وصف الدكتور عاطف سعداوي قاسم، خبير الشئون الأمريكية بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية، فوز دونالد ترامب، برئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية، بأنه انتحار للعقل والمنطق، وهو انتحار لم يستوعبه كبار الإستراتيجيين الأمريكيين، ولا المواطنين العاديين حتى هذه اللحظة. واعتبر سعداوي، في تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن الأفكار الغريبة التي طرحها ترامب خارج الصندوق ربما تكون قد استهوت قطاعًا من الأمريكيين يحلم باستعادة القوى الخشنة للإمبراطورية الأمريكية، وأن تنعم الولاياتالمتحدة بالأمن بشكل مبالغ فيه قد يكون دفع أمريكيين للتصويت للامنطق. وأشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هو الرابح الأول من فوز دونالد ترامب، فليس خافيًا على أحد مدى الدور الروسي في خلق المتاعب للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، مؤكدًا أن المرحلة المقبلة ستشهد تطابقًا بين موسكووواشنطن في عدد من الملفات الشائكة. ونبه إلى وصول ترامب لرئاسة المكتب البيضاوي سيدفع إلى حسم سريع للأزمة السورية لصالح بشار الأسد، فلن تستمر المأساة السورية طويلًا، في ظل التطابق بين ترامب وبوتين على دعم النظام، والتصدي للقوي الراديكالية ووجود توافق بينهما ضد ثورات الربيع العربي. ولفت الخبير بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية في الأهرام إلى أن الدرس الأكثر شراسة الذي خلفته الانتخابات الأمريكية هى تسديد الأمريكيين ضربة قاتلة لفكرة التوازن بين السلطات، فالأغلبية التي حققها الديمقراطيون داخل الكونجرس والشيوخ تجعل ترامب رئيسًا فوق المحاسبة، وتطلق يديه في قيادة العالم نحو الفوضى بفضل الأفكار الغربية التي يتبناها. وفي المقابل يعتقد أن ترامب لن يكون قادرًا على تنفيذ كل الأفكار الغربية حيال الملفات المهمة مثل دفع السعودية لتقديم مليارات الدولارات مقابل الحماية، أو إرغام دول الناتو إلي دفع أموال مماثلة، أو بناء سور مع المكسيك لمنع المهاجرين، والحد من دخول المسلمين الأراضي الأمريكية. وقلل من أهمية حدوث تغييرات إستراتيجية من موقف واشنطن تجاه الشرق الأوسط ومصر، لافتًا إلى استمرار الانحياز الأمريكي لصالح إسرائيل وضد ثورات الربيع العربي وهو موقف لن يختلف كثيرًا سواء أكان مرتضي منصور الأمريكي يجلس علي سدة البيت الأبيض أو كانت كلينتون هى الفائزة.