اظهر بحث علمى جديد أن الفيروس الذى يسبب الاصابة بمرض أنفلونزا الطيور للانسان يقاوم الدواء الوحيد الذى يمكن أن يقضى عليه. وذكر مجلة البحث البريطانية فى دورية نيو انجلاند الطبيةران باحثين فى جامعة أكسفورد رصدا حالتين من بين المرضى فى فيتنام توفيا بعد أن فشلا فى الاستجابة للعلاج بدواء تاميفلو. واظهر البحث ان النوع " اتش 5 ان 1 " من الفيروس المسبب لانفلونزا الطيور قد تسبب فى مقتل 71 شخصا حتى الان فى جنوب شرق اسيا. وقد تعرض معظم الضحايا للاحتكاك المباشر بطيور مصابة بالعدوى وفى الوقت الحالى لا يعتقد أن الفيروس يشكل خطرا حقيقيا على السكان على نطاق واسع. ويخشى الخبراء من أن يتكاثر الفيروس ويكتسب القدرة على الانتقال بسهولة من انسان الى اخر على مستوى العالم مما قد يحصد أرواح مئات الالاف من الاشخاص. وكانت دراسة سابقة نشرت فى دورية الطبيعة قدمت وصفا لحالة فردية من حالات مقاومة الدواء عند مريض يعالج من أنفلونزا الطيور. الا أن المريض أعطى فى هذه الحالة جرعات صغيرة من دواء تاميفلو قبل أن يصاب بالعدوى بعد اصابة أحد أفراد عائلته بالمرض. ووصف رئيس فريق الباحثين الدكتور جيريمى فارار النتائج الاخيرة بأنها مثيرة للقلق الا أنها لم تكن مفاجئة. وقال ان كل الميكروبات سواء كانت طفيليات أو بكتيريا أو فيروسات بدأت أخيرا فى مقاومة الدواء. يقول البروفيسور جون أوكسفورد من قسم الفيروسات فى كلية كوين مارى للطب فى لندن هذا يكشف مجددا كيف أن هذا الفيروس يشكل تهديدا وطالب البروفيسور أوكسفورد بمزيد من الاستثمارات فى استنباط أدوية جديدة لمقاومة المرض. الا أنه يقول ان دراسة تجربة فيتنام أثبتت أن دواء تاميفلو يمكن أن يكون علاجا ناجعا اذا أعطى فى أى وقت فى خلال خمسة أيام قبل أن تتضح معالم العدوى بالمرض. وكان الاعتقاد السائد من قبل يتركز فى ضرورة اعطاء الدواء خلال 48 ساعة للحصول على تأثير جيد. وقال ناطق باسم وزارة الصحة انه ستتم دراسة البحث بصورة جدية. مضيفا انه لابد من استخدام الدواء بحرص وبطريقة سليمة لتقليل مخاطر المقاومة وقال لقد تم اختيار تاميفلو على أساس نصيحة من خبراء مستقلين اشارت الى فعاليته وسهولة اعطائه.