النائب خالد عبد العزيز: رئيس الوزراء اعترف بالفشل وعدم وجود رؤية لديه عبد العال:"ندعم الحكومة في جميع قراراتها حتى لو كانت صعبة" مجدي حمدان:" نعيش عصر من المسخرة بالمواطن المصري" خير الله:" خطاب للمغيبين ورأس غارب تثبت الفساد"
للمرة الأولى في تاريخ مجلس النواب تسود حالة من الغضب بين الأعضاء حول الحكومة بسبب الأزمات المتلاحقة اقتصاديًا واجتماعيًا وبيئيًا خلال الجلسة العامة التي عقدت قبل قليل، حيث تقدم نحو 165 عضوًا بطلبًا لرئيس المجلس الدكتور على عبد العال لسحب الثقة من الحكومة إلى جانب العشرات من طلبات الإحاطة الموجهة لعدد من وزراء حكومة إسماعيل.
غضب النواب دفعهم للمطالبة بحضور رئيس الوزراء وأعضاء الحكومة للجلسة العامة، معتبرين عدم مثولها أمام المجلس إهانة وهو ما دفع الدكتور على عبد العال للخروج من المجلس لإجراء اتصالًا هاتفيًا عاد بعده ليؤكد حضور المهندس شريف إسماعيل رئيس الحكومة وعدد من الوزراء للجلسة العامة.
شريف تحت القبة
فور وصول رئيس الوزراء إلى مجلس النواب بصحبته وزراء التنمية المحلية، البيئة، التموين، التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى، الشئون القانونية، الري، انتفض عدد من النواب مطالبينه بتقديم استقالة الحكومة وهو ما دفع رئيس المجلس الدكتور على عبد العال لتهديد النواب بتطبيق اللائحة على النواب غير الملتزمون بإدارة الجلسة والمهاجمين لرئيس الوزراء مطالبينه بتقديم استقالة الحكومة.
وعقب عبد العال:" أسهل شيء هو سحب الثقة من الحكومة، ولكن يجب أن نركز على إجبار الحكومة على تغيير سياساتها، وسحب الثقة له قواعد محددة ". وردًا على الأزمات المتفاقمة بالبلاد وجه المهندس شريف إسماعيل رئيس الحكومة العديد من الرسائل حملت بعضها الإيجابية وبعضها السلبية.
الأزمة الاقتصادية
قال شريف إسماعيل، تعليقًا على الأوضاع الاقتصادية في البلاد، إن مصر تمر بظروف اقتصادية صعبة، خاصةً بعد ثورة 25 يناير 2011 حيث زادت الأجور والمرتبات بنسبة كبيرة ما أثر على عجز الموازنة العامة، إلى جانب ارتفاع المعاشات من 41 مليار جنيه سنويًا إلى 136 مليارًا، وزيادة المرتبات من 85 مليارًا سنويًا إلى 210 مليارات جنيه.
وأضاف رئيس الوزراء،:" هذه ليست المرة الأولى التى تمر فيها مصر بأزمة اقتصادية، حيث تجاوز عجز الموازنة عام 1988 حاجز ال200%، ونجحت الحكومات في كل الظروف الماضية في المرور من الأزمات بمساندة ودعم مجلس النواب، ونحن قادرون على تخطى الأزمة الحالية بمساندة مجلسكم الموقر".
أزمة رأس غارب
وحول أزمة السيول في محافظات الصعيد، قال رئيس الوزراء: " مصر تتعرض لظاهرة تغيير المناخ مثل باقى دول العالم، وهذا ما نتج عنه بعض الحوادث مثل السيول فى رأس غارب".
وأضاف إسماعيل: "اتخذت الحكومة استعداداتها لمواجهة السيول في عدة مدن مثل سفاجا والقصير ومرسى علم دون مدينة رأس غارب حيث لم تضربها السيول منذ أكثر من 50 عامًا ولذلك لم يتم وضعها في مخططات الحكومة".
أزمة السكر
قال رئيس الحكومة، إن مجلس الوزراء والجهات المعنية تعمل على ضخ أكبر كمية ممكنة للسكر بالسوق المحلى بإجمالي كميات من 8 إلى 10 آلاف طن سكر يوميًا لمواجهة أزمة نقص المعروض وارتفاع السعر.
وأضاف،:" لدينا احتياطى من السكر يكفى 3 أشهر، وجميع السلع الأساسية تكفى ل 6 أشهر، وحريصون على توفير السلع الأساسية والحفاظ على أسعار مناسبة".
الضرائب التصاعدية والجمارك
وحول زيادة حصيلة الموازنة العامة من الضرائب، كشف إسماعيل، عن دراسة الحكومة لتطبيق منظومة الضرائب التصاعدية خلال الفترة المقبلة، إلى جانب تركيب أجهزة جديدة يتم تركيبها في كل المنافذ للحد والضبط من عمليات الاستيراد والتصدير ورفع الحصيلة الجمركية.
رسالة للنواب
ووجه رئيس الحكومة رسالة إلى مجلس النواب بعد هجوم العديد من النواب عليه مطالبينه بالاستقالة، قائلًاً:" أشكر الأعضاء على رؤيتهم فيما يتعلق بأداء الحكومة وأؤكد أن الوطن يمر بظروف صعبة وأن الحكومة تقدر الظروف التي يمر بها المواطنون، وتعلم أن البرلمان يلمس معاناة المواطن بسبب الاحتكاك بالشعب أكثر من الحكومة".
فساد الجهاز الإداري
اعترف شريف إسماعيل، بانتشار الفساد في الجهاز الإداري للدولة، قائلًا:"نحن نستعين بالقوات المسلحة في أوقات كثيرة لأن خبرتها أعلى من الجهاز الإداري للدولة نظرًا لأن الجهاز الإداري للدولة يعاني من الفساد فيما تكون القوات المسلحة أكثر التزامًا".
وأضاف رئيس الحكومة: "المشكلات التي تمر بها مصر ليست فقط اقتصادية، وإنما نعاني أزمة في الإدارة وانتشارًا كبيرًا لمعدلات الفساد ".
قانون الاستثمار
وحول ملف الدعم، قال إسماعيل،:"الظروف صعبة ولابد من قرارات صعبة في هذه المرحلة، ونعمل على إصدار قانون الاستثمار وقانون الإفلاس في الفترة المقبلة".
تعويم الجنيه
وحول أزمة الصرف ووجود سعرين رسمي وآخر بالسوق السوداء للجنيه، قال شريف إسماعيل:" سيكون هناك سعر واحد لصرف الدولار ليعكس القيمة العادلة للجنيه المصري فى التوقيت المناسب، حيث يتم العمل على ذلك الآن بالتنسيق مع البنك المركزي وسيتم السيطرة على سعر الصرف فى أقرب فرصة".
العدالة الاجتماعية
وحول ملف العدالة الاجتماعية قال رئيس الوزراء،:" إن الحكومة تسعى بكل طاقتها في تحقيق العدالة الاجتماعية سواء من توفير السلع التموينية أو برنامج تكافل وكرامة أو إسكان اجتماعي مع التوسع فيها رغم الظروف الصعبة.
وأضاف أن الفترة الحالية تحتاج لقرارات صعبة، وأن الحكومة مستمرة فى أخذ القرارات للخروج من الأزمة الاقتصادية الحالية.
الصناعة والسياحة
أكد رئيس الوزراء أن إصلاح منظومة الصناعة يكون من خلال إصدار تشريعات تساعد في جذب الاستثمارات إلى جانب تطوير البنية الأساسية في قطاع الإسكان والطرق والمدن الجديدة، حيث رصدت الحكومة 6 مليارات جنيه قابلة للزيادة بهدف دعم الصناعة".
ولفت إسماعيل، إلى أن ملف السياحة وأزمة الركود التي يشهدها القطاع تأتي ضمن أولويات الحكومة من خلال العمل على فتح أسواق جديدة وتسعى فى ذلك بشكل سري في ظل ما تتعرض له السياحة من ضربات إرهابية.
خبراء ونواب
النائب خالد عبد العزيز، قال في تصريح خاص ل" المصريون"،:" إن تصريحات رئيس الوزراء أمام البرلمان اليوم حملت أعذار أقبح من الذنوب مرجعًا المشكلات التي تعاني منها الدولة حاليًا إلى بيان الحكومة الذي قدمته لمجلس النواب بدون آليات تنفيذ إلى جانب تقديم مشروع الموازنة وفق قانوني الخدمة المدنية والقيمة المضافة رغم أنهما لم يكونا قد تم إقرارهما بالبرلمان بعد ولأول مرة تحدث هذه الواقعة في التاريخ".
وأضاف عبد العزيز،:" حديث رئيس الوزراء عن الفساد بالجهاز الإداري والاستعانة بالقوات المسلحة يثبت فشل الحكومة وحتمية تقديمه استقالته إلى جانب حديثه عن تشبيه الوضع في مصر بسوريا ونقول له اضرب لنا المثل بدولة في ذات ظروفنا وليس دولة مفككة وتشهد حربًا أهلية".
وتابع عضو مجلس النواب،:" نحتاج لحكومة رشيدة لديها رؤية واضحة حيث عن حديث رئيس الوزراء عن تعويم الجنيه من خلال اعتماد سعر موحد للصرف يمثل كارثة وإثبات فل الحكومة في السيطرة وضبط السوق لتتجه للتعويم فيما لا يوجد احتياطي للنقد الأجنبي يكفى لهذه العملية التي ستؤدي لارتفاع الأسعار أكثر من الوضع الحالي لاعتماد البلاد على نحو 70 % من استهلاكها من الخارج".
وأردف،:" قدمنا طلبًا موقعًا من العشرات من النواب للمطالبة بسحب الثقة من الحكومة بيد أن ذلك لم يحدث ".
وانتقد مجدي حمدان القيادي السابق بجبهة الإنقاذ، تصريحات رئيس الحكومة أمام مجلس النواب، قائلًا:" حديث رئيس الحكومة عن الأزمات التي تعصف بالدولة المصرية يدل على عدم الدراية بدوره ووزراءه لمواجهة هذه الأزمات ويشير إلى أننا نعيش عصر المسخرة في ظل عدم وجود من يحاسب هذه الحكومة التي أمنت الحساب فأساءت الإدارة".
وأضاف حمدان، في تصريح خاص ل" المصريون"،:" كيف لرئيس الحكومة أن يقول إنه يتم العمل على عودة السياحة بشكل سري خضية الضربات الإرهابية هذا يأتى من خلال منظور المطار السري حيث إنه معروف للجميع أن التعاقدات السياحية تكون من خلال مواسم وشركات ومعارض دولة في توقيتات محددة ولا تكون سرية".
محمد سعد خير الله، منسق التجمع الحر من أجل الديمقراطية والسلام، قال ل"المصريون": " خطاب رئيس الحكومة اليوم أمام ممثلي الشعب من النواب موجه لتغييب المواطنين ودليل على فشل الحكومة وضرورة تقديم استقالتها لاعترافه بوجود فساد في الجهاز الإداري يدفعها للاستعانة بالقوات المسلحة ". وأضاف خير الله:"أزمة السيول برأس غارب دليل إدانة للحكومة حيث إن إنشاء المدن والطرق لابد أن يراعي العديد من الآليات في التنفيذ منها وهي دراسات الجدوى ودراسات التربة وهذا يضع الحكومة أمام ملفات فساد جديدة ".
وبدوره علق الدكتور على عبد العال على مطالبات النواب بسحب الثقة من الحكومة قائلًا: البرلمان يدعم الحكومة فى جميع قراراتها الاقتصادية للمساعدة في التعافي من الأزمة الاقتصادية ونتضامن معها حتى لو كانت صعبة من أجل الخروج من النفق المظلم".
