى مجتمعات العالم سيرةً وسريرة . لقد تناسى هؤلاء كل ما يمتاز به المجتمع الصعيدي من صفات حميده قلما تتواجد في كثير من المجتمعات في هذا الزمان ، وتناسوا وهم يحاولون الإعتراض ودفع الأذى الجسدي عن " الفتاة الصعيدية " إنهم يتسببون بكتاباتهم هذه في أذى " نفسي " لكل أفراد المجتمع الصعيدي . لقد أعجبتني مقالة رائعه للدكتور الأديب " مصطفى رجب " عميد كلية التربية - سوهاج - سابقاً ، والتي ألمح فيها عن الظلم البيِن والإهمال المتعمد للمجتمع الصعيدي بكل ما فيه من رموز وقيم واعلام أدبية وسياسية ساهمت ولازالت في صنع تاريخ مصر الحديث ، وكان الكاتب يشير إلى ذلك من خلال ، ما قرأه عن إحدى الموسوعات التي ضمت في محتواها أشخاصاً كثيرون وتناست أشخاصاً أكثر . لقد حضرت ندوة للأديب الدكتور المصري / د.ربيع عبد العزيز حلبي بجامعة الملك فيصل بالمملكة العربيةالسعودية ، والتي كانت بعنوان " الآخر " تحدث فيها عن الفروق والفجوات التي ظهرت بين المجتمعات بشكل عام والمجتمعين العربي والغربي بشكل خاص ، وقد حضرتني هذه المحاضرة وأنا أقرأ رسالة " أصابع الشرف " والردود المجحفه للمجتمع الصعيدي ومدى ظلم بعض المجتمعات لنفسها تحت مبدأ " حرية الرأي " . ولكن يبقى السؤال .....متى نتوقف عن النقد الهدام ، الذي لا يسمن ولا يغني من جوع ؟؟؟؟!!!!! وأقول لكل من أمسك بقلمه ليطعن في عادات وتقاليد مجتمع الصعيد ." ماذا فعلت لتحسن من الصورة القاتمة التي رسمتها بقلمك ثم إنتقدتها ؟ هل غصتم في أعماق هذا المجتمع وأجريتم بحوثاً ميدانية ومسح شامل على الأقل لشريحة من فتيات الصعيد ، ووجدتم إن الحال مازال على ماهو عليه ام تغير الآن وأن هذه حالة تعتبر شاذه في وقت إختلفت فيه المرأة الصعيدية أكثر من ذي قبل شكلاً ومضموناً " . نحن لا نساند مثل هذه التصرفات ولكن ندافع عن مجتمعنا فكل مجتمع فيه النقيضان الأسود والأبيض فلسنا أنبياء ولا ملائكة . م. هلال حسن حلبي السعودية - الخبر الشركية السعودية للكهرباء