أثارت الاختبارات، التى تقيمها وزارة الأوقاف، للأئمة والخطباء قبل تعيينهم للعمل بالمساجد من خلال وضع أسئلة تكشف الإخوان والسلفيين والدواعش، جدلاً لدى بعض الأزهريين. وأشار البعض، إلى فشل هذه الطريقة بسبب تغيير الأئمة إجاباتهم للحصول على هذه الوظائف ما اعتبروه أمرًا سهل العبور منه والتغاضى عنه أمام المختبرين له. فيما يشيد آخرون، بهذه الأسئلة فى اكتشاف اتجاهات الأئمة وانتماءاتهم السياسية التى سرعان ما تخرج مع كثرة طرحها عليهم . يرى الدكتور محمود مزروعة، أستاذ العقيدة جامعة الأزهر، أن قيام وزارة الأوقاف بوضع أسئلة فى اختبارات الأئمة الجدد حتى تكشف الإخوان والسلفيين والدواعش، طريقة خاطئة وفاشلة ولن يستطيعوا من خلالها اكتشاف ذلك. وأوضح مزروعة، فى تصريح خاص ل"المصريون"، أن الطريقة الصحيحة لاكتشاف هؤلاء، هو قيام الوزارة بامتحان الأئمة الجدد فى حفظ القرآن واختبارهم فى أرائهم السياسية حول بعض القضايا المعروفة، وسيتضح من خلال ذلك توجهاتهم، مضيفًا أن هؤلاء سيظهرون من خلال متابعتهم أكثر من مرة من مفتشى الوزارة . وتساءل، هل ستقوم الوزارة بسؤالهم حول رأيهم فى الدواعش أو الإخوان بهذا الشكل؟، مضيفًا أن جميع الأئمة ستكون إجاباتهم وفقًا لما تريده الوزارة، لكن يظل ما فى قلبه كما هو. ورفض أستاذ العقيدة، أن تتم متابعة هؤلاء الأئمة من قبل رجال الأمن، بل من يتولى هذه المهمة هم المفتشون، نظرًا لأن رجال الأمن لا يعرفون القواعد والأصول، وحتى لا يصبح الأئمة خاضعين لأجهزة الأمن. وفى السياق نفسه، أشاد الدكتور عبد الحليم منصور، وكيل كلية الشريعة بتفهنا الأشراف، بقيام وزارة الأوقاف بعمل اختبارات للأئمة من خلال وضع أسئلة تكشف الإخوان والسلفيين والدواعش فى امتحانات الأئمة الجدد التى تعقدها الوزارة فى الفترة الحالية، مشيرًا إلى أهميتها فى تطهير المساجد من أصحاب الفكر المتطرف. وأضاف "منصور" فى تصريحات ل"المصريون"، أن الأئمة يخضعون فى الامتحانات بوزارة الأوقاف إلى أسئلة كثيرة ومتنوعة يستطيع من خلالها المختبر كشف الشخص من خلال الأسئلة التى يتم توجيهها حتى يعرف اتجاهه وميوله. وتابع، أنه لابد أن يتوافر فى الشخص الذى يطرح الأسئلة مجموعة من السمات الشخصية من القدرة العقلية والمهارات السلوكية، موضحًا أن ذلك يساعد على استئصال شأفة الجماعات الإرهابية والملحدين وغيرهم من أصحاب الفكر الهدام. وأكد، دور التحريات الأمنية فى تنقية المؤسسات الدينية وعلى رأسها المساجد بعد نجاح المتقدمين فى الاختبارات الشفهية والتحريرية، مشيدًا كذلك بدورها فى معرفة ما إذا كان الشخص ينتمى لجماعات متطرفة أم لا . فيما أشاد الشيخ محمد عبدالسلام دحروج، الداعية البارز بوزارة الأوقاف، بجهود الوزارة فى منع اختراقها من قبل رجال الإخوان والسلفيين والدواعش من خلال وضع أسئلة تكشف الإخوان والسلفيين والدواعش فى امتحانات الأئمة الجدد التى تعقدها الوزارة فى الفترة الحالية. وحذر "دحروج" فى تصريحات له من محاولات البعض تجنب الإجابة على هذه الأسئلة من أجل النجاح فى الاختبارات رغم انتمائه للفكر الداعشى أو الإخوانى أو السلفي. وتابع: إن وزارة الأوقاف تؤدى المهمة على الوجه الأكمل فى اختيار العناصر التى تنتمى للفكر الوسطى المعتدل الموكل بهم توجيه الخطاب الدينى للناس إلا أن الأمر لا يخلو من تحايل هنا وهناك متمثلاً فى التقية فى الإجابة بالامتحانات بخلاف العقيدة، وهنا ينتهى دور الوزارة ويبدأ دور المؤسسات الأمنية المنوطة بذلك.